كيف تفوق التلميذ على الأستاذ في موقعة الأليانز أرينا ؟

إذًا أخطأت معظم التوقعات وخرج ريال مدريد من جحيم الأليانز أرينا معقل البايرن في مباراة ذهاب ربع النهائي بنتيجة إيجابية ومحولاَ هذا الجحيم لجنة، فهزم العملاق البافاري الذي خرج هو الأخر بأقل الخسائر قياساَ بأدائه الباهت في المباراة.

الريال استغل ميزته الدائمة وهي إجادة اللعب تحت الضغط ، فالريال في  عدة مباريات سواء هذا الموسم أو المواسم السابقة يبدع وقد يقدم دقائق أسطورية وهو متأخر بالنتيجة تماماَ مثلما يفقد التركيز والاستمرارية ويصيبه بعض التراخي في حال تقدمه السريع أو المريح ، وهذا ما شاهده الجميع في ليلة الأبطال في مواجهة البايرن .

بداية وبعيداَ عن أي تحليلات فنية أو تكتيكية ، فإن ظروف المباراة ساعدت الريال على تقديم شوط ثان ممتاز بكل المقاييس وبقراءة مميزة بالفعل للفرنسي زيدان الذي بصم على شهادة تفوقه على أستاذه كارلو أنشلوتي في انتظار التأكيد في مباراة العودة .

شوط ثانٍ لعبه الريال بأريحية وبدون أي تعقيدات أو مطامع في نتيجة تاريخية كادت لتتحقق لولا تألق نوير أمام سيل الهجمات المدريدية ، فبدأ الشوط الثاني من حيث انتهى الشوط الأول بإهدار فيدال لضربة جزاء نهاية  الشوط الأول والتي لو سجلت لكانت غيرت نتيجة المباراة تماما.

بالمقابل ..فإن البايرن لم يقدم حتى في شوط المباراة الأول الذي تفوق فيه نتيجة وأهدر ركلة جزاء وهمية ما يشفع له لتجنب الخسارة أمام جمهوره الغفير الذي ملأ جنبات ملعب أليانز أرينا المرعب ، فلا شك أن بعض الغيابات في صفوفه كان لها تأثير واضح ولكن بالمقابل فإن اللاعبين على أرض الملعب لم يكونوا في مستوى المباراة ولا حتى التوقعات .

مولر غائب وتحركاته معدومة أو ثقيلة  برغم أنه بالأساس لاعب متحرك خلف رأس الحربة عادة ولكن يبدو أن رهان أنشلوتي عليه في أن يحل محل ليفاندوفسكي قد خسر ، أيضا روبين بدا فاقدا للتركيز وتم احتواؤه بالكامل من طرف مارسيلو وكروس احياناَ بمساعدة كاسيميرو وبالرغم من ذلك أصر أنشلوتي على التركيز على جبهة الريال اليسرى على اعتبارها أضعف الجبهات في ريال مدريد مقارنة بجبهة كارفخال وبيل.

أما بالنسبة لأكثر اللاعبين تخييباَ للتوقعات فكان المخضرم خافي مارتينيز! مقارنة بناتشو مدافع الريال والذي ربما يكون كثيرون لم يسمعوا عنه إلا حديثاَ، ولكنه قدم مستوى جيدا جداَ، فمارتينيز وحتى قبل حصوله على إنذارين بشكل ساذج في ظرف ثلاث دقائق وهو يمثل عبئا وثغرة في منتصف وعمق البايرن، وأعتقد أن رونالدو لعب بذكاء وأخرجه من الملعب بأقل مجهود.

طرد خافي لم يؤثر فقط عددياَ على البايرن بل فنياً وذهنياَ ذلك أن أنشلوتي تخوف من تكرار نفس السيناريو مع تشابي ألونسو الحاصل على بطاقة “أيضا مجانية”

فقام بتبديله على الرغم من أنه يعتبر أحد أهم مفاتيح البايرن والمتحكم في منتصف الملعب رغم عدم تقديمه للمستوى المأمول منه جنبا إلى جنب مع ريبيري وتياغو وألابا وفيليب لام الذين كانوا شبه غائبين ولم يقدموا ما كان مرجوا منهم في مباراة هامة ومصيرية.

بالمقابل أدار زيدان المباراة بهدوء وواقعية ودفع بشاب مغمور على حساب جاريث بيل ومفضلاَ هذا الاعب “ماركوس أسينسيو” على أسماء بحجم غيمس رودريغز وإيسكو وكان رهاناَ ناجحاَ بكل المقاييس بصناعته لهدف الريال ورنالدو الثاني.

قد يؤخذ على زيدان فقط إصراره على اللعب بكريم بنزيما الذي غاب عنه التوفيق ومستوى باهت نوعاَ ما من الكرواتي مودريتش ، ولكن بالمجمل فإن الريال قدم مباراة أو – شوطا ثانيا- مثاليا جداَ رغم أنه لم يكلله بالنتيجة العريضة التي تجعله بعيداَ عن خطر استفاقة المارد البافاري في مباراة العودة  من تحويل جحيم البرنابيو إلى جنة .

 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها