انتخابات الرئاسة الامريكية.. العالم يترقب

تكالبت على رئاسة ترامب ثلاث أزمات؛ جائحة فيروس كورونا والتراجع الاقتصادي والاحتجاجات الجماهيرية على وحشية الشرطة

لا وجود لـ (العم سام)، ولا (الخالة فرنسا)، ولا (أبلة روسيا).. وغيرها من باقي أفراد الأسرة السياسية المزورة في هذا العالم المتماسك ب(القدرة الإلهية.

لن يتجادل إثنان بأن الانتخابات الرئاسية الأمريكية المقبلة، تشغل بال أنظمة معظم الدول سواء منها المنافسة لها اقتصاديا وسياسيا أو المعادية لها.
وتفرز أحلاما مرعبة وكوابيس للعديد من زعماء الدول المستضعفة والمستعبدة، هؤلاء الزعماء الخاضعين لأوامر وتعليمات بلاد العم سام.  
البلد الذي تم الاعتراف به بتاريخ 3 سبتمبر 1783، بعد أن كان قبلها خاضعا لبريطانيا العظمى، لا يؤمن نظامه بالتاريخ ولا بالجغرافيا؛ ولا يستحضر في إفرازاته السياسية المبادئ والأخلاق  والحقوق الإنسانية المتغنى بها دوليا.
بقدر ما يؤمن بالقوة والجبروت واستغلال النفوذ وإعادة فتح المزادات من أجل التغيير الدائم لمعالم وحدود الدول . واستنزاف ثرواتها المادية والبشرية.          

الرئيس الأمريكي دونالد ترمب(يمين) والمرشح الديمقراطي للانتخابات الرئاسية جو بايدن

الكل مشدود إلى ما يجري ويدور داخل حلبة الصراع الأمريكي  من تنافس شرس يجمع بين الشرف والقذارة، بين الجمهوري  دونالد ترمب الذي حول الولايات المتحدة الأمريكية إلى مجرد شركة، تسعى إلى تحقيق الأرباح والمكاسب؛  بعد أن نصب نفسه الرئيس المدير العام لها؛ وبين الديمقراطي المخضرم جو بايدن الذي عمل تحت الرئيس السابق باراك أوباما حيث كان نائبه طيلة فترة رئاسته (2009/2017).
كما مارس السياسة منذ سبعينيات القرن الماضي؛  الذي لن يخرج عن سكة الأهداف والمرامي الأمريكية المتوافق عليها بين الديمقراطيين والجمهوريين؛ بخصوص السياسات الخارجية المبنية على توسيع دائرة النفوذ الأمريكي، وضمان استمرار الهيمنة والاستغلال والابتزاز لملء خزائن الدولة العظمى وتأمين احتياطها. فليس في الزعماء (القنافذ) الأمريكيين أملس.
 انتخابات رئاسية أريد لها أن تجرى في موعدها بتاريخ 3 نوفبر 2020، في أوج أكبر جائحة ضربت وتضرب البلد والعالم.
جائحة فيروس كوفيد 19 التي أصابت أزيد من سبعة ملايين أمريكي وأنهت حياة أزيد من 200 ألف منهم؛ ولازال البلد ينزف، وعداد المصابين و الوفيات يلهث وراء الأرقام المهولة.   
 سبق أن أشرت في كتابي “رسائل سياسية” الصادر شهر نوفبر من سنة 2017، أن ترمب صريح في تسويقه لعنف وعداء مبالغ فيهما؛ فكما وعد وفى، وعد الأمريكيين بأنه سيتحول إلى مصاص لثروات العرب، من أجل الرفع من حياة الرفاهية والأمن والاستقرار داخل بلده.
 ترمب ظل يحلم منذ عدة عقود بقيادة بلده؛ وظل يبرز بجلاء انتقاده للسياسة الأمريكية المتبعة خارجيا.
وتكفي الإشارة إلى ما قاله سنة 1988 في مقابلة تلفزيونية له؛ حين هاجم دولة الكويت. وتساءل حينها كيف أن بلده يحمي الكويت وأمراءها بدون مقابل.
وكيف أن فقراءها تحولوا إلى أغنياء. وأكد أن من حق بلده الحصول على ربع الناتج المحلي للكويت.
كما انتقد هيمنة اليابانيين على الصناعة، وتمكنهم من تسويق سياراتهم بأمريكا؛ وعجز الأمريكيين على تسويق سياراتهم في اليابان.
 وأكد في ذات المقابلة أنه سيفوز في الانتخابات الرئاسية إن هو بادر إلى الترشيح إليها. وطبعا ختم حواره بالتأكيد على أنه سيحصل على المال لبلده من تلك الدول، التي كان بلده يؤمن لها الأمن والاستقرار لسنوات… وطبعا فاز بثقة الشعب الأمريكي وهو ما يعطيه لقب (الفتوة) بامتياز.
باعتبار أن الفتوة تعني رجل عصابة أو مجرم قوي البنية كان يفرض سيطرته وحمايته على حي أو منطقة، يأخذ من أصحابها مالاً نظير حمايتهم.
العم سام  يعاني من مشاكل مالية وسخط بعض أبناءه وبناته الذين يرون أن الاستفادة الأمريكية ليست بحجم الأمن والأمان الذي قدمها ويقدمها لدول العالم.

الحقيقة التي على الكل أن يدركها أنه لا وجود ل (العم سام)، ولا  (الخالة فرنسا)، ولا (أبلة روسيا).. وغيرها من باقي أفراد الأسرة السياسية المزورة في هذا العالم المتماسك ب(القدرة الإلهية).  

فهل استنفذ الجمهوري ترمب كل طاقاته ومخططاته، وحان وقت المخاطرة بمنح الرئاسة للديمقراطي بايدن، أم أن رائد حلبات المصارعة الأمريكية، لازال في كامل لياقته البدنية والفكرية، وفي أوج عطائه وسخائه للأمريكيين؟.
وأهم من يظن أن حصيلة الإصابات والوفيات الثقيلة بسبب جائحة كورونا، سيكون لها تأثير على الانتخابات الرئاسية. كما يردد البعض.
 فسلالة العم سام، ليست سوى مجموعة شركات زاد جشعها وطمعها. تسعى وراء المال والجاه. ولا تهمها أرواح البشر أمريكية كانت أم أجنبية..
 لم تعد تخطط فقط لمشاركة الدول الخليجية والشرق الأوسطية خيراتها، وثرواتها المعدنية والفلاحية والبحرية والنفطية، بدعوى الدعم والحماية والتوجيه.
 ولم تعد تسعى فقط وراء نشر وباء الجهل والأمية في صفوف شعوب تلك الدول.. ولا حتى جلب واستدراج كوادرها وكفاءاتها لخدمة مصالح وشؤون الأمريكيين..بل إنها تسعى إلى بناء جدار عازل بين الشعب الأمريكي وشعوب هذه الدول. لكي لا يتم التواصل والتعايش فيما بينها.
الحقيقة التي على الكل أن يدركها. أنه لا وجود ل (العم سام)، ولا (الخالة فرنسا)، ولا (أبلة روسيا).. وغيرها من باقي أفراد الأسرة السياسية المزورة في هذا العالم المتماسك بـ(القدرة الإلهية). 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها