ترمب وبايدن.. أيهما يحقق مصالح الشرق الأوسط؟

السياسة الأمريكية ما بين الحزبين الرئيسيين تجاه الشرق الأوسط بشكل أساسي ثابتة في القضايا الحيوية؛ كحماية اسرائيل ودعم تفوقها على جيرانها؛ واستمرار تدفق النفط إلى أمريكا وأوروبا .

يختار هذه الأيام الناخبون الأمريكيون الرئيس القادم للولايات المتحدة الامريكية ونائبه، وذلك من خلال الدائرة الانتخابية أو ما يعرف بالمجمع الانتخابي؛  وكذلك ينتخبون  مجلسي النواب والشيوخ أيضا بشكل متزامن .

الانتخابات  تجري وسط فوضى كبيرة خلقها الرئيس الحالي دونالد  ترامب، في سياسته الخارجية تجاه دول العالم ودول الشرق الأوسط بشكل خاص
فقد غير ترامب العرف والإستراتيجيات الأمريكية حول معظم القضايا،  وخرج عن المألوف فأصبحت إدارته وسياسته مضرب المثل بالفوضى والمزاجية والتخبط .
 وبين السباق وعدم حسم نتائج التصويت بعد، يهمنا هنا الوقوف عند موقف الإدارة الأمريكية القادمة اتجاه الشرق الأوسط وقضاياه .
فالسياسة الأمريكية ما بين الحزبين الرئيسيين تجاه الشرق الأوسط بشكل أساسي ثابتة في القضايا الحيوية؛  كحماية اسرائيل ودعم تفوقها على جيرانها؛ واستمرار تدفق النفط إلى أمريكا وأوروبا .
 فلابد لنا أولا أن نتعرف على مرشحي الحزبين الرئيسيين ” ترامب وبايدن” من خلال مواقفهما أو تصريحاتهما تجاه بعض الدول في الشرق الاوسط .
تركيا

رغم تذبذب العلاقات التركية الأمريكية في عهد ترامب ؛ فقد كشف مؤخرا بأن ترامب
وأردوغان أصدقاء ولديهم تقارب في التفكير .
بينما صرح بايدن :  بإنه سيدعم تغيير النظام في تركيا في حال فوزه، معرباً عن انفتاحه للحديث مع زعماء المعارضة لهزيمة أردوغان .

إسرائيل

أعلن ترامب خطته للسلام التي أسماها ”صفقة القرن” ومن ثم إعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل ،ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس .
كما أوقف دعم وكالة اللاجئين “الأونروا” ومن ثم أعلن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان
السورية المحتلة .
رفض بايدن خطة ترامب للسلام في الشرق الأوسط ، واصف إياها بأنها “حيلة سياسية” وتعهد بإجراء مفاوضات جديدة على أساس حل الدولتين مع الفلسطينيين.

السعودية والأمارات والبحرين

لقد اختار ترامب السعودية لتكون أول محطة له خارج البلاد بعد انتخابه، وتم التوقيع أثناء الزيارة على  صفقات بقرابة الـ460 مليار دولار .
 أما بايدن فقد تعهد بتغير سياسته تجاه السعودية،  وقال بأنه لن يمنحها شيكا على بياض  ويتوقع أن تكون سياسته تشابه سياسة أوباما التي كانت العلاقات الأمريكية السعودية وقتها يشوبها التوتر، حيث كان بايدن نائبا له .
هذا المحور الذي يضم السعودية والإمارات والبحرين، يؤيد بقاء ترامب في الحكم؛ لكونه يبيعهم أسلحة كانت محظورة عليهم، ودعم حربهم في اليمن، ودعم موقفهم  من خلال تشدده مع إيران .

 

مصر
علاقته وثيقة مع النظام المصري , واعتبر ترامب مصر حليفا مقربا واثنى على السيسي ؛ أما بايدن فقد انتقد النظام المصري ، وقال: بأن إدارته لن تغفل عن ملف حقوق الانسان في تعاملها مع مصر .

يتفق الديمقراطيون  مع ترامب في إجراءات نقل السفارة؛  ولكن لا يؤيدون خطته للسلام ، بل مع حل يفضي إلى دولتين لإسرائيل والفلسطينيين .

السلطة الفلسطينية

رفض الفلسطينيون خطة ترامب للسلام ” صفقة القرن” لأنها تسمح لإسرائيل بمواصلة
السيطرة على مستوطنات الضفة الغربية؛ واستنكروا نقل السفارة الأميركية في إسرائيل إلى القدس .
 بينما يتفق الديمقراطيون  مع ترامب في إجراءات نقل السفارة؛  ولكن لا يؤيدون خطته للسلام ، بل مع حل يفضي إلى دولتين لإسرائيل والفلسطينيين .

الأزمة الخليجية
 ترامب لعب دوراً سلبياً في بداية أزمة “الحصار الخليجي على قطر”؛ لكونه قي البداية
أيّد، ولو ضمناً، مواقف مقاطعي قطر، كما أنه لم يبذل جهداً مقنعاً لحل الأزمة، واكتفى بالتغريدات أو باتصالات  لم تدفع الأطراف المقاطعة باتجاه الحل، حفاظاً على مصالحه مع هذه الاطراف .

بايدن يقول بإنه سيتعامل مع إيران عن طريق الدبلوماسية،  وسيعود إلى “الإتفاق النووي” لكن بشرط عودة طهران أولا للامتثال للقيود التي يفرضها  عليها هذا الإتفاق .

إيران
 مارس ترامب تصعيداً غير مسبوق مع إيران،بدء من مغادرته الإتفاق النووي قائلا : “لدواعي إمكانية التوصل إلى إتفاق أفضل“؛ ومرورا باغتيال الجنرال قاسم سليماني؛ وانتهاءًا بسلسلة العقوبات الاقتصادية الشديدة  التي فرضها على ايران .
 بينما بايدن يقول بإنه سيتعامل مع إيران عن طريق الدبلوماسية،  وسيعود إلى “الاتفاق
النووي” لكن بشرط عودة طهران أولا للامتثال للقيود التي يفرضها  عليها هذا الاتفاق .
وعليه، يمكن القول،  أنه إذا ما  فاز ترامب في السباق الرئاسي، فالأرجح أنه سيبقي سياسته
الحالية على حاله؛  من خلال عدم التدخل العسكري المباشر والاستمرار في محاصرة
إيران وخنق اقتصادها، وابتزاز دول الخليج ،وحصار قطر ، وأيضا الإبقاء على قطار تطبيع
دول الخليج مع اسرائيل .
ورغم الفارق الكبير في أسلوب الرجلين على صعيد السياسة الخارجية، وتعهد بايدن حال فوزه بإعادة إحياء سياسات الرئيس السابق بارك أوباما تجاه المنطقة بالخصوص، فإن ثمة تحديات كبيرة ستواجهه لكي يتغلب على الفوضى الكبيرة التي خلفها ترامب، ولكي يعيد البوصلة لما كانت عليه في السابق .

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها