إيران: لن نستسلم لأمريكا

المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي
المرشد الإيراني الأعلى آية الله علي خامنئي

أكدت إيران مجددا أنها لن تستسلم للضغوط الأمريكية وستقاوم “المخطط” الأمريكي بعد قرار الرئيس دونالد ترمب الأسبوع الماضي الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني الموقع عام 2015.

وشكا ترمب، الذي بدد نتائج جهود دبلوماسية استمرت لأكثر من عشر سنوات، من أن الاتفاق لا يشمل صواريخ إيران الباليستية أو دورها في الحروب الإقليمية أو ما سيحدث عندما يحل أجل بعض بنود الاتفاق في عام 2025.

وتشاطر الدول الأوربية الكبرى ترمب مخاوفه لكنها تقول إن الاتفاق النووي هو أفضل سبيل لمنع إيران، وهي قوة إقليمية يتزايد نفوذها، من الحصول على أسلحة ذرية.

ورفع الاتفاق بين إيران والقوى العالمية الست في عام 2016 معظم العقوبات الدولية عن إيران مقابل التزامها بتقليص برنامجها النووي الذي يخضع لرقابة مشددة من الوكالة الدولية للطاقة الذرية .

وأعلن ترمب الأسبوع الماضي أنه يعتزم إعادة فرض مجموعة من العقوبات التي رفعها الاتفاق،  وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية أمس (الثلاثاء) عقوبات على محافظ البنك المركزي الإيراني وثلاثة أفراد آخرين وبنك مقره في العراق.

وقالت إيران إن العقوبات الأمريكية الجديدة محاولة لإخراج جهود إنقاذ الاتفاق عن مسارها.

ونسبت وكالة أنباء فارس إلى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي قوله “بمثل هذه الإجراءات التدميرية تحاول الحكومة الأمريكية التأثير على إرادة باقي الموقعين على خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) وقرارهم”.

ووصفت إيران العقوبات بأنها غير مشروعة وحذرت من أنه إذا فشلت المحادثات لإنقاذ الاتفاق فإنها ستطور برنامجها النووي إلى مستوى أكثر تقدما من ذي قبل.

وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني (الأربعاء) إن ترمب توقع أن تنسحب إيران من الاتفاق النووي بعد انسحاب الولايات المتحدة لكن الجمهورية الإسلامية رفضت أن تنساق وراء هذا المخطط بسعيها لإنقاذ الاتفاق مع الأطراف التي لا تزال ملتزمة به.

ونقلت وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء عن روحاني قوله “ألقى ترمب ورقته الأولى لكنه أخطأ حساب خطوته الثانية… لأن إيران لم تَنْسَقْ وراء هذا المخطط”. وقال روحاني إن إيران لن تستسلم للضغوط الأمريكية.

ونسبت إليه وكالة الطلبة الإيرانية للأنباء قوله “يعتقدون أنهم يستطيعون أن يحملوا الأمة الإيرانية على الاستسلام بالضغط على إيران بالعقوبات بل وبالتهديد بالحرب… الأمة الإيرانية ستقاوم المخططات الأمريكية”.

غير أن كبير مستشاري المرشد الإيراني، علي خامنئي، شكك في أن تكون المحادثات مع الدول الأوربية لإنقاذ الاتفاق النووي مثمرة.

ونقلت وكالة أنباء فارس عن علي أكبر ولايتي قوله “أشك في أن تكون المحادثات مع الأوربيين مثمرة. آمل أن نرى نتائج طيبة.. علينا أن نصبح معتمدين كليا على أنفسنا”.

وردت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل على رفض واشنطن للاتفاق النووي مع إيران قائلة إن الاتفاق ساعد القوى الخارجية القلقة من دور طهران الإقليمي على نقل مخاوفها للجمهورية الإسلامية.

وأكدت ميركل (الأربعاء) دفاعها عن الاتفاق في تصريحات للمشرعين في مجلس النواب بالبرلمان الألماني (البوندستاغ).

وقالت “السؤال هو هل الأفضل إجراء محادثات بإنهاء اتفاق أم بالبقاء فيه… نقول يمكن الحديث بشكل أفضل في حالة البقاء فيه”.

وأضافت: “هذا الاتفاق بعيد كل البعد عن كونه مثاليا لكن إيران ووفقا لكل ما تعرفه السلطات النووية الدولية تفي بالتزاماتها المنصوص عليها في الاتفاق”.

وتعهدت القوى الأوربية هذا الأسبوع بالإبقاء على الاتفاق دون الولايات المتحدة وذلك بمحاولة الحفاظ على تدفق النفط الإيراني والاستثمار مع طهران لكنها أقرت بأنها ستسعى جاهدة لتقديم الضمانات التي تطلبها الجمهورية الإسلامية.

واجتمع وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا في بروكسل أمس (الثلاثاء) لبحث كيف يمكنهم إنقاذ الاتفاق النووي بدون الولايات المتحدة لكن بدا أنهم يتعرضون لضغوط كبيرة بشأن كيف يمكن لشركات بلادهم مواصلة العمل مع إيران عندما تبدأ واشنطن فرض العقوبات.

ووصف وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اجتماعاته مع مسؤولين من الاتحاد الأوربي في بروكسل بأنها بداية جيدة لكنه يريد رؤية ضمانات تتحقق.

وكلف الأوربيون والإيرانيون خبراء بمحاولة التوصل سريعا لإجراءات وسيجتمعون مرة أخرى في فيينا الأسبوع المقبل.

وذكرت رويترز (الأربعاء) أن مسؤولا إيرانيا كبيرا التقى بمشترين صينيين للنفط هذا الأسبوع لمطالبتهم بالإبقاء على وارداتهم بعد سريان العقوبات الأمريكية.

المصدر : الجزيرة مباشر + رويترز