تجارة الوهم

في منتصف التسعينيات من القرن الماضي ولد نوع جديد من التجارة و هو التجارة الإلكترونية عن طريق إحدى الشركات الأمريكية، و مع تطور الوسائل الالكترونية وطفرة الاتصالات والإنترنت.

تعد التجارة إحدى أقدم المهن التي اهتدى لها الإنسان و أمتهن بها، فمع تطور الإنسان و تنوع حاجاته نشأت التجارة و نشات الحاجة للأسواق، فكان الناس يأتون للأسواق لعرض سلعهم و منتجاتهم للمتسوقين، و مع التوسع و إزدياد الحاجة للسلع نشأت التجارة بين المناطق أو ما يطلق عليها التجارة الدولية.

في منتصف التسعينيات من القرن الماضي و لد نوع جديد من التجارة و هو التجارة الإلكترونية عن طريق إحدى الشركات الأمريكية، و مع تطور الوسائل الالكترونية و طفرة الاتصالات والإنترنت، اتسعت رقعة التجارة الالكترونية لتغطي الكرة الأرضية باكملها.

في خضم هذه الثورة ظهر لنا نوع جديد من التجارة، تجارة لا تكتمل فيها أركان التجارة من بائع و مشتر وسلعة و ثمن، تجارة تجدها تفتقد لاحد أركانها أن لم يكن أكثر من ركن و لذلك أطلقت عليها أنا شخصيا تجارة الوهم.

والأمثلة على هذه التجارة كثيرة، فعلي سبيل المثال تجارة الأسهم على الإنترنت (ليست التي في البورصة)، لا يكاد يخلو أي موقع على الإنترنت من إعلانات هذه التجارة، و لا حتى مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ترى أن هناك مناديب لهذه المواقع على كافة منصات التواصل الاجتماعي.

في منتصف التسعينات من القرن الماضي و لد نوع جديد من التجارة و هو التجارة الإلكترونية عن طريق إحدى الشركات الأمريكية، و مع تطور الوسائل الالكترونية و طفرة الاتصالات و الإنترنت

تقوم الفكرة على التسجيل في الموقع، ثم يترتب على الشخص(الضحية) بعد التسجيل أن يحضر أشخاص (ضحايا) أخرين كي ترتفع نسب حصوله على مكافأة أو نسبة أعلى و هكذا.

ويكون جذب العميل بأسلوب الترغيب عن طريق التجريب المجاني للتداول في الموقع لشهر و من ثم يترتب عليه إيداع مبلغ في حساب الموقع كي يتمكن من التداول و الحصول على الأرباح المزعومة.

نوع آخر لهذه التجارة هو مواقع التوظيف، طريقة سهلة و رائعة للحصول على الأرباح، وتعتمد على استغلال حاجة الأشخاص للعمل ذلك بنشر إعلانات توظيف وهمية، يترتب عليها ان يقوم الشخص الطالب للعمل أن يدخل و يسجل بياناته في الموقع، و هذا يؤمن عددا لا بأس به من الزيارات للموقع و هو ما يضمن لصاحب الموقع حصوله على الأموال نظير هذه الزيارات.

المدونات كذلك، يعتمد در الأرباح على صاحبها على عدد الزيارات لمدونته، و بالتالي يقوم صاحب المدونة بالبحث في مواضيع الترند في بلده أو منطقته، ثم يقوم بإعادة صياغة الموضوع أو الخبر و نشرها في مدونته و بالتالي تظهر على محركات البحث و مع كل نقرة و زيارة المدونة تزداد فرصة المالك من الحصول على أرباح نظير تلك الزيارات.
كذلك أسلوب الروابط الوهمية.

حيث يعتمد هذا النوع على اغراء المتصفح لدخول موقع ما عن طريق نشر رابط يكون عنوانه شاهد قبل الحذف، أو شاهد فضيحة، أو تابع تفاصيل الخبر الفلاني، و بالتالي ينتقل المتصفح ليجد نفسه في موقع أخر، فيطلب منه الموقع الأخر الضغط على رابط اخر، و هكذا يظل المتصفح بالنقل من موقع لآخر دون أن يصل لمبتغاه، و بالطبع كل هذه الزيارات يكون لها مردود مادي لصاحبها.

للأمانة هذه هي أنواع تجارة الوهم التي أعرفها حتى كتابة مقالي هذا، كنت ضحية لأحدهم، و هي مواقع التوظيف بحكم بحثي عن وظيفة، اما الاخريات فكنت لأصحابها بالمرصاد و لم أقع في الشباك.

هنا وددت أن أحذر من أساليب الوهم و تجارته أن أفضح اساليبه وخداعه، متمنيا ان أكون قد وصلت فكرتي عن تجارة الوهم و ألا تكون سيدي القارئ ضحية لأحد تلك الطرق.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها