قبائل سيناء في مواجهة غير مسموح بها مع الإرهاب

ويقول أحد وجهاء قبيلة السواركة إننا نستطيع أن نوضح للعالم أن هذه ليست حربا حقيقيه على الإرهاب ويؤكد أن نسبة تسعين بالمئة من القتلى هم مدنيون معظمهم أطفال ونساء.

منذ إعلان الجيش المصري بقيادة وزير الدفاع آنذاك عبد الفتاح السيسي، الحرب على خلايا ارهابيه محدودة داخل سيناء، وكان ذلك التوجه الإعلامي بعد التوترات التي شهدتها مصر، عقب الانقلاب العسكري.

انطلقت حينها عملية برية وجوية ضخمه في مناطق سيناء الشرقية تهدف إلى تطهير المنطقة من الارهاب،  ولكن بعد مرور عام من الحرب ازدادت الأوضاع سوءا ، فلم يستطع الجيش حسم المعركة ولم يستطع أن يمنع المسببات التي من شأنها الحد من إنتاج مزيد من الإرهابيين.

وكان حسب رأي الكثير من أهالي منطقة سيناء أن الجيش أنتج نوعا جديدا من الإرهاب. نوعا من الارهاب لم يكن موجودا ما قبل الحملة، لكنه أطلق مقومات و عناصر متطلبة للمتطرفين بقطاع غزة وبعض المناطق الأخرى في مصر، لتحصد  العشرات من المقاتلين المحليين والإقليميين من المتطرفين، وكان هذا نتيجة مباشرة للحملة الوطنية التي قادها السيسي آنذاك.

و بعد مرور عام من الحرب كانت النتيجة عكسية تماما، ومن جهة أخرى يقول الأهالي القاطنون في سيناء إن النظام غير جاد في مواجهة الإرهاب بل هو معني باستخدام الإرهاب كذريعة لتنفيذ حملات عقابية على السكان المحليين.  

ولم يفرق النظام المصري بين مسببات وجود تمرد ، والمطالب المشروعة لهذه الفئة المهمشة والتي أظهرت ثورة يناير وما بعدها كحركات شعبية تطالب بحقوق الشعوب. 

ويؤكد العديد من القيادات القبلية الفاعلة في تلك المنطقة أن الجيش رفض رفضا تاما أن يكون للقبائل دور فاعل في مواجهة التمرد المسلح الذي يصر قادة القبائل على أنه في عامه الأول من الحرب كان محدودا وسهل القضاء عليه. 

لولا أن استراتيجية الجيش والتي اعتبرها البعض بأنها فاشله وذلك  لغطرسة الجيش واستخدامه للقوة المفرطة الذي جعله في نظر معظم السكان لا يفرق كثيرا عن الإرهاب  الذي تخوف منه المواطن المصري السيناوي بالأساس، باتت هذه التهم تتردد بقوة بين أوساط المجتمع القبلي الذي بدا وكأنه الضحية في مخرج منظومة الإرهاب أو التدخل العبثي للجيش.

 كان من الواضح أن كلا الطرفين يمارسان قتل السكان وتهجيرهم، وفي هذا الصدد يقول أحد وجهاء القبائل من داخل قبيلة السواركة إننا نستطيع أن نوضح للعالم أن هذه ليست حربا حقيقيه على الإرهاب ويؤكد أن نسبة تسعين بالمئة من القتلى مدنيون معظمهم أطفال ونساء. 

ويدعو الشيخ أيضا لفتح تحقيق في ذلك وتقصي حقائق هذه الحملات العسكرية على سيناء،  ويضيف أن البيانات التي يطلقها المتحدث العسكري عادة بشان مقتل إرهابيين بأعداد فلكيه وغير واقعية ومنافية للواقع. 

في حين شدد الشيخ أيضا أن التصريحات في غالبيتها تعتم على مقتل المدنيين والاطفال والنساء.

خلاصة القول أن المواطنين المصريين في سيناء  لا يستطيعون فعل الكثير لجلب الاستقرار وإنهاء وجود الإرهاب في منطقتهم، وذلك لشعورهم بأنهم مكبلين منذ البداية، فشعب سيناء لا يستطيع حماية نفسه في طي حكم الدولة، وفي ذات الوقت حجب حقوق المواطنة كمصريين، فعملية الأقصاء والتهميش الممنهجة جعلت من أهالي سيناء غرباء في وطنهم المصري.

ويقول الشيخ إن النظام المصري  يلجأ لعدد من أبناء القبائل الذين يتعاونون معه ومعظم هؤلاء عليهم أحكام جنائية وانحيازهم المطلق للنظام مخرج منطقي لهم عن طريق تفعيل ما يملى عليهم من قبل النظام، وبذلك يقول ويعلن النظام  للعالم أن قبائل سيناء تشاركه في الحرب والحقيقة عكس ذلك تماما.

قبائل سيناء ممنوعه ومطرودة من المشاركة في أي قرار يخص شؤون سيناء، فهم محاصرون سياسيا وجغرافيا واقتصاديا ونفسيا بتهمة الإرهاب أو التخوين بشكل عام بهدف عدم جلب أي تعاطف دولي  مع هذه الفئة من المواطنين من الداخل والخارج.

ولعل هذه البراهين والوقائع تجدي بأن يطالب وأن يتأمل المواطن المصري السيناوي من المجتمع الدولي أن يلتفت لسيناء وأقليتها التي تعاني من بطش النظام والإرهاب في آن واحد، وإن تهيأ المناخ لإبادة منظمة تحدث في حق السكان المحليين لسيناء.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها