“يا صاحب الفضيلة”

يا صاحب الفضيلة والقائم بالأعمال هل “تصفيات الشباب” هي ركن البيعة الحادي عشر؟! أنا ما عدت أتحمل دماء أصدقائي وأشلاءهم التي تملأ الأرجاء، أم لفضيلتك رأي آخر؟ أم هو أمر عادي فأتعود عليه؟!

يا صاحب الفضيلة قبل أن أكمل لك هل تعلم أنه سيقال عني “اللهم رده، اللهم ثبت قلوبنا، أنزل أنت بالحل، مش عجباكم سيبوها، انتوا تعرفوا حاجة، احنا كدا مش عاجبكم امشوا” كل هذا سيقال لمجرد توجيه الأسئلة إليك، يا صاحب المقام والفضيلة والله لو أشركت ما فعلوا هذا والله كل هذا من أجلك يا صاحب المقام دعنا نكمل يا صاحب الفضيلة.

يا صاحب الفضيلة والقائم بالأعمال ما رأي فضيلتك في تلك الدماء ألا تستوجب من فضيلتكم حزما كهذا الذي فعلته مع إخوانك وكانت قرارات الفصل بسرعة البرق في جميع المحافظات؟!

يا صاحب الفضيلة، الداخلية قامت بتصفية 54 شابا من شباب جماعتك خلال شهر أين أنت يا فضيلة القائم بالأعمال؟!

يا صاحب الفضيلة هل قرأت يوما أن هناك اجتهادات صائبة أم كل الاجتهادات عندنا تخطئ فقط أم آن لها الأوان أن تصيب يوما!

يا صاحب الفضيلة ما رأي فضيلتكم في 60 ألفا في سجون مصر ألا يستحقون الحياة، ألا يستحقون من فضيلتك قرارا ينهي تلك الأزمة؟!

يا صاحب الفضيلة ما رأي فضيلتكم في التصفيات اليومية التي تنهي شباب الجماعة واحدا تلو الاخر ألا يستوجبوا بيانا من فضيلتكم يستنكر على الأقل قتلهم كهذا؟!

يا صاحب الفضيلة ما رأي الفقه وثوابت الجماعة في أن تظل تُقتل دون مقاومة، في أي شرع ودين هذا أن تستمر على هذا الطريق، وأنا لا أمتلك أدني سبل الدفاع عن النفس؟!

يا صاحب الفضيلة ما ذنب الشباب في اجتهادك ذلك الذي نص مسبقا على أن “صيحة قادمة لأحرار الجيش، نواجه الموت بكل حب وطواعية، السيسي الراجل بتاعنا في القوات المسلحة، والجيش الميداني يرفض الانقلاب، والحرس يرفض تسليم الرئيس، والسيسي مات، واللي فوق عارفين كل حاجة”.

لا ألومك على اجتهادك سيدي ولكن قل لي بالله عليك ما ذنب الشباب الذي يدفع الضريبة ضريبة اجتهادك الخاطئ بتصفيات يومية؟!

يا صاحب الفضيلة هل سمعت بمعركة الموقع، والبشريات هل لك سيدي أن تبشرني يوما أني سوف أستيقظ دون أن أفقد أحد أصدقائي الذي صفتهم الداخلية بدم بارد؟!

يا صاحب الفضيلة هل لك أن تقنعني كيف أقنعت من يبررون هذا أننا ولله الحمد في أفضل حال وهذا هو الطريق الصحيح، والكيان على ما يرام هل لك تقنعني بذلك سيدي أو أن يقنعني أحدهم؟!

يا صاحب الفضيلة هل تعلم أنه كما يوجد فقه الضعف والابتلاء، هناك فقه التمكين؟!

قتل اليوم عمر يا صاحب الفضيلة، ابق مكانك ولا تذهب، فلم يبق لنا شيء نخشى عليه منك، فدماؤنا سفكت وأعراضنا انتهكت وشبابنا شرد في أرجاء الأرض، وبلادنا استقرت في القاع، فمن الآن اجتهد كما يحلو لك ولتخطئ كما تشاء فلن نلومك أبداً، فلم يعد لدينا ما نخشى خسارته.
رسالتي إلي صاحب الفضيلة والقائم بالأعمال.

الله أكبر ولله الحمد
القاهرة – 29شوال 1438- 23يوليو 2017

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها