احتجاجات دامية.. ماذا يجري في العراق؟

محتجون ينقلون زميلهم الجريح إلى إحدى المستشفيات-بغداد 5 أكتوبر/ تشرين الأول

صوّت مجلس محافظة بغداد اليوم الأحد وبالإجماع على قبول استقالة محافظ العاصمة فلاح الجزائري من منصبه، وفق ما أفاد تلفزيون (العراقية) المملوك للحكومة.

التفاصيل
  • نقلت وكالة رويترز عن مصادر طبية، أن 18 شخصا على الأقل قتلوا في اشتباكات بين متظاهرين مناهضين للحكومة والشرطة في بغداد خلال الليل فيما تحاول الحكومة استرضاء الغضب الشعبي من الفساد والبطالة بخطة إصلاح جديدة.
  • ذكر التلفزيون أن أعضاء مجلس محافظة بغداد (58 عضوا) صوتوا بالإجماع على قبول استقالة المحافظ فلاح الجزائري من منصبه، وفتح الباب لاستقبال طلبات الترشيح للمنصب الشاغر خلال مدة خمسة أيام تمهيدا لاختيار محافظ جديد.
  • ينتمي المحافظ المستقيل الجزائري إلى ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الحكومة الأسبق نوري المالكي.
  • يأتي التصويت على وقع احتجاجات عارمة تشهدها بغداد ومحافظات أخرى منذ أيام ضد سوء الخدمات العامة وانتشار الفساد وقلة فرص العمل.
  • يمثل المحافظ رأس الحكومة المحلية في العاصمة والتي تتولى إقامة المشاريع الخاصة بتقديم الخدمات العامة وتحسينها.
ماذا يجري في العراق؟
  • في ذات السياق ذكر تقرير لرويترز أن الاحتجاجات مؤشر إلى أن  صبر العراقيين قد نفد، فبعد عامين من هزيمة تنظيم الدولة يعيش قطاع كبير من سكان البلاد الذين يقترب عددهم من 40 مليون نسمة في أوضاع متدهورة رغم ما يملكه العراق من ثروة نفطية.
رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي
وفيما يلي أبرز ما جاء في التقرير:
  • بعد حروب متتابعة على مدى عشرات السنين مع دول مجاورة وعقوبات الأمم المتحدة وغزوين أمريكيين واحتلال أجنبي وحرب أهلية طائفية كانت هزيمة تنظيم الدولة في 2017 إيذانا بأن العراق دخل مرحلة سلام وأصبح حرا في تسيير تجارته.
  • غير أن البنية التحتية متهالكة، وتتدهور، ولم يبدأ البناء بعد في مدن دمرتها الحرب، كما لا يزال لجماعات مسلحة سطوة في الشوارع، واستمر الفساد منذ عهد صدام حسين، بل وترسخ في ظل حكم الأحزاب الطائفية الذي ظهر بعد سقوطه.
  • لا يبدو أن الاحتجاجات تنسقها جماعة سياسية بعينها، وتزايدت الدعوات على وسائل التواصل الاجتماعي للاحتجاجات في أوائل هذا الأسبوع، وبدا أن الإقبال على المشاركة فيها كان مفاجأة لقوات الأمن.
  • السببان الرئيسيان للغضب الشعبي هما قصور خدمات الدولة ونقص الوظائف، وساهمت فيه سلسلة من الخطوات الحكومية منها تنزيل رتبة قائد عسكري يحظى بشعبية كبيرة من أوقات الحرب لأسباب لم تُشرح بشكل كاف.
  • شهد العراق بعض المظاهرات المتفرقة لكنها لم تكن بحجم الأحداث التي وقعت هذا الأسبوع وكانت أول مظاهرات كبرى مناهضة لحكومة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي منذ تولت السلطة في أكتوبر تشرين/ الأول من العام الماضي.
  • يتوقف الأمر في كبح الاحتجاجات على الكيفية التي ستعالجها بها الحكومة والأجهزة الأمنية، فسقوط مزيد من القتلى سيغذي مشاعر الغضب، فحتى الآن سقط أكثر من 100 قتيل، غير أن الرد القاسي قد يدفع المحتجين أيضا للبقاء في بيوتهم.
  • قد تجد الحكومة أن من الصعب السيطرة على هذه الاحتجاجات، إذ لا يشارك أي فصيل أو حزب سياسي فيها علنا، ولا حتى المعارضة البرلمانية المتمثلة في كتلة رجل الدين الشيعي مقتدى الصدر التي سبق أن نظمت مظاهرات من قبل.
  • إذا اتسع نطاق الاحتجاجات فليس من الواضح ما هي الخيارات التي تملكها الحكومة، ومن المرجح أن ترغب الأحزاب التي اتفقت على الدفع برئيس الوزراء عبد المهدي، صاحب النفوذ الضعيف، إلى قمة السلطة في إبقائه في موقعه.
محتجون في بغداد بعد رفع حظر التجوال-5 أكتوبر/ تشرين الأول
الشعارات الطائفية
  • يعتقد كثيرون أن فصائل شبه عسكرية ذات نفوذ كبير وتتمتع بدعم إيران تقف وراء الرد العنيف على احتجاجات البصرة في العام الماضي، ومنذ ذلك الحين كانت المشاركة في الاحتجاجات محدودة.
  • إذا شاركت جماعات عشائرية أو فصائل مسلحة فقد يتدهور الوضع، وقد تفجرت اشتباكات بالرصاص في مدن جنوبية هذا الأسبوع بين مسلحين مجهولين ورجال الشرطة.
  • سعى أغلب العراقيين لتحاشي الشعارات الطائفية بعد التجربة المريرة التي تمثلت في ظهور تنظيم الدولة ذلك رغم بقاء بعض التوترات الطائفية، وتدور الاحتجاجات حول تدهور الأوضاع الاقتصادية والمعيشية. وتحدث وقائعها أساسا في بغداد والجنوب الذي يغلب عليه الشيعة لكن تتداخل فيها خطوط عرقية وطائفية، كما أن الغضب موجه لطبقة سياسية لا لطائفة بعينها.
المصدر : وكالات