حينما قررت ألا أرى حسني مبارك

 

رأيت حسني مبارك مرة واحدة في حياتي، قررت بعدها ألا أراه ثانية، رغم ما أتيح لي من فرص لرؤيته عدة مرات.

كانت هذه المرة خلال افتتاح الدورة البرلمانية لمجلسي الشعب والشورى، بعد نجاحي في الانتخابات وفوزي بعضوية مجلس الشعب عام 2005.

في يوم إلقاء مبارك خطابه بمجلس الشعب طُلب من النواب أن يحضروا إلى المجلس مبكرين، حيث ستُغلق قاعة المجلس على من فيها قبل ساعتين من خطاب رئيس الجمهورية، دون مراعاة لأصحاب الأعذار المرضية إذا احتاجوا لمغادرة القاعة.

كما طُلب من النواب عدم الحضور إلى المجلس بسياراتهم الخاصة، وتركها في مواقف ميدان عبد المنعم رياض بجوار ميدان التحرير، والذهاب إلى المجلس سيرا على الأقدام أو بواسطة حافلات.

قبل دخول المجلس صودرت هواتفنا المحمولة، ومُنع الأعضاء من الدخول بها داخل المجلس. وعند البوابة الخارجية للمجلس كانت بانتظارنا البوابات الإلكترونية، وأجهزة الكشف بالأشعة لنعبر من خلالها في مرحلة التفتيش الأولى، ثم بوابات أخرى عند الأبواب الداخلية في مرحلة التفتيش الثانية.

بالزي المدني:

وكانت المفاجأة عند دخول القاعة أن نجد نصف المقاعد يجلس عليها جنود وضباط الحرس الجمهوري بالزي المدني (البدلة الرسمية)، بطريقة تجعل كل نائب محاطا بالحرس عن يمينه ويساره، ولم يبق من المقاعد سوى عدد لا يكفي نصف أعضاء مجلس الشعب فقط، فما بالك إذا كان من المفترض أن يحضر الجلسة نحو 700 من أعضاء مجلسي الشعب والشورى.

كان من نتيجة ذلك أن أغلب أعضاء المجلسين لم يتمكنوا من دخول القاعة، وشاهدوا الجلسة متفرجين عبر الشاشات في البهو الفرعوني بالمجلس.

حتى يغادر:

بعد أن انتهى مبارك من خطابه خرج ومعه رئيس المجلس فتحي سرور من أحد الأبواب وأغلقت جميع أبواب القاعة حتى يغادر مبارك مبنى المجلس نهائيا.

أتذكر كيف وقف رئيس مجلس الوزراء أحمد نظيف وخلفه طابور من الوزراء بالقاعة ولم يسمح لهم بالخروج حتى يغادر مبارك المبنى.

ما رأيته وعشته في ذلك اليوم أشعرني بالإهانة كوني نائبا عن الأمة، كيف يحدث معي هذا في برلمان الأمة، الذي من المفترض أن مبارك قادم إليه كضيف، ثم نعامل نحن أصحاب البيت نواب الأمة بهذه الطريقة المهينة.

لحظتها قررت ألا أحضر بعد ذلك جلسات افتتاح الدورات البرلمانية التي تكررت فيما بعد أربع مرات حتى عام 2010، وألا أرى مبارك

__________

واقرأ أيضا

سيد أمين يكتب: ورحل مبارك.. خبر تمنيناه .. فلما رحل ترحمنا عليه. اضغط هنا

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها