وهل الذكر كالأنثى؟!

 

 

إنها معركة حقا تلك الدائرة رحاها في العالم بأسره عامة والعالم الإسلامي خاصة وموضوع هذه المعركة المرأة بصفة عامة والمرأة المسلمة بصفة خاصة. المرأة ودورها في المجتمع المرأة ومنزلتها من الرجل، وإنه ليس أمامنا خيار نحن أهل الإسلام أن نخوض هذه المعركة قد يكون هناك خيار في أن نخوض هذه المعركة أو هذه السلسلة من المعارك بالوعي أو بدونه لكن مع هذا يبقى النزال حتميا لا فرار منه ومع هذا تبقى المواجهة ضرورية لازمة إنها حقا حرب أفكار حقيقية تلك الدائرة رحاها في الوقت الراهن

ثلاث تعاليم

في قلب هذا النزال تأتي ثلاث تعاليم إسلامية يقول الغرب بأنها ظالمة للمرأة التعدد والحجاب والمساواة في الإرث بصفة خاصة والمساواة بين الرجل والمرأة بصفة عامة وتأتي قيمة جديدة أقحمت في الساحة وهي الفردية وهذه هي الآية التي تبيح التعدد يقول رب العزة وَآتُوا الْيَتَامَى أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَتَبَدَّلُوا الْخَبِيثَ بِالطَّيِّبِ وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَى أَمْوَالِكُمْ إِنَّهُ كَانَ حُوبًا كَبِيرًا. وَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا) النساء/2-3. وهذه الآية التي تحض على حجاب يقول رب العزة {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا} [الأحزاب 59]

وهذه الآية التي لا تقر التساوي في الإرث بين لرجل و المرأة يقول رب العزة يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ ۖ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنثَيَيْنِ ۚ فَإِن كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ ۖ وَإِن كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ ۚ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِن كَانَ لَهُ وَلَدٌ ۚ فَإِن لَّمْ يَكُن لَّهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ ۚ فَإِن كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ ۚ مِن بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ ۗ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا ۚ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا (11)

أعلى منزلة

وهذه هي الآية التي ترى أن الرجل أعلى منزلة من المرأة بنحو درجة {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ ۚ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۚ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَٰلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا ۚ وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ ۚ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ۗ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [البقرة:228]،

والآية الكريمة التي تقول {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ على بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ} [النساء من الآية:34

والآية الكريمة التي تقول {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أنثى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كالأنثى ۖ وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} [آل عمران:34

ونحن قد قام البرهان عندنا أنه كلما كان هناك ادعاء ما بأن هناك تعاليم مخالفة للإسلام كانت تعاليمه هي لأفضل والأقرب للفطرة الإنسانية السالمة والعدالة والفطرة التي نتكلم عنها هي تلك التي لم يعبث بها لا ساسة ولا كتاب رأي ولم يعبث بها لا إعلام زائف ولا أدعياء الفلسفة والحكمة ونحن لا نرضى لك بهكذا دعوة ولا نقنع لك هذه الرتبة ولا تقر لنا عين حتى نلقمك هذه البراهين وهذه الحجج التي تدل على بطلان ادعاء الخصم وتدلل على صدق ما قلناه.

أما بخصوص القضية الأولى التي هي التعدد فهذا شيء وجد في كل الثقافات وكل الأمم فدل هذا على أنه شيء طبيعي الدافع له شيء وضعه الله في الفطرة الإنسانية ودلالة الطبيعية عند أهل المنطق من أقوى الأدلة هذا هو البرهان الأول وأنظر كتاب أحد علماء الاجتماع المعاصرين بهذا الخصوص تحت عنوان علم الاجتماع أنتوني غدنز ترجمة وتقديم الدكتور فايز الصياغ فصل تحت عنوان الأسرة تجد أنه يقول بأن التعدد موجود في كل الثقافات وكل الأمم

تعدد الزوجات

ونزيدك من الشعر بيتا فنقول تعدد الزوجات فإما أن يكون يزيد عدد أفرد المجتمع ويقوم بتكثير النوع الإنساني أو لا يزيد أفرد المجتمع ولا يكثر النوع الإنساني وباطل أن يكون لا يزيد أفرد المجتمع وباطل أن يكون لا يكثر النوع الإنساني لأن وظيفة الزواج الاساسية هي التناسل فإذا كان زواج رجل بامرأة واحدة يعطي نسلا فالتعدد يعطي من باب أولى فليس التعدد أكثر من تلقيح رجل لأكثر من امرأة وهذا تكثير للنوع الإنساني أما أن يكون الله يريده أو لا يكون وباطلا أن يكون الله لا يريده لأنه لو كان الأمر كذلك لما كان قد أعطانا غرائز تدفعنا نحو الجنس الآخر وأعطاه هو نفس الغرائز تدفعه نحونا ولو كان الله لا يريد أن يتكاثر النوع الإنساني فما عليه إلا الكف عن أنعمه فلا بقاء لنا بدونها وما عليه سوى الكف عن رعايتنا لا غير فدل هذا على أن الله يريد التعدد عقلا وشرعا فوجب اعتقاد حسنه عقلا وشرعا ووجب اعتقاد حسن ما حسنه الله ووجب اعتقاد إباحة ما أباحه الله يقول رب العزة قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ ۚ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۗ كذلك نُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُون الأعرافَ (32)

بيوت المتعة

ولا يعترض علينا بأن هذا ظلم للمرأة لأنه أعطى للرجل الحق في امرأة وأربعة ولم يفعل مثل هكذا مع المرأة فهذا لا ينفعهم لأنهم أخطأوا عندما ظنوا بأن الذي يربط الرجل بالمرأة هو نفسه الذي يربط المرأة بالرجل الذي يدفع الرجل نحو المرأة هو الرغبة لكن الذي يدفع المرأة نحو الرجل هي الحاجة ونقصد بالرغبة هي الحاجة للجنس ونقصد بالحاجة هي احتياج المرأة للمأكل والمشرب والمسكن والحماية من الأغيار فلهذا نجد بأن إعالة البيت واجبة على الزوج فضلا من الزوجة ونقيم لهم برهانا أخر وجدت بيوت تبيع المتعة في كل الثقافات وكل الأمم تكون فيها المرأة تعطي المتعة مقابل أن يعطي الرجل المال ولا يعني المال هنا شيئا سوى أنه يلبي احتياجاتها من شراء المأكل والملبس والمسكن فهي طبعا لا تذهب لتعطيه مقابل المتعة من الرجل و لم توجد في كل الثقافات بيوت للمتعة يكون فيها الرجل هو الذي يبيع المتعة والمرأة هي التي تدفع المقابل، هذا هو الذي يربط الرجل بالمرأة الرغبات من جهة والاحتياجات من جهة أخرى لكن عندما يكون وفق بعض الشروط نقول عنه لقاء شرعيا لكن عندما يخالف تلك الشروط نقول عنه زنى

ونحن نزيدك من الشعر بيتا آخر عندما يذهب الرجل قاصدا الزواج بالمرأة من يعطي مهرا للآخر الرجل أو المرأة ولماذا يعطيها هو المهر وليس هي ولماذا لا يكون الرباط هكذا بدون أن يعطي أحدهم للأخر وماذا تفعل المرأة بالمهر أليس شراء حاجياتها التي تكلمنا عنها وقلنا هي التي تربطها بالرجل ولماذا يقبل الرجل بالمرأة زوجة بدون أن تعطي مهرا ولماذا المرأة تقبل به مع المهر يحدث هذا لأنه يريدها لأجل رغباته لكنها تريده لأجل احتياجاتها ومما يؤكد دعوانا أن المرأة في الغالب الأعم لا تتزوج الرجل الذي يكون أفقر منها لأنه لا يستطيع أن يلبي لها احتياجاتها التي هي علة ارتباطها به لكن الرجل يرتبط بالمرأة الفقيرة عنه لأن هذا لا علاقة بالسبب الذي دفعه نحوها

الفطرة

أضف لهذا أن الله جعل الحياء في المرأة فطريا لكنه لم يفعل هذا مع الرجل والدليل على هذا من أنفسكم ومن المجتمع المغربي خاصة والمجمعات عامة فنحن لدينا ولدى غيرنا عندما يريد رجل وامرأة الزواج يذهب هو لكي يطلبها من أبيها وليس العكس هذا مع أن في الكثير من الأحيان تكون المرأة هي التي تريد الزواج وهي التي سعت لذلك لكنها لا تقول له سوف آتي لك أطلبك من أبيك الشهر القادم لكن تقول له متى ستأتي لمقابلة أبي ما الذي يمنعها الذي يمنعها هو الحياء لأن الزواج هو طلب ممارسة العلاقة الشرعية فالنساء يخجلن من هكذا طلب لكن الرجال لا لماذا لأن الله جعلهم لا يستحون

هذا هو بعض الفرق بين الذكر والأنثى التي اقتضت أن ما يباح هنا يحرم هناك وهذا كاف لإثبات أنه كلما كان هناك ادعاء ما بأن هناك تعاليم مخالفة للإسلام كانت تعاليم الإسلام هي الأفضل بما لا يتناهى بشرط أن نكون على دراية ما الإنسان

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها