مهارات التعليم المنزلي الوالدية في فترة الحجر الصحي

الأطفال الصغار يحتاجون لدعم أبويهم حتى يتقنوا القراءة والكتابة السليمة
الأطفال الصغار يحتاجون لدعم أبويهم حتى يتقنوا القراءة والكتابة السليمة

أثبتت بعض الدراسات أن التعليم المنزلي أكثرفاعلية في تعليم مهارات القراءة والكتابة وأكدت بعضها أن معظم الأطفال يمكنهم تعلّم القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأساسية في 100 ساعة

مهارات التعليم المنزلي الوالدية في فترة الحجر الصحي فاقمت الحاجة للاهتمام بالتعليم المنزلي في أجواء الحجر الصحي التي فرضتها أزمة وباء كورونا،وبعد أن أصبح الأطفال يقضون معظم الوقت مع الآباء.

ويتوقع البعض أن يحتل هذا النمط من التعليم اللامدرسي أهمية كبرى في المستقبل، ونود التأكيد هنا أن حاجة الوالدين إلى مهارات التعليم المنزلي حاجة أصيلة بغض النظر عن الظروف الخاصة لعدة أسباب أهمها:

1- أن التعليم المنزلي يبدأ من مرحلة الطفولة الأولى قبل الدخول إلى المدرسة، ويستمر بعد ذلك في المراحل اللاحقة في استكمال وتعزيز التعليم المدرسي.

2- أن الطفل يقضي معظم وقته في المنزل وقد أكدت الدراسات أن بيئة التعليم في المنزل من أهم العوامل الحاسمة في تطوير الطفل

3- أثبتت بعض الدراسات أن التعليم المنزلي أكثر فاعلية في تعليم مهارات القراءة والكتابة وأكدت بعضها أن معظم الأطفال يمكنهم تعلّم القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأساسية في 100 ساعة فحسب من الدراسة المنزلية المركزة.

وأكدت الدراسات أن التربية الوالدية التكميلية في سنوات التعلّم الأولى ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتحصيل الأطفال الأكاديميّ المستقبليّ. وفي المتوسّط، تُسهِم برامج الوالدين في اكتساب 4 أشهر إضافيّة من التقدّم التعليمي خلال العام.

أثبتت بعض الدراسات أن التعليم المنزلي أكثر فاعلية في تعليم مهارات القراءة والكتابة وأكدت بعضها أن معظم الأطفال يمكنهم تعلّم القراءة والكتابة والعمليات الحسابية الأساسية في 100 ساعة من الدراسة المنزلية المركزة.

ومن ناحية قانونية فإن بعض الدول شرعت هذا النوع من التعليم كبريطانيا والولابات المتحدة  و استراليا ونيوزيلندا وكندا رغم أن بعض الدول ما تزال تجرمه كالسويد وألمانيا .

وتعد أمريكا في طليعة الدول التي ينتشر فيها هذا النمط من التعليم ووصل عدد الأطفال المتعلمين بالمنزل فقط 2.2 مليون طفل في احصائيات2010 ويتزايد هذا العدد سنويًا بمعدل يتراوح من 7% وحتى 15% .

وهناك فلسفات تربوية تعتبر التعليم المنزلي التعليم البديل للتعليم المدرسي وتحذر من أضرار التعليم المدرسي، ومن الفلاسفة المشهورين الذين حذروا من إفساد التعليم المدرسي للقيم والطبيعة الإنسانية ” جان جاك روسو”.

وتزداد أهمية هذا التعليم في الدول التي يعتمد فيها التعليم المدرسي على منطلقات فلسفية تتناقض مع العقيدة الدينية في تصورها للعالم والطبيعة الإنسانية، أو تخضع لنظام سياسي يمارس الهيمنة الثقافية في محاولة تعليب العقول وتنميط المجتمع لخدمة أجندات لا تتفق مع الثقافات الخاصة فضلا عن تأثيرها السلبي على مواهب الطفل واستعداداته. و يثير من يعارضون نظام التعليم المنزلي الكامل أن الطفل سيفقد مهارات تعلمية و اجتماعية لا يمكن أن يكتسبها إلا في البيئة المدرسية، بيد أن نتائج الدراسات تشير إلى غير ذلك.

فبحسب دراسة قامت بها وزارة التعليم الأمريكية عام 2007م وجدت أن نتائج اختبارات الطلاب المنزليين تفوق الطلاب النظاميين بنسبة 37%، وفي عام 2003م قامت وزارة التعليم الأمريكية بعمل مقارنة بين المتخرجين من الدراسة النظامية والمنزلية فوجدت أن 71% من المتخرجين من الدراسة المنزلية نشطين في مجتمعهم بالأعمال الخيرية وأكثر تداخلا مع جيرانهم في مقابل 37% من المتخرجين من الدراسة النظامية، ووجدوا أن 58.6% من متخرجي المنازل ذكروا أنهم سعيدون جدا في حياتهم في مقابل 27.6% من متخرجي الدراسة النظامية.

ونظراً لأهمية التعليم المنزلي سواء في مرحلة الطفولة المبكرة أو كتعليم تكميلي أو كتعليم بديل أو في الظروف الطارئة، فإن الحاجة ماسة إلى تطوير مهارات الوالدين وتعزيز كفاياتهم للقيام بهذا الدور التعليمي البالغ الأهمية، وقد أتاحت فترة الحجر الصحي الفرصة لجميع الأسر للاقتراب أكثر من أبنائهم وتجربة هذا النمط من التعليم.

وتنقسم المهارات الوالدية الخاصة بالتعليم المنزلي إلى مهارات بسيطة يمكن القيام بها بدون تدريب كالمهارات الخاصة بالطفولة المبكرة مثل مهارات تحدث الوالدين مع الأبناء واللعب معهم والقراءة لهم والتربية بالقدوة الحسنة والإجابة على أسئلتهم البسيطة، ومهارات إكساب الأطفال المهارات الحياتية في التواصل والتفاعل مع البيئة ومهارات الاستعانة بالوسائط التعليمية في مشاهدة برامج تعليمية محددة.

وبالإضافة إلى هذه المهارات البسيطة التي يمكن أن يتعلمها الوالدان بالتجربة؛ ثمة مهارات أخرى تستلزم الاستشارة والتدريب الخاص والقراءة والتطوير الذاتي للقدرات ومن أمثلة هذه المهارات : مهارات إكساب القيم والأخلاق، ومهارات التعرف على احتياجات الأبناء ودوافعهم واهتماماتهم وتحديد الكفايات المعرفية والسلوكية التي تتناسب مع كل مرحلة عمرية.

الحجر الصحي بداية للتصالح مع التعليم المنزلي والتفكير الجاد بتنمية المهارات الوالدين اللازمة لهذا النوع من التعليم.

وكذلك مهارات التعامل مع المشكلات النفسية المعقدة ومهارات دعم استقلالية الطفل وقدرته على حل المشكلات وتحمل المسؤولية، ومهارات تطوير الدروس التعليمية وإبتكار الألعاب المناسبة لها، والمهارات الحركية والسمعية والبصرية.

ومن المهارات الوالدية التكميلية لدور التعليم المدرسي مهارات المساعدة على أداء الأنشطة التعليمية كالمذاكرة، والبحث وعمل المشاريع والتجارب ومهارات التغلب على المشكلات السلوكية أو التعليمية التي يواجهها المتعلمون، أو التعرف على المناهج أو المشاريع التربوية الجديدة.

وللتعليم المنزلي أثره الكبير على منهجية التربية في تعزيز الارتباط بين المهارات التي يتعلمها الأطفال في المدرسة والأنشطة الحياتية التي يمارسونها في الحياة الواقعية وبهذا يشكل التعليم المنزلي حلقة الوصل بين المعرفة وبين الاستفادة منها في الواقع حتى يدرك الطفل أن ما يتعلمه في المدرسة يحتاج إليه في واقعة العملي وفي مواجهة المشكلات التي يواجهها في الحياة اليومية.

أخيرا نتمنى أن تكون فترة الحجر الصحي بداية للتصالح مع التعليم المنزلي والتفكير الجاد بتنمية مهارات الوالدين اللازمة لهذا النوع من التعليم.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها