نفاق المجتمع الدولي

مآسي يعيشها المسلمون في الوقت الذي ينعتون بالإرهاب، ان كان المسلمون ارهابيون فماذا نسمي من يقع لهم مجازر في مختلف مناطق العالم خاصة بالشرق الأوسط؟

في الوقت الذي يوسم فيه الإسلام والمسلمون بالإرهاب، وفي الوقت الذي تم حشد الحشود لمحاربته، في ذات الزمن الذي يجتمع فيه العالم من أجل عملية إرهابية لا نعلم من هم المسؤولون عنها بالفعل، سوى ما يطلعنا عليه الإعلام أن الفاعل عربي مسلم، تتوالى الإدانات والشجب والتضامن الدولي ضد هذه الأعمال ويتم وصف المسلمين بالإرهاب.

لكن في مكان آخر من جغرافية العالم الإسلامي لم نكن نسمع أو حتى نعلم أن مسلمين يعيشون في هذه البقعة من آسيا، إذ سمعنا عن بنغلاديش ولم نسمع عن هذا المكان الذي يسمى بأراكان.

هذه البقعة اتضح أنه يوجد بها أناس مسلمون، هؤلاء البشر ليسوا كبقية الناس من هذا العالم، لأنهم مسلمون موحدون، ولأنهم أقلية لا حول لهم ولا قوة، وتتم في حقهم إبادة.

نعم إبادة شعب بأكمله في هذا القرن الحادي والعشرين، والعجيب الغريب أن من يمارس في حقهم كل نواع القتل والتعذيب والتهجير هو رئيس أركان جيش ميانمار الذي أكد أن قواته ستستمر في نهج سياسة القتل والتنكيل والذبح في حق المسلمين، ولو ان مسلما قال بذلك لقامت الدنيا ولم تقعد.

والعالم كله سمع بذلك، والعجيب أننا لم نسمع ردا لا إقليميا ولا أمميا على ما تفوه به هذا المجرم، والذي ينبغي أن يتم تسجيل مذكرة اعتقال بحقه لأنه اعتراف ضمني بما ترتكبه القوات الميانمارية تجاه مسلمي أراكان.

لقد أبانت هذه المذابح والمجازر عن نفاق المجتمع الدولي الذي لطالما تغنى وأنشد ترانيم الإنسانية وأن الغرب هو الراعي والمدافع عن حقوق الانسان، وكنا نرى فيه أنه يرفق بالحيوان فما بالك بالإنسان.

وأسفاه على عالم منافق، ومجتمع دولي يكيل بمكاييل ولا يُكترث بها، لا لمبادئ إنسانية ولا لقيم أخلاقية، بل يهتم بمصالحه وبني جنسه ومعتقده.

لقد صدعوا أدماغنا بأنهم يحترمون ما يعتقده كل إنسان واتضح في بداية هذا القرن زيف أقوالهم وادعاءاتهم. مجازر ومذابح يومية توثقها أشرطة فيديو لمن نجوا من القتل والحرق، أما من فر من جحيم التنكيل فقد لا ينجو من الغرق كما رأى العالم صورة شبيه الطفل إيلان السوري لكن هذه المرة كان الطفل أراكانيا.

مآسي يعيشها المسلمون في الوقت الذي ينعتون بالإرهاب، إن كان المسلمون ارهابيين فماذا نسمي ما يقع لهم مجازر في مختلف مناطق العالم خاصة بالشرق الأوسط؟

أما عن أمتنا العربية فحدث ولا حرج، مشغولون ببعضهم البعض وغير مبالين بما يجري لإخوانهم في الدين. أين هم علماء الأمة مما يجري ويحدث للمسلمين بشكل عام، والأراكانيين بشكل خاص، والغريب الذي يحز في القلب أن خطيب يوم عرفة لم يتحدث عما يجري للأراكانيين وكأن الأمر لا يعني والمسلمين.

للأسف لا المجتمع الدولي سيقف مع الأراكانيين، ولا حكام العرب سيفعلون شيئا، والأمر كله بيد الله فلكم الله يا أهل أراكان.

أما كرة النار فهي تشتعل وتتسع رقعتها والله يعلم إلى أي مدى ستصل؟! فهل يستفيق العرب؟ فإن شرًا يقترب فاتقوا الله في أنفسكم، وفي إخوانكم المسلمين، فالنار موقدة وستصلكم إن لم تستيقظوا.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها