الجزائر.. صراع بين السلطة والحراك قبل الانتخابات الرئاسية

حافظ الحراك الشعبي في الجزائر على زخمه بخروج حشود كبيرة من المواطنين بشعارات من قبيل: "لا انتخابات تحت إشراف العصابات"

دخلت احتجاجات الشارع الجزائري أسبوعها الأربعين، وهي أطول مظاهرات سلمية في تاريخ البلاد.

البداية كانت لإزاحة بوتفليقة وقد تحقق ذلك، لكن الوصول إلى إقرار السيادة الشعبية وإرساء منظومة ديمقراطية هوما يطمح إليه الجزائريون وهم في شهرهم العاشر من الاحتجاج.
تصرّ السلطة على تمرير الانتخابات الرئاسية المقررة في 12 ديسمبر القادم بالرغم من استمرار الحراك.

حملة انتخابية وقبضة أمنية
  • شهد الأسبوع الأول من الحملة الانتخابية عدة اعتقالات لمتظاهرين عبروا عن رفضهم للانتخابات الرئاسية في ظروفها الحالية.
  • تعزيزات أمنية كبيرة ترافق حملات المترشحين وهم يتنقلون عبر الولايات لشرح أسباب ترشحهم وعرض برامجهم. إذ تراهن السلطة على فرض الانتخابات كأمر واقع لعله يستميل بعض الرافضين.
  • سفيان هداج من شباب الحراك البارزين يرى أن مستوى خطاب المترشحين ضعيف وغير مقنع.
  • في تصريح لموقع الجزيرة مباشر قال هداج “المترشحون يتنقلون وسط حراسة أمنية شديدة لا يستطيعون الاحتكاك بالمواطنين، خطابهم لا يرقى لإعطاء برامج وحلول، بل مجرد استعراضات وطقوس تذكرنا بفترات الانتخابات في عهد الرئيس المخلوع عبد العزيز بوتفليقة”.
  • عز الدين جرافة، ناشط سياسي وبرلماني سابق يرى أن هذه الانتخابات تتم في ظروف استثنائية وصعبة.
  • بحسب جرافة “معلوم أن للعصابة المودعة في السجن أنصار ووكلاء ومتعاطفون، ومن الطبيعي أن يلتحق هؤلاء بالحراك في صورته الحالية كلاعبين أو منشطين”.
    جزائريون يلوحون بعلم بلادهم رافضين لإجراء الانتخابات الرئاسية قبل إزاحة رموز بوتفليقة
  • جرافة أضاف للجزيرة مباشر “أعتقد أنه من الانصاف أن نستحضر الظروف الصعبة التي تجرى فيها الانتخابات ونحن نقيّم الخطاب الانتخابي للمترشحين”.
  • رئيس حزب التجديد والتنمية أسير طيبي استغرب عدم تطرق المترشحين في حملتهم إلى ضرورة تحديد طبيعة العلاقة التي يجب أن تكون بينهم وبين المؤسسة العسكرية.
  • طيبي قال “المترشحون يتجنبون الحديث في هذه المسالة الجوهرية لذا فإن الانتخابات الحالية ستنتج رئيسا ضعيفا ولن يخرج من عباءة وسيطرة المؤسسة العسكرية”.
الجمعة الأربعون…لا للانتخابات!
  • تماشيا مع سعي السلطة لتمرير انتخابات ديسمبر المقبل، قال رئيس الأركان أحمد قايد صالح إن تنظيم هذه الانتخابات “جاء استجابة للهبّة الشعبية الكبيرة المطالبة بإجرائها”، في إشارة صريحة إلى عدم الاكتراث بمن بالمظاهرات الأسبوعية الرافضة.
  • لكن المتظاهرين وفي أول جمعة منذ انطلاق الحملة الانتخابية عبروا عن رفضهم بشعارات واضحة وأعداد متزايدة من المتظاهرين عبر ولايات مختلفة.
  • الحقوقي وعضو هيئة الدفاع عن معتقلي الحراك طارق مراح، قال للجزيرة مباشر إن “تواصل الحراك هو امتداد لنضال شعبي انطلق منذ قرابة السنة، واستمراره حتمية لكون الشعب يرى أن مطلب التغيير الفعلي لنظام الحكم لم يتحقق بعد”.
  • يرى الناشط السياسي والبرلماني السابق عز الدين جرافة أن “الحراك في صورته الحالية يتبنى صراعا صفريا وعدمية غير قابلة للتجسيد لا اليوم ولا على المدى المتوسط”.
  • بينما يؤكد الدكتور بشير بودلال، أستاذ بكلية العلوم السياسية بالجزائر، أن الحراك يطرح مطالب جوهرية وعميقة تتعلق بتغيير جذري لنظام الحكم.
  • بودلال قال للجزيرة مباشر “بالرغم من أن الحراك يدخل جمعته الأربعين لكن زخمه قوي، وخاصة تجاه رفض العملية الانتخابية “.
    رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أحمد قايد صالح
الانتخابات “بمن حضر”!
  • تراهن السلطة على كسب مزيد من الوقت، ومع اقترب موعد الثاني عشر من ديسمبر، أسئلة كثيرة تطرح حول طبيعة المشهد السياسي بعد هذا الموعد، بل ويذهب بعض المتابعين إلى التساؤل: هل فعلا ستجرى هذه الانتخابات؟
  • الدكتور أسير طيبي يرى أن الإصرار على إجراء الانتخابات في ظل هذه الظروف سينتج رئيسا ضعيفا لن يستطيع مواجهة الحراك، الذي سيستمر حتى بعد الانتخابات بحسب رئيس حزب التجديد والتنمية.
  • لكن عز الدين جرافة يراهن على الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية، حيث يقول “الأسبوع الأخير من الحملة الانتخابية سيكون حاسما حيث سيحسم عدد كبير من المترددين قرارهم بخصوص الانتخابات”، ويعتقد جرافة أن “نسبة المشاركة ستكون مقبولة بالنظر إلى المناخ العام للعملية الانتخابية”.
  • يرى أستاذ العلوم السياسية الدكتور بشير بودلال إلى أن هناك ارتباكا داخل منظومة صنع القرار، بحيث تحولت الانتخابات لمعضلة حقيقية بالنسبة للنظام بسبب سوء إخراجها وسط مؤشرات حول عدم قدرة المترشحين على استمالة نصاب معقول للمشاركة بسبب موجة الرفض الواسعة والمتصاعدة”.
المصدر : الجزيرة مباشر