العريش الحرة

معلوم عند الشرفاء بالضرورة أن الشرف والكرامة لا يمكن التنازل عنهما وليس لهما ثمن فالحرة تقبل الجوع وتصبر عليه وتتأقلم عليه وليكن ما يكون لكن لا تمكن فاسقا منها ظن أن الجوع يدفعها إلى أن تفرط في شرفها فقالت العرب (تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها).

نعم العريش الحرة تجوع الآن، ومن الذين هم أمام الناس حراسها والأمناء عليها، لكن خلط الأوراق المتعمد بين (حرب على الاٍرهاب )(وتآمر مع العدو) الذي أمسى صديقا جعل العاقل في حيرة من أمره كيف يميز بين ما هو حرب على الاٍرهاب، وما هو حرب على الحياة ! ، حتى تصبح   جحيما لا يُطاق، ولأننا في الزمن الأكثر رداءة في تاريخنا فسيعلو صوت من يبرر للحارس المتآمر فعلته عن صوت صراخ الجوعى والمرضى، ليقول لك إن حروب القرن الجديدة حديثة بما يكفي لكي تكون في إطار أن منع الطعام والدواء عن الناس سيجدي مع الإرهابي الذي يأتيه السلاح بكميات كافية وفي أوقات كل الحدود فيها مغلقة !! ويكفي فقط ما تم ضبطه وأعلن عنه المتحدث العسكري من كميات سلاح مخزنة لدى الإرهابي والذي لا يعمل أيضا إلا في سبيل تجويع العريش الحرة.

وسيُكتب لنا تاريخ من نوع خاص يقول إن قواتنا الباسلة خاضت حربا طاحنة ضد فئة خارجة استخدمت في حربها منع حليب الأطفال والخضار والخبز والدواء كسلاح ضد مواطنيها لكي تجبر مسلحا مستهدفا ومحكوما ومؤدلجا وحانقا يحمل سلاحه ويحتمي بالجبل وقد انتهت الحياة بالنسبة له فهو ما بين قاتل أو قتيل في فكرة لم تنفذ في تاريخ محاربة الجريمة والتمرد ولا يمكن فهمها او تبريرها إلا في إطار مؤامرة مجرمة لحمل الناس على الهجرة!

ولكن تظل الحقيقة خافية تظهر دلالاتها وترسل رسائلها رغما عن كل المتآمرين لإخفائها فاذا انجلت ستفضح أكبر مؤامرة على شعب من حراسه وأهل ملته وتفضح كل خيانة تمت بينما يعيش المتآمر على هدف نجاح مؤامرته تعيش العريش على صمودها وبه تتغذى وستظل تدافع عن شرفها ولن يترك أهل العريش ارضهم ليثبتوا للمتآمرين مقولة العرب الاولى؛ تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها