اكتشاف الأعور الدجال!!

أبو هميلة: ثورة يناير لا تزال تمهد الطريق للاكتمال والانتصار وستظل هكذا

إذا كان هؤلاء الحكام بشر مثلنا، ولا يملكون أدنى مَقدرات ومعجزات الدَّجال، وكان لديهم أتباع، مستعدون أن يموتوا فداءً لأحذيتهم، فكيفَ بِمن لديه جنَّة ونار؟

“الدَّجال” هو لقبٌ لرجل يعدُّ من أشهر علامات السَّاعة الكُبرى، والمقصود بالدَّجال الكذَّاب من الدَجَل والتغطية.
يقول اﻹمام الرازي “وأمّا المسيح الدجّال فإنّما سُمّي مسيحاً لأحد وجهين أولهما : لأنّه ممسوح العين اليمنى، وثانيهما : لأنّه يمسح الأرض أي يقطعها في زمن قصير لهذا قيل له: دجّال لضربه في الأرض وقطعه أكثر نواحيها، وقيل سُمّي دجّالاً من قوله : دَجَلَ الرجلُ إذا مَوَّه ولبَّس”.
في كثير من الأحيان، كان يُصيبني الفضول والدَّهشة، من قصة الدَّجال، وهي حادثة مخيفة في أخر زمان، وفتنة عظيمة، طالما سمعنا عنها في الصغر وشغلتنا في الكبر.

“اﻷعور الدَّجال” فتنة مرعبة حذّر منها جميع الأنبياء، فهو يمتلك كلّ مقومات  تضليل النَّاس والتلبيس عليهم، يدَّعي الربوبية، ويُحيي الموتى، ويأمر السماء فتمطر، ينبت اﻷرض، ومعه جنَّة ونار.
“الدّجال” قضية أثارت أهل العلم منذ القدم، وجعلت النقاش قائمًا، بينَ مَن يأخذ بظاهر الحديث وبينَ من اتَّخذ طريق التأويل والبحث.
أهم اﻵراء: فريقٌ يعتبر “الدَّجال” موجودٌ في جزيرة موثوق بسلاسل كما ورد في حديث تميم الداري، ويُعرف ب “حديث الجّساسة”، وفريق  يعتبر أنَّ “الدَّجال” ولد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وهو ابن صائد اسمه”صافي ” وقد أقسم عمر بن الخطاب أنَّه الدجال، وقد حصلت لابن عمر قصة عجيبة مع ابن صائد، وردت في صحيح مسلم، عن نافع قال : لَقي ابن عمر ابنَ صائد في بعض طرق المدينة فقال له قولاً أغضبه فانتفخ حتى ملأ السِّكة فدخل ابن عمر على حفصة وقد بلغها،  فقالت له : رحمك الله ماأردتَ من ابن صائد، أمَا علمت أنَّ رسول الله قال : إنَّما يخرج الدَّجال  من
غضبة يغضبها.  صحيح مسلم

“الدّجال” قضية أثارت أهل العلم منذ القدم, وجعلت النقاش قائمًا , بينَ مَن يأخذ بظاهر الحديث وبينَ من اتَّخذ طريق التأويل والبحث .

أمّا بعض المعاصرين فيعتقدون، أنَّ اﻷعور الدجال لاوجود له، ووجوده يخالف نواميس الكون، وأنَّ الله ساق اﻷدلة والحجج وأيَّد الأنبياء بالمعجزات، حتى تؤمن النَّاس فكيف تتغير تلك العدالة الربانية آخر الزمان؟
في واقع اﻷمر لم أذكر آراء العلماء في الدجال بغيةَ  المراجحة بين النصوص، فهذا شأنُ العلماء وهم كُثر،  ولكن أحببتُ في عجالة أن أقول أنَّ هذه الشخصية خَلقت جدلاً حتّى  لدى أصحاب العلم والتخصص، وأنا وربَّما غيري كثيرون عندما نقرأ  أو نسمع عن هذه الشخصية العجيبة، ما يزال ينتابنا شعور الاستغراب والدهشة، ومن الطبيعي أن نطرح سؤالَ تعجب  كيف للنَّاس أن تتبع هذا الرجل؟

إذا كان هؤلاء الحكام بشر مثلنا, ولايملكون أدنى مَقدرات ومعجزات الدَّجال, وكان لديهم أتباع,  مستعدون أن يموتوا فداءً لأحذيتهم، فكيفَ بِمن لديه جنَّة ونار ؟

فالناس لديها عقل يعرف أنّه دجال  ويعرف ببطلان دعواه، ندرك يقينًا أنَّه ليس رب العالمين،فكيف يتبع الناس الدَّجال؟
عندما  اندلعت اﻷحداث الأخيرة في  العالم العربي، والتي أدّت إلى تغيّرات كبيرة في المنطقة، رأينا علماء دين لهم خطب ومؤلفات وطلاب  و……) اعتبروا القادة الذين خرجت عليهم الثورات ﻹسقاطهم، “المُخلِصين المُلهَمين” ولايجوز الخروج عليهم، بل أوصلوهم حدَّ القداسة، حتى وصف أحدهم أحد الجيوش التي تُمارس  القتل والاعتقال والحصار ب “الصحابة”، وكنتُ أتساءل: كيف يقفون مع هؤلاء الطغاة الذين عاثوا في الأرض فسادًا وأفعالهم كالشمس لا يمكن أن تُخبئ بغربال؟!
يومها أدركت أنَّ الفتن عندما تحدث تغيّر طريقة التفكير، وتكشف المستور،  وتَمِيزُ الخبيث من الطيب .
وهنا أقول إذا كان هؤلاء الحكام بشر مثلنا، ولايملكون أدنى مَقدرات ومعجزات الدَّجال، وكان لديهم أتباع،  مستعدون أن يموتوا فداءً لأحذيتهم، فكيفَ بِمن لديه جنَّة ونار؟!

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها