إن كنت مثلي تظن أن سرطان الثدي لا يصيب الرجال يجب أن تفكر مرتين فقد نشر موقع “The conversation” الأمريكي مقالة بعنوان “أوقفوا تهميش الذكور المصابين بسرطان الثدي” كشف فيها أن هذا المرض لا يعترف بالسن ولا الجنس ولا العرف ولا الوضع الاجتماعي وهو عين ما نشره موقع “East Riding Council“.
وفق مؤسسة أبحاث السرطان البريطانية فإن مرض سرطان الثدي هو الأخطر على الرجال إذ يموت 22% بسببه بينما يموت 21% بسبب سرطان البروستاتا و2.5% يموتون بسرطان الخصيتين وفي أمريكا بين 0.5% و1% من مجمل حالات سرطان الثدي رجال.
أما في الوطن العربي وحسب تقرير السجلّ السعودي للأورام لعام 2010 فإن 24 من أصل 1497 حالة، تصيب الرجال.
وفي دراسة أخرى فإن رجلا من ألف يصاب بمرض سرطان الثدي بالضرورة.
رغم أنه نادر الحدوث إلا أن سرطان الثدي يعتبر الأخطر عند الرجال وذلك لأسباب عديدة أهمها أن الرجال يكتشفونه في مراحل متأخرة أي بعد أن يكون قد انتشر خارج منطقة الثدي ذلك أنهم يظنون أنه مرض خاص بالنساء فلا يلقون بالا لأعراضه.
كما أرجع الدكتور “نائل الشال” استشاري الأشعة التشخيصية والتداخلية السبب في شراسة سرطان الثدي عند الرجال إلى كون الرجال أقل حساسية ووعيا لتشخيص الشوائب وأنسجة منطقة الثدي ما يتيح للأورام السرطانية الانتشار بسرعة للأنسجة المحيطة بها.
يصيب سرطان الثدي الذكور في حالات قليلة في عمر الشباب لكنه الأكثر شيوعا بين صفوف الرجال ما بين 60 و70 عاما، كما تبدو الأعراض الدالة عليه متشابهة عند الرجال والنساء أبرزها:
_ تورم في أنسجة الثدي
_ سماكة في نسيج الثدي
_ احمرار أو تقشر الحلمة
_ ظهور طفح جلدي على الثدي
أما عن أعراضه الأكثر خطورة فتتمثل في التثدي أي ازدياد حجم الثدي، حلمة مقلوبة، وجود كتلة بمنطقة الثدي أو بروز نزيف أو إفرازات في الحلمة.
يجب على الرجل إذا لاحظ أي من هذه الأعراض أن يتوجه فوزا للطبيب لفحص الثدي.
يتم تشخيص مرض سرطان الثدي بطرق مختلفة منها:
_ الفحص التصويري: حيث يتم تصوير الثدي بالأشعة
_ المسح بالموجات فوق الصوتية: حيث تتجسد صورة ثلاثية الأبعاد للثدي تساعد على الكشف عنما إذا كانت الكتلة تحتوي سائلا أو صلبا.
_ الشفط (Aspiration): يتم من خلاله إدخال إبرة للثدي في منطقة الكتلة ويتم شفط عدد من الخلايا.
الخزعة: يُجرى في هذه المرحلة تخدير موضعي لمنطقة الصدر لأخذ عينة صغيرة من الخلايا من المنطقة المصابة بواسطة إبرة ثم ترسل النتائج إلى مختبر ليتم فحصها تحت ميكروسكوب لإيجاد الخلايا السرطانية.
وإذا ثبت وجود الورم الخبيث فإن مراحل العلاج تكون بإجراء عملية جراحية ثم بالمعالجة الهرمونية ثم الكيميائية وأخر مرحلة هي المعالجة بالأشعة.
تقول “كيري كوينسي” أن سرطان الثدي يؤثر على إحساس الرجال “بالذات وطريقة تفكيرهم كرجال ذوي احتياجات اجتماعية وجنسية، أثناء المرض وبعده”.
كما تطرق العديد من النشطاء والفنانين والإعلاميين خلال شهر أكتوبر المنقضية والذي يعرف أيضا بأكتوبر الوردي وهو شهر التوعية بمرض سرطان الثدي، إلى ضرورة الإحاطة بالرجال الحاملين لهذا المرض لما في ذلك من أثار سلبية على تقديرهم لذواتهم فهو بالنسبة لهم يمس من رجولتهم.
في هذا الصدد يروي” إيريك باسمورز” قصته مع هذا الورم فيقول: حين قال لي الطبيب ” انت مصاب بسرطان الثدي” أجبته “انا رجل، وأنت تعرف هذا صحيح؟” ثم يقول “على الرجال معرفة أنهم ليسوا مستثنين من الإصابة بالمرض لكونهم رجالا”.
إن كان الشريط الوردي هو رمز التضامن مع مرضى سرطان الثدي من النساء فالشريط الأزرق هو رمز التضامن مع مرضاه من الرجال، قد يُعجب البعض للمرة الأولى لمعرفة أن سرطان الثدي يصيب الرجال أيضا لكن كل الحقائق العلمية تقرّ بذلك بل وتحثّ على ضرورة المراقبة الدائمة والتشخيص المبكر لزيادة فرص النجاة من هذا الورم الخبيث الذي يلتذّ بخطف أرواح الرّجال أكثر من النساء رغم أنه يحسب عليهنّ.
المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها