تونس.. عن أية جبهة إنقاذ نتحدث؟

الرئيس التونسي قيس سعيد (يمين) ورئيس حركة النهضة راشد الغنوشي
الرئيس التونسي قيس سعيد (يمين) ورئيس مجلس النواب راشد الغنوشي

وأعتبرت بعض الأحزاب التونسية أن راشد الغنوشيرئيس البرلمان تجاوز دور الدولة ووورط تونس في أزمات دولية مع ليبيا.

لمصلحة من إعتصام باردو 2 ؟ ومن يدعمه و يقف خلفه؟ومن المستفيد منه؟ أسئلة كثيرة تطرح في مرحلة تشهد تقدما واضحا لقوات الوفاق الوطنية الليبية وخسارة لمجرم الحرب حفتر، وهو ما يعني سقوط المشروع الإماراتي السعودي في ليبيا.
وسقوط حليفهم بما يحمله من أسرار ومعلومات تخص التجسس على بلدان المغرب العربي والمخططات التي تخص تونس، حيث لا نستطيع نزع المشهد في تونس عن المشهد في ليبيا والمستجدات العسكرية والميدانية.
فمنذ انتهاء الانتخابات التشريعية وحصول حزب  الدستوري الحر على مقاعد في البرلمان التونسي توقعنا وراء الأمر شيء.
وها هي الأيام تكشف اصطفافات الحزب مع من، ومن يقف خلف محاولات تعطيل عمل البرلمان ونشر الفوضى به وتعكير المشهد السياسي التونسي الذي يضرب به المثل.
فليس من الطبيعي الدعوات المفاجئة والمطالبة واتفاق مع ما يقارب سبعة أحزاب على ضرورة حل البرلمان في سابقة من نوعها في ظل أداء باهت لدور تلك الأحزاب وفي ظل دعم شعبي للبرلمان المعبر عنه.

و اعتبرت بعض الأحزاب التونسية أن الغنوشي تجاوز دور الدولة وورط تونس في أزمات دولية مع ليبيا

وبالتوازي هجوم شرس، وهجمة إعلامية من وسائل إعلام مصرية وإماراتية وسعودية وحتى الليبية الموالية لحفتر، دعما لاعتصام باردو2 الذي تنظمه جبهة الإنقاذ الوطني والأحزاب السبعة الموالية له في محاولة للبحث عن فرصة لإسقاط التجربة الديمقراطية في تونس.
حيث أقدمت سبعة الأحزاب على إصدار بيان مشترك تدين فيه رئيس البرلمان راشد الغنوشي ونددت باتصاله بفايز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبي .
واعتبرت الأحزاب التونسية المذكورة  أن الغنوشي تجاوز دور الدولة وورط تونس في أزمات دولية مع ليبيا.
ولعل ما يدعم ذلك التحركات المريبة بعض النخب من إعلاميين وفنانين وغيرهم من وجوه سياسية وحزبية يسمون نفسهم بجبهة الإنقاذ الوطني ،عن أية جبهة إنقاذ يتحدثون؟ وإنقاذ من؟ ممن؟

لعلّ ما يقلق جموع الشعب التونسي هو التواصل المستمر للثلاثي  (مصر والإمارات والسعودية) مع رئاسة الجمهورية التونسية والتي تصف الأخيرة مضمونها بـ”التشاور” من دون مزيد من التوضيح

سوف تبقى الإمارات خنجرا في خاصرة الأمة، بدعمها للثورات المضادة وعدائها للربيع العربي.
وما كل هذا العداء  إلا خوفا من تصدير الربيع لعقر دارها، ولعلّ ما يحدث في تونس هو رجع صدى لخسائرها هي وروسيا وكل الدّاعمين لحفتر على أرض ليبيا.
وستزيح الأيام الستار عن الوجوه المتواطئة مع الإمارات ضدّ أمن البلاد واستقرارها .

لكن ما هو موقف رئاسة الجمهورية؟

الإجابة معلومة للقاصي والداني، والجميع يلاحظ ضعف التواصل بين الرئاسات الثلاث (الجمهورية والحكومة ومجلس النواب) وتذبذب على مستوى التصريحات والقرارات ولعل ما يقلق جموع الشعب التونسي هو التواصل المستمر للثلاثي  (مصر والإمارات والسعودية) مع الرئاسة وما وراء ذلك من اتصالات وتشاور على حدّ عبارة رئاسة الجمهورية. 
فما خفي كان أعظم، وهنا يطرح السؤال هل ستنجح الأحزاب بطريقة أو بأخرى بعد أنباء عن فض الاعتصام في تغيير الجغرافية السياسية في تونس ؟وهل سيصلون لما خططوا له؟ الأيام كفيلة بالإجابة على كل هذه الأسئلة والاستفسارات؟

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها