رسالة استغاثة وسلام

اليمن: أيها العالم لم يعد سعيدا، ومئات الأطفال بل الآلاف يموتون بسسب نقص وسوء التغذيه، اليمن اليوم فيه ملايين الناس يعيشون تحت خط الفقر، والأمر مرشح للوصول لمرحلة المجاعة.

اليمن: الأرض السعيدة، مهد العروبة، وملتقى الحضارات. اليمن الذي عطر العالم برائحة البخور منذ القدم، ومنح العالم مذاق البن اليمني، واللبان العربي الأصيل عبر التاريخ، وقامت على أرضه أعظم وأقدم وأعرق حضارة إنسانية.

اليوم ياترى هل هو اليمن السعيد أم غير ذلك؟!

اليمن: أيها العالم لم يعد سعيدا، ومئات الأطفال بل الآلاف يموتون بسبب نقص وسوء التغذيه، اليمن اليوم فيه ملايين الناس يعيشون تحت خط الفقر، والأمر مرشح للوصول لمرحلة المجاعة.

في بلدي تموت النساء وهن يعانين آلام المخاض، ويموت جنينها وهو لم يبصر النور بسبب عدم توفر المراكز الصحية أو بسبب انقطاع الطريق أو بسبب انهيار النظام الصحي، في بلدي يُحرم الاطفال حقوقهم في التعليم والصحة والترفية.

في بلدي اليمن يعيش مئات الآلاف من النازحين في مخيمات وظروف تنعدم فيها مقومات الحياة، في بلدي اليمن يتقاتل الفرقاء وأمراء الحروب، والناس يموتون جوعا.

كلٌ يدعي لنفسه الشرعيه في بلدي، وتقصف المدن ويموت الأطفال والنساء، وتقصف الأسواق ويقال عن طريق الخطأ. في بلدي اليمن تُدمر البنية التحتية وتغلق المدارس والمستشفيات وتقصف الجسور.

في اليمن إرجاع شرعيه دستورية انتهت صلاحيتها، ولم تستطيع إعاده كيان الدولة حتى في المناطق التي تحت سيطرتها!

في اليمن يقاتل بعضهم من أجل شرعيه ثورية لم تحقق شيئا مما كانت تدعو له بل أفرغت محتوى الدولة وجعلتها مغنما لفئة معينة. في بلدي اليمن تُصادر المساعدات ولا تصل إلى ملايين الأطفال والنساء إلا الجزء اليسير.

أتسأل هل يعقل أن يصل هذا العالم إلى ما وصل إليه من الرقي والتقدم والتكنولوجيا، ورأس المال الذي لا يعد؟، هل يعقل أن يكون في هذا العالم أناس يموتون جوعا، أو بسبب عدم توفر الدواء ولايحرك هذا العالم ساكنا؟!

أين الضمير الإنساني؟! أين حقوق الإنسان وحرية العيش؟! هل مات الضمير الإنساني؟ هل ماتت الأخلاق الحميدة في هذا العالم؟ ولماذا لم ينتفض العالم لإنقاذ هؤلاء الأطفال والنساء الذين يموتون بالعشرات يوميا بشهادة وتوثيق منظمات أممية؟!

ما الفرق أيها العالم أن يقتل الإنسان بالكيماوي أو بالاسلحه والقنابل والألغام، أو أن يموت جوعا؟، ألا تسلب الحياة من الإنسان،  لماذا كل هذا التجاهل، وعدم الجديه في إلزام الأطراف المتصارعة بإيقاف الحرب والعودة إلى السلام، وإلى الحياة إعمار الأرض التي منحها الله لنا من أجل إعمارها وليس الإفساد فيها؟

أيها العالم الحر يا من تحبون السلام، يا من تحبون الحياة بسلام وكرامة، يا ضمير العالم، اليمن ينتظر منكم أن تعيدوا له مسيرة الحياة، مسيرة السلام، ولا شيء سوى العيش بكرامة والسلام. 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها