السمنة تتسبب في وفاة أكثر من 10 آلاف شخص يوميا

على الرغم من الزيادات في متوسط العمر المتوقع عند الميلاد، أصبحت الزيادة في الأمراض المزمنة وغير المعدية تمثل تهديدًا عالميًا.

ففي جميع أنحاء العالم، يموت 15 مليون شخص قبل سن السبعين كل عام بسبب هذه الأمراض التي تشمل أمراض القلب، والأوعية الدموية، ومختلف أنواع السرطان، ومرض السكري والسمنة.

وقد أصبحت الأمراض المزمنة وغير المعدية مصدر قلق متزايد في جميع البلدان بغض النظر عن مستوى الدخل.

السمنة تقتل 4 ملايين سنويا

تعتبر السمنة أحد أكثر عوامل الخطر المعروفة للأمراض غير المعدية وهي مرض بحد ذاتها. ويبرز تقرير جديد للبنك الدولي بعنوان السمنة: التبعات الصحية والاقتصادية للتحدي العالمي الوشيك وباء السمنة المتنامي وآثاره السلبية.

يوضح هذا التقرير لماذا تعتبر زيادة الوزن والسمنة تحديًا عالميًا وشيكًا، خاصة بين الفقراء ومن يعيشون في البلدان المنخفضة أو المتوسطة الدخل، ويبدد الأسطورة القائلة إنها مشكلة فقط في البلدان والمناطق الحضرية المرتفعة الدخل.

وتظهر البيانات الحديثة أنه منذ عام 1975 تضاعفت حالات السمنة ثلاث مرات تقريبًا، وتشكل الآن 4 ملايين وفاة كل عام في جميع أنحاء العالم.

ففي عام 2016، كان أكثر من ملياري شخص بالغ 44% يعانون من زيادة الوزن أو السمنة، يعيش أكثر من 70% منهم في بلدان منخفضة أو متوسطة الدخل.

 أسباب السمنة

العوامل التي تغذي وباء السمنة ناتجة إلى حد كبير عن السلوكيات والبيئات التي نعيش فيها وتشمل هذه العوامل:

سهولة الحصول على الأطعمة المصّنعة والسكرية؛ وانخفاض النشاط البدني المرتبط بالتقدم التكنولوجي؛ وزيادة استهلاك الأطعمة غير الصحية المرتبطة في كثير من الأحيان بزيادة الثروة والدخل.

كما ينجم هذا الوباء إلى حد كبير عن التعرض للمخاطر البيئية، مثل تلوث الهواء، والقيود المفروضة على الحصول على الخدمات الأساسية.

تعتبر الأمراض المرتبطة بالوزن الزائد والسمنة اليوم، مثل مرض السكري وأمراض القلب والسرطان، من بين أكبر ثلاثة أمراض تسبب الوفاة في كل منطقة من مناطق العالم باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء.

وقالت أنيت ديكسون، نائبة رئيس البنك الدولي للتنمية البشرية: “إن الحد من زيادة الوزن والسمنة هي منفعة عامة عالمية. وستسهم معالجة هذه القضية بشكل استباقي إسهامًا ملموسًا في بناء رأس المال البشري، وضمان ارتفاع النمو الاقتصادي، والحفاظ على قوة عاملة تتمتع بالصحة ومؤهلة لمستقبل مثمر.”

تكاليف وآثار السمنة

من المتوقع أن يصل إجمالي تكلفة السمنة في البلدان النامية خلال الخمسة عشر عامًا المقبلة إلى أكثر من سبعة تريليونات دولار، مما يؤدي إلى استبعاد أكثر الفئات حرمانًا من الخدمات.

 ففي الصين بين عامي 2000 و2009، على سبيل المثال، ارتفعت تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالسمنة من 0.5% إلى أكثر من 3% من نفقات الرعاية الصحية السنوية.

وفي البرازيل، من المتوقع أن تتضاعف تكاليف الرعاية الصحية المرتبطة بالسمنة، من أقل من ستة مليارات دولار عام 2010 إلى أكثر من عشرة مليارات دولار عام 2050.

ولا تقتصر هذه التكاليف على تكاليف الرعاية الصحية فقط، بل أيضًا التكاليف غير المباشرة الناجمة عن انخفاض إنتاجية العمل والتغيب عن العمل والتقاعد المبكر وغير ذلك، والتي سيتحملها المجتمع والأفراد.

فعلى سبيل المثال، قدرت إحدى الدراسات زيادة التكاليف غير المباشرة للوزن الزائد أو السمنة في الصين من 3.6% من إجمالي الناتج القومي عام 2000 إلى 8.7% من إجمالي الناتج القومي عام 2025.

ومن المتوقع أن تزداد الأمراض المزمنة وغير المعدية بحلول عام 2030، على الرغم من تغير أنماط الحياة، وزيادة عدد المسنين بين السكان، والزحف العمراني المتنامي. وحيث إن هذه البلدان تشهد تغيرات في النمو الاقتصادي والنظام الغذائي، تزداد الإغراءات أمام الناس لاستهلاك أطعمة غير صحية والتراجع في ممارسة الرياضة.

المصدر : الجزيرة مباشر