العملية العسكرية التركية في سوريا: أكبر الفائزين والخاسرين

قوات تركية في مدينة رأس العين السورية

خلال الشهر الذي شنت فيه تركيا عملية نبع السلام العسكرية لطرد القوات الكردية من حدودها، تشهد المنطقة في شمال شرق سوريا هدنة غير مستقرة.

التفاصيل
  • تسيطر القوات التركية على قطاع من بطول 120 كيلو متر بين مدينتي تل أبيض ورأس العين في شمال شرق سوريا.
  • تتم مراقبة المنطقة الحدودية المتبقية التي كانت تحت سيطرة قوات سوريا الديمقراطية من قبل دوريات مشتركة روسية تركية. 
  • انتقلت القوات السورية أيضًا إلى المنطقة لتتمركز في البلدات والقرى التي انسحبت منها في بداية الحرب في سوريا التي استمرت ثماني سنوات.
  • “الفائز الأكبر هو الحكومة السورية والرئيس (بشار الأسد)”. بحسب كمال علم، المحلل العسكري المقيم في لندن والمتخصص في الشأن السوري والتركي.  
  • “لقد تمكن من الحصول على مزيد من الأراضي في المناطق الكردية في غضون بضعة أسابيع فقط مما كان عليه في خمس سنوات.”
  • تم التعجيل بعملية نبع السلام التركية في سوريا بعد قرار اتخذته الولايات المتحدة بسحب قواتها من الحدود مع تركيا.
  • عبر الجيش التركي والقوات السورية المتحالفة معه الحدود في 9 أكتوبر، حيث تعهد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بطرد مقاتلي قوات سوريا الديمقراطية من حدودها وإنشاء “منطقة آمنة” لإيواء نحو 3.6 مليون لاجئ سوري يعيشون في البلاد.
قوات من جيش النظام السوري في مدينة خان شيخون
النفوذ الروسي 
  • يهيمن على قوات سوريا الديمقراطية قوات حماية الشعب (YPG)، التي تعتبرها أنقرة مجموعة “إرهابية” بسبب علاقاتها بحزب العمال الكردستاني (PKK)، الذي شن حربًا استمرت 35 عامًا داخل تركيا سقط خلالها عشرات الآلاف من القتلى. 
  • بعد تخلي الولايات المتحدة عليها، لجأت قوات سوريا الديمقراطية إلى الحكومة السورية طلبًا للمساعدة، في الوقت الذي وافقت الولايات المتحدة على وقف لإطلاق النار مع تركيا يسمح للقوات الكردية بالانسحاب 30 كيلومترًا من الحدود.
  • وافق أردوغان على إبرام صفقة مع روسيا للسيطرة على المنطقة المتبقية خارج المنطقة التي سيطرت عليها تركيا.  تم الاتفاق على أن تقوم دوريات تركية روسية مشتركة بمراقبة ما يصل إلى 10 كيلومترات من الحدود.
  • قامت تركيا وروسيا بدوريتهما المشترك الثالثة يوم الجمعة، ومع ذلك، قد شكا أردوغان من روسيا والولايات المتحدة لم تحترما التزاماتهما بإبعاد قوات سوريا الديمقراطية من المنطقة التي يبلغ طولها 30 كيلومترًا. 
  • شهدت المنطقة وقوع هجمات بالقنابل واشتباكات متقطعة. 
  • إلى جانب السماح لقوات الأسد بالعودة إلى المنطقة فقد عززت الاتفاقية أيضًا دور روسيا كقوة دولية بارزة في سوريا، بحسب علم.
  • يضيف علم “إذا كان هناك أي شك في أن روسيا كانت الحكم النهائي ليس في سوريا فقط، بل في الشرق الأوسط، فقد انتهى”.. “نفوذ روسيا المتزايد في المملكة العربية السعودية والخليج وسوريا أصبح أمرا واضحاً. 
  • “ليس أمام تركيا خيار آخر سوى الاستماع إلى روسيا لأنه على الرغم من كونها عضوًا في حلف الناتو، إلا أنه لم يكن هناك أي دعم من الحلف في هذا الشأن”. 
الدورية البرية المشتركة الثانية بين القوات التركية والروسية في شرق الفرات
الوضع على الأرض 
  • “الوضع مضطرب للغاية على الحدود يعني أنه من السابق لأوانه استخلاص استنتاجات حول نتائج العملية التركية” بحسب علي بكير، المحلل السياسي والباحث في أنقرة. 
  • أضاف بكير ” تركيا ليست راضية تمامًا عن إبقاء وحدات حماية الشعب من منطقة عملياتها.. لا تزال هناك بعض العناصر القريبة من الحدود وهناك احتمال أن يكونوا يستعدون لمواجهة عسكرية طويلة الأمد ضد تركيا.
  • “لا تزال هناك علامات استفهام حول أماكن تواجد قوات نظام الأسد بالضبط وما الذي يمكن أن تفعله. اتفقت موسكو وأنقرة على بعض النقاط العامة لكنهما بحاجة إلى مزيد من الاتفاقات الفنية على أرض الواقع.”
رتل عسكري تركي تعرض لقصف من النظام السوري أثناء توجهه إلى إحدى نقاط المراقبة قرب بلدة خان شيخون
العلاقات التركية الروسية 
  • تعتبر عملية نبع السلام التركية هي الثالثة في شمال سوريا منذ عام 2016، في الوقت الذي عمقت فيه أنقرة علاقاتها مع موسكو وتباعدت أكثر مع الغرب.
  • “انسحاب الولايات المتحدة من شمال شرق سوريا، والنفوذ المتزايد لدمشق وموسكو وطهران في المنطقة، سيهددان مصالح أنقرة الاستراتيجية في الشرق الأوسط”. وفقا لـ أيكان إرديمير الباحث في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات في واشنطن.
  • ميتات سيليكبالا، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة قادر هاس في إسطنبول، قال إن القوى الثلاث (تركيا وإيران وروسيا) التي أطلقت عملية أستانا في أوائل عام 2017 لإيجاد حل للنزاع الطويل في سوريا، زادت من نفوذها في هذا البلد الذي مزقته الحرب.
  • وقال “عندما بدأوا عملية أستانا، سعوا لخلق موقف يمكنهم السيطرة عليه وهذا ما حققوه”.. “لقد خلقوا وضعا يتمتعون فيه بنفوذ أكبر من الأمم المتحدة فيما يتعلق بما يحدث في سوريا” 
  • وأضاف “روسيا، على وجه الخصوص سعيدة لأنهم يعملون مع تركيا، في حين أن علاقات تركيا مع الولايات المتحدة تزداد تدهورا”.
الخاسر الأكبر 
  • في الوقت الذي استغل فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والأسد الهجوم التركي للتوسع في الشمال الشرقي، تم دفع قوات سوريا الديمقراطية جنوب الطريق السريع الاستراتيجي ( إم فور/ M4) حيث تراجعت آمالهم في إنشاء منطقة ذات أغلبية كردية مستقلة.
  • بحسب كمال علم “الحلم بتحقيق حكم ذاتي كردي هو الخاسر الأكبر” وأضاف في إشارة إلى إقليم كردستان العراق الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي ” الأكراد السوريون لن يكرروا تجربة تشبه العراق الآن.”
  • “لقد أخبر بشار الأسد الأكراد منذ ثلاث أو أربع سنوات أن الأميركيين سيتخلون عنهم وقد ثبت أنه على حق”.
  • داخل تركيا، حظيت العملية ضد قوات سوريا الديمقراطية بشعبية واسعة حيث تم تأطيرها في سياق قتال حزب العمال الكردستاني.
  • قال سيليكبالا “حوالي 85 في المائة من الأتراك يؤيدون العملية بشدة بسبب هدفها وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة”.
  • وفقًا لإرديمير، فإن العملية “جنت فوائد كبيرة محلياً” على المدى القصير لأردوغان.
المصدر : الجزيرة الإنجليزية