الإمارات.. وفشل سياسي جديد

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب (وسط) أعلن توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات واصفا إياه بـ "التاريخي"

ما تقدمه الأمارات اليوم هو تحد علني يصب في ترسيخ مصالحها السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل.

مازالت عمليات التطبيع العربية مع إسرائيل ترسم مخططاتها بدقة على سطح الطاولة العربية؛ مبرهنةً بذلك أنه لا مجال للرجوع عن تلك الخطوات .
حكماً بأنها تصب في مصالحها العليا، فختامها كان ما قُدّم من دولة الأمارات و ولي عهد أبوظبي تحديداً -محمد بن زايد)- بإتفاق السلام بين بلاده وإسرائيل الذي أعلن عنه كلا الجانبين عبر لقاءات رسمية عازمين على توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات عدة.

من الضروري الإشارة إلى أن تلك العلاقات السياسية بين البلدين ليست بالجديدة، ولكن ما تقدمه الأمارات اليوم هو تحد علني يصب في ترسيخ مصالحها السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل.

ما تقدمه الأمارات اليوم هو تحد علني يصب في ترسيخ مصالحها السياسية والدبلوماسية مع إسرائيل.

 

ولربما يعد مناوشة إقليمية لبعض الدول في المنطقة التي لطالما استنكرت وأدانت مواقف التطبيع العربي مع دولة إسرائيل من جهة أخرى.

فقد أُعلن عن بوادر الإتفاق والتطبيع الإسرائيلي مع دولة الأمارات مباشرةً عقب التهديد التركي ذي اللهجة القوية لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد واستنكار للدور الإماراتي التخريبي في ليبيا.

فقد أعرب وزير الدفاع التركي خلوصي أكار- معبراً عن استنكاره لأفعال دولة الأمارات قائلاً: أن الإمارات دولة وظيفية تخدم غيرها سياسيا أو عسكريا ويتم استخدامها من بعد.

العلم الإماراتي والإسرائيلي

وذكر  أكار في تصريحات خاصة لقناة الجزيرة ،أن أبو ظبي أرتكبت أعمالا ضارة في ليبيا وسوريا متوعدا إياها قائلا: سنحاسبها في المكان والزمان المناسبين .
هذا ودعا أكار الإمارات إلى أن تنظر لضآلة حجمها ومدى تأثيرها وألا تنشر الفتنة والفساد، على حد وصفه
 متهما في الوقت ذاته أبوظبي بدعم المنظمات الإرهابية المعادية لتركيا بقصد الإضرار ببلاده.

وهذا بالضرورة ما يؤكد حجم القيمة العسكرية التي فرضتها تركيا إقليماً وعالمياً

أن تاريخ العلاقات الدبلومسية العربية- الإسرائلية،حافل بالمبادرات والتعاون الإقليمي بين الطرفين ولم يتوقف قط

 

في كلتا الحالتين لا يمكننا الجزم بماهية الدوافع التي تجعل الإمارات تقدم تلك البوادر، سعياً لكسب إسرائيل كحليف في المنطقة.
ولكن من المهم جداً ذكر أن تاريخ العلاقات العربية الإسرائلية الدبلوماسية هو تاريخ حافل بالمبادرات والتعاون الإقليمي بين الطرفين ولم يتوقف قط.
بل و يجب علينا إعادة النظر في الهوية الإماراتية- العبرية و النظر للإمارات على أنها إسرائيل المستقبل.
 
وبالتالي فإن تلك الخطوات الإماراتية في تحقيق التطبيع الكامل مع اسرائيل لن تعد الاخيرة من نوعها وقد نشهد الكثير من الدول العربية قد تلحق بخطى الامارات أمثال السعودية و مصر و البحرين.
وهذا يشير أيضاً إلى أن إسرائيل اليوم؛ قد فرضت نفسها ضمن المجتمعات العربية بل وقد ضمنت حلفاء لها من قلب المعركة، مما سيؤمن لها الاستقرار المستدام والحماية الدولية في الشرق الأوسط.

في الحقيقة لقد تجاوز العرب مرحلة التعامل مع إسرائيل على أنها العدو السائد في المنطقة، فقد أصبحت المسألة شخصية بعض الشي.
يرى  من يؤمنون بأن لكل دولة الحق في اختيار مصيرها وكيفية التعامل مع نظرائها الباقين فيما يضمن لها الإدارة السليمة والاستقرار في علاقاتها الدولية بما في ذلك علاقاتها مع إسرائيل.

  المتضرر الوحيد هو الشعب الفلسطيني وليس من يدّعون السلام و يراقبون الكارثة بصمت

ولنكن واقعين قليلاً، ما الذى قدمته الجامعة العربية حتى اللحظة لدولة فلسطين؟ سوى الوعود الكاذبة والاستنكارات الهجين على التجاوز الإسرائيلي ضمن شرق المتوسط.

بالنظر إلى حالة الفلسطينين اليوم ،نجدهم هبطوا في كل مطارات عواصم دول العالم و قد استُقبلوا على أنهم ليسوا سوى مهاجرين؛ وشعب بلا وطن.

وهذا بالضبط ما يوضح  بأن المتضرر الوحيد هو الشعب الفلسطيني وليس من يدّعون السلام و يراقبون الكارثة في صمت.

ختاماً، إن تصحيح الأوضاع  يكمن في توحد الشعوب المسلمة و القيادات الحكيمة واتخاذ قرارات جادة تفرض حقيقة أن إسرائيل دولة صهيونية تخطت مبادئ وقيم عديدة تنافي قوانين وتشريعات وحتى ديانات عديدة.

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها