انتخابات على الإنترنت موازية للانتخابات الرئاسية المصرية

قد تكون خطوة صغيرة من ناحية إحداث تغيير فوري ملموس على أرض الواقع إلا أنها بداية قوية وفعالة لمشوار طويل يجب علينا أن نمشيه سويا كمصريين.

إنها مبادرة عصرية ستحرك الوضع الراكد.

لأول مرة منذ ثلاث سنوات تظهر على ساحة العمل السياسي المصري مبادرة تسمح للمواطن المصري العادي أن يؤثر في الحدث بطريقة بسيطة وسهلة وآمنة.

فبدلا من أن يحس المصريون أنهم لا حول لهم ولا رأي، وأنهم وإن اُعطوا خيارات صورية في الانتخابات الرئاسية التي يزعمها النظام المصري فسيظل صوتهم بلا معنى أو تأثير، يمكنهم إحراج ذاك النظام وكشفه بالتعبير عن اختياراتهم بين عدد غير محدود من الخيارات في انتخابات تعددية حقيقية حرة ونزيهة ومحايدة.

إن القائمين على هذه الانتخابات مجموعة من المصريين في الداخل والخارج ينتمون إلى مجموعات متعددة ولكل منهم باع طويل في العمل السياسي والمجتمعي التفاصيل (www.masr2018.com)    تجمعوا حول هذه الفكرة ليثبتوا للشعب المصري وللعالم أن إجراء انتخابات نزيهة وحرة موضوع ليس بهذه الصعوبة، وأنه يمكن تنفيذه حتى بإمكانات محدودة إذا توفرت الإرادة والنية.

اجتمع المنظمون على أنهم سيجرون انتخابات نزيهة ونظيفة لن يُسمح فيها بتزوير الاصوات ولا بتصويت جماعي لاختيار بعينه ولا بإقصاء مرشحين يخشاهم أو لا يريدهم الحاكم، الذي أصبح هو الخصم والحكم في آن واحد.

وعلى العموم فالفكرة ولو أنها جديدة في الانتخابات فهي ليست بحالة فريدة مجتمعيا، فكما تقوم مجموعات من المواطنين بتقديم خدمات طبية أو إغاثية أو تعليمية تطوعا عندما لا تقوم الحكومات بما يُنتظر منها في تلك المجالات، لم تترك الحكومة المصرية أمامنا خيار سوى أن ننظم انتخابات حرة بأنفسنا حينما قررت هي ألا تقوم بذلك.

قالت ساره لي ويتسون، مديرة قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في مؤسسة هيومن رايتس واتش الحقوقية المرموقة، عن هذه التجربة: “إن الانتخابات الموازية على الإنترنت، خارج نطاق الانتخابات الزائفة التي تجريها الحكومة المصرية، عمل مهم جدا وجهد مبدع يعطي المصريين فرصة بديلة للاختيار الحر وللتعبير عن رأيهم الانتخابي الحقيقي بدون ضغوط.”

إن هذه الانتخابات مصممة بحيث تكون على أعلى مستوى من الحرفية. نحن نطلب من مَن سيصوت إدخال الرقم القومي لتتأكد أنه مصري وأن له الحق في التصويت، إنه سيصوت مرة واحدة فقط. وقد أضفنا أيضا اختبارا على صفحة التصويت ليؤكد لنا أن من صوت ليس برنامج يُدخل أرقاما متعددة يختار المرشح أوتوماتيكيا؛ ولكنه شخص حقيقي يتعامل مع الكمبيوتر وبذلك نضمن أن النتائج التي ستحصل عليها تمثل فعلا رأي المصريين.

وبالنسبة للمعلومات التي سنحصل عليها فنؤكد أنها مؤمنة إلى أقصى درجات التأمين باستخدام برمجيات وأجهزة على أعلى مستوى من الكفاءة، وأنها كلها سوف تمحى تماما بعد فرز الأصوات وإصدار النتائج.

إن التحدي الحقيقي الوحيد الذي تواجهه هذه الانتخابات هو إقبال المواطنين المصريين على هذه التجربة الجديدة والفريدة والمشاركة فيها بأعداد كبيرة ليثبتوا للعالم أنهم يريدون التعبير عن رأيهم بحرية وبوضوح ونحن من جانبنا نقف على حياد تام وسننشر النتائج كما عبر عنها المصوتون لأن ما يهمنا هو أن يعرف الكل رأي الشعب المصري وخياره الحقيقي.

وكما أن عملية التصويت تستخدم فيها تكنولوجيا متقدمة فإن عملية إحصاء النتائج وجدولتها وتبويبها ستكون على نفس المستوى وبهذا ستكون النتائج بين أيديكم في خلال 48 ساعة من إقفال باب التصويت.

إن هذه التجربة خطوة مهمة للأمام ديمقراطيا، ليس فقط لمصر فهي سابقة يمكن أن تستخدم في كل دولة يمنع فيها النظام الشعب من إبداء رأيه بحرية.

برغم من أنها قد تكون خطوة صغيرة من ناحية إحداث تغيير فوري ملموس على أرض الواقع، إلا أنها بداية قوية وفعالة لمشوار طويل يجب علينا أن نمشيه سويا كمصريين لنحقق أمل “عيش وحرية وعدالة اجتماعية”، الذي ما زال حيا.

إن ثورة الخامس والعشرين من يناير قد سميت بثورة الفيسبوك. ألا ترونه منطقيا أن تكون انتخابات الإنترنت خطوة تالية؟

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها