ماذا يريد السيسي من شيخ المجاهدين عمر المختار ؟

كل الليبيين يتحدثون بفخر ويقدمون أنفسهم “بصفتهم أحفاد المختار ” نسبة إلى بطولات المجاهد الكبير ؛فلماذا لحدود اللحظة لم نر هذا “الشيخ يتحدث باستفاضة عن تاريخ الاسرة والجد ويحدد نسب

يبدو أن رئيس النظام المصري؛  عبد الفتاح السيسي وفي ظل اجتهاده  للبروز على صعيد الأعمال الفنية من خلال تقديم “وصفات ” السيناريو لشركات الإنتاج التي أحكم قبضته عليها.
 كما فعل أخيرا  في رمضان الماضي عبر مسلسل “الاختيار ”، ورجحنا كفة هذا الطرح نظرا لاهتمامات النظام المصري بالفن من باب اللعب على وتره من أجل نيل التعاطف وشطب الصورة القاتمة عنه.
ولم نذكر على سبيل المثال أن السيسي قرأ عن سيرة البطل الذي مرغ كرامة إيطاليا في الوحل؛ لأن الطغاة لو كانوا ينهلون من منابع التاريخ لاعتبروا  وكفوا عن ارتكاب  الفظاعات والاخطاء،  لكن لماذا قررنا فجأة أن هذا الاحتمال هو الأقرب للصواب ؟
في الآونة الاخيرة ركز النظام المصري وجحافل إعلاميه كل مجهوداتهم صوب شيخ المجاهدين عمر المختار؛  فجاءت البداية بالأغنية المصورة  “الحب والسلام ” للفنانة السورية أصالة نصري؛ التي وضعت في الخلفية صورة الطاغية عبد

عمر المختار والسيسي في فيديو كليب لأصال

الفتاح السيسي ،بجانب عمر المختار.
 وحين كتبنا وغيرنا الكثير ، أن الخطوة جاءت “مدروسة للغاية ” نلنا نصيبا وافرا من الاستهزاء تحت شعار “نظرية المؤامرة ” وبأن فنانة بحجم أصالة غنت فقط “بدافع حب المحروسة ومن تراه رئيسها ” .
ولم تكد تمر أيام حتى بدأ الاعلام المصري ومعه السعودي والإماراتي يطبل لمن أسماه “الشيخ حافظ خطاب ” الذي جلس على يمين السيسي  .
لاحظوا جيدا أن نفس صورة الفيديو كليب البريء، لأصالة ،تتجسد على أرض الواقع أو بالأحرى نحن أمام محاولة بائسة لاستنساخها من خلال الحديث عن حفيد “مزعوم ”  لبطل وقائد لن يتكرر ولن تنجب الأمة مثله.
والملفت هنا أن أغلب وسائل الإعلام ركزت على “يمين السيسي ” بالإضافة طبعا إلى تصريحات من قبيل ” الجيش المصري سيحمى الأمة العربية، والقبائل مستعدة للدفع بكافة أبنائها للوقوف في وجه المحتل التركي ”.
وأيضا صاحب البيت لا يستأذن للدخول؛ كما تسابقت منابر إعلامية عربية وصحف مصرية لمحاورة هذا الشخص الذي يدعي بأنه “حفيد عمر المختار ” وتصدر العناوين على هذا الأساس ؛ وبعد كل هذا نتساءل : هل مازال الربط بين أغنية أصالة وظهور هذا “الحفيد ” غير مجد، أم أنها فعلا مجرد صدفة عابرة ؟
لكن وعلى سيرة حفيد المختار شخصيا أتذكر أن إحدى الصحف الإماراتية ”الخليج تحديدا“سبق وحاورت في سنة 2014 نجل الثائر الليبي الكبير ويحمل اسم “محمد عمر المختار ” وكان في التسعين من عمره و توفي بعد ذلك الحوار بأربعة سنوات.

كل الليبيين يتحدثون بفخر ويقدمون أنفسهم “باعتبارهم أحفاد المختار ” نسبة إلى بطولات المجاهد الكبير ؛فلماذا لحدود اللحظة لم نر هذا “الشيخ “

وحمل الحوار المتفرد عنوانا ” أنا آخر حاملي اسم أبي ” وتطرق فيه لتفاصيل عديدة عن حياة والده وأبنائه الذين توفوا جميعا، وتفاصيل أخرى عن الأسرة والعائلة؛ ولم يأت على ذكر من يقدمه لنا الإعلام المصري اليوم باسم “الشيخ حافظ خطاب ” ويهلل له ولكلماته .
رغم أن كل الليبيين يتحدثون بفخر ويقدمون أنفسهم “باعتبارهم أحفاد المختار ” نسبة إلى بطولات المجاهد الكبير ؛فلماذا لحدود اللحظة لم نر هذا “الشيخ ” يتحدث باستفاضة عن تاريخ الاسرة والجد ويحدد نسبه بدقة يا ترى ؟ والسؤال الختامي العريض : ماذا يريد هذا الطاغية من سيرة هذا البطل المغوار الذي يحفظ الصغير قبل الكبير كل تفاصيل حياته وكلماته العطرة ؟ شتان بين الثرى والثريا وبين الأقزام والعمالقة ..

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها