شكون حنا؟

ما ألمني عندما أسأل بعض الشباب فأقول لهم هل سياتي يوم ونرى فيها الجزائر من الدول المتقدمة والمتطورة؟ فيرد علي ذلك الشاب بكلمة ” مس

هبة جماهيرية واسعة هزت اركان الجزائر من سياسيين ورياضيين، والأصل فيها غضب الجمهور الجزائري بسبب إقصاء المنتخب الجزائري لكرة القدم من أمم افريقيا 2017 ولكن كلامنا لا يتوقف هنا.

تحرك شعب بأكمله بسبب إخفاق في كرة القدم، ولم يُـــثر للإخفاقات الاقتصادية والاجتماعية والصناعية والسياسية هذا يدل على ضعف في الوعي لدي الشباب الجزائري، وعندما نقول لم يثر الشعب فنحن لا ندعو الشباب ليثور وتحدث الفوضى ولكن يتحرك على الأقل في مواقع التواصل الاجتماعي كما تحرك بسبب كرة القدم.

ولكن هناك علامات تنامي وعي لدى البعض من الشباب الذين تفطنوا لسياسة الإلهاء التي يتعرض لها الشباب عبر فيديو انتشر سريعا في أوساط الشباب الجزائري الذي بدأوا فيه بالصرخات الغاضبة للإخفاق الرياضي ولم ينسوا فيه الإخفاق المالي الذي مسهم عن طريق قانون المالية الجديد الذي يشكل خطرا على الحياة الاجتماعية للمواطن البسيط.

ورغم هذا التنامي في الوعي لكنه لا يصل لدرجة التأثير الفعلي التطبيقي في روح الشباب ليجعل على عاتقه النهوض بالجزائر من كل هذه الكبوات التي تتعرض لها وفي ظل انتشار ظاهرة التأييس من التغير والإصلاح.

وما آلمني عندما أسأل بعض الشباب فأقول لهم هل سياتي يوم ونرى فيها الجزائر من الدول المتقدمة والمتطورة؟ فيرد علي ذلك الشاب بكلمة ” مستحيل” ولو خُيرت بين رصاصة في صدري و بين كلمة مستحيل لاخترت الرصاص فهي أهون علي من روح اليأس التي تدب في نفوس شباب و لكن في ختام نقاشي مع احد الشباب رددت عليه السؤال فأجاب: إن شاء الله إن شاء الله فكان كمن نزع الرصاصة من صدري و أعاد لي الروح روح بعث الأمل في الشباب وأن فكرة “مستحيل إن الجزائر تتغير” بدأت تزول من عقول شبابنا لان أولى مراحل التغير ان ينتقل شبابنا من مرحلة الغياب و اليأس الى مرحلة الإحساس و الأمل و من الإحساس الى الوعي ومن الوعي الى التطبيق.

فمرحلة الإحساس هي التي أحس بها شبابنا و عبروا عنها في الفيديو الذي أشرنا اليه، أما الوعي فيوجد ملامحه عند بعض شبابنا وهو الوعي الملم بالماضي والواقع بالتاريخ والحاضر الذي يقود للتطبيق و العمل فتجسد ذلك في منشور انتشر  كذلك في الفيسبوك بنفس عنوان الهبة “شكون حنا” لكنه ربط التاريخ و الأجداد و العقيدة بالواقع و هذا الذي يكرهه أعداء الحقيقة و عبروا فيه عن ارتباط الجزائريين بفلسطين و مميزات الشعب الجزائري تجاه فلسطين وأن له حق في فلسطين متمثل في حارة المغاربة وغيرها كل ذلك ليقولوا للعالم “شكون حنا” أي من نكون نحن ؟ وكانت تمهيدا لحملة في القدس حارتنا أطلقوها لتوجيه الشباب بالاهتمام بتاريخه والاعتزاز به لان أي أمة لا تعرف تاريخها لا تستطيع صناعة مستقبلها.

ولكن الأدهى والأمر أن هذه الحملة “في القدس حارتنا” المقرونة بهبة “شكون حنا” انغصت النوم على إدارة الفيسبوك الذي سياساتها أصبحت خاضعة للكيان الصهيوني وأصبحت تعادي كل من يدافع عن فلسطين أو يعادي الكيان الصهيوني فما كان من إدارة الفيسبوك إلا أن أغلقت صفحة شباب الجزائر لنصرة القدس وفلسطين التي نشرت المنشور بعد أقل من 24 ساعة من نشر المنشور الذي انتشر انتشارا ملحوظا في أوساط الشباب الجزائري وتعرضت حسابات بعض مشرفي الصفحة للإغلاق والبعض الآخر للتعطيل المؤقت.

فهذا يدل على أن معركة الوعي تضر بالعدو أكثر من معركة السلاح فلنتسلح بالوعي قبل كل شيء.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها