الإمارات بين “عقدة الخواجة “وفلسفة الظلم

سمسار عربي الأصل والشكل لا قيم إنسانية ولا دين يحكمه، أشبه بصعلوك امتلك أرض ومال ووجوده مرهون بمقابل خيانة عشيرته وكشف ظهورهم وهي الإمارات.

هم أجمل ما يكون في عيون الناس وأقبح من مجرمي الحرب في تاريخ البشر، إن لم تجتمع فيهم الأضداد هلكوا، لا يقتلون ضحياهم بأيديهم بل بيد الضحية نفسها، ولها أن تختار كيف تفعل ذلك فِي أي وقت شاؤوا، فيعلنون الحداد والأسى عليها قبل أن تلفظ الأنفاس الأخيرة.

جعل بعض أولئك من أنفسهم أنموذج العالم المتحضر والمَعين لكل ضمآن فسقوه من مياه البحار التي تنتشر أساطيلهم عليها في الشرق والغرب ليلهث الظمآن أكثر وأكثر  ولا بأس إن طال عطشه وهلك ليبقوا هم براحة بال، ومن سعى للخير والعيش الكريم بحضرتهم قضوا عليه في مهده وإن سمحوا له بالبقاء هيئوا له مرتعاً بالقرب من ذئب وأضافوه للقائمة السوداء قبل أن يكبر ليصبح من فصيلة الذئاب.

قادة النظام الرأسمالي ومن قبله الاشتراكي والإقطاعي في الغرب لم يأخذوا في سكان الأرض إلاً ولا ذمة نشروا ثقافة الغاب في العالم، يضرمون نيران الفتن والحروب ليتربحوا منها أو يبسطوا نفوذهم، ولا تعنيهم إن بقت الأرض أو هلكت،عندهم خيوط المشكلات ويملكون الحلول؛ إلا أنهم لا يملكون الإنسانية التي تجعل منهم قادة حضارة ورُسل رحمة، وكلما أتت أمة منهم لعنت التي قبلها، تتدافع الأجيال وتنسب الإنجازات والتقدم العلمي والعمراني لأسماء أفراد لم يكونوا قادة عصرهم، ويبقى قادة تلك الأنظمة في صفحات التاريخ المظلمة.

نعم إن تاريخ البشرية مليء بالإنجازات العظيمة المادية والفكرية، إلا أن رسالة الأديان السماوية وآخرها الإسلام: هي المعجزة الإلهية التي لامست الروح وفطرة البشر في وسط كل المتغيرات كونها تنشر مبادئ الطُهر الإنساني وشاملة تصلح للتنفيذ في أي ظرف كان، ولا يعني تحريف الأديان السابقة أو سوء استخدام الدين حجة لإزاحتها جانباً وممارسة العنصرية على منتسبيها والمناصرين لها، لغرض محاكات المجتمعات المتقدمة واستيراد الغث والسمين من الرؤى والنظريات التي بالأغلب كانت نتاج أزمات لحظية، بل يتوجب على أصحاب العقول والنهى أن ينتجوا أفكارا ونظريات وتطبيقات جديدة للبشرية قابلة للتجديد؛ ليُحفظ بها الحرث والنسل وتضمن توارث القيم الإنسانية الأصيلة، وهذا هو الوقت الأدعى لها أكثر من ذي قبل.

نُقر بأن بعض النظريات السياسية والاجتماعية القادمة من الغرب موروث بشري وكان فيها خير لأهلها، وأتت لتحل مشاكل ملحة وآنية، إلا أنه من التخلف والعيب المشين أن نستنسخها كما هي حتى لو حال عليها قرن من الزمان ولا نأتي بشيء جديد، كأننا فئران تجارب، بينما نجد الكثير من المنظرين والمفكرين في الغرب كل يوم تُنشر لهم إصدارات فيها نقد لما سبق من النظريات وتقديم تصورات جديد، في الوقت الذي نحن نهدر الأوقات في جدل وحوارات بينية لإثبات أن العلمانية خير أو شر و الليبرالية مجدية أم مضرة.

فالمعركة القادمة معالمها مختلفة عن السابق، مادتها عقول الناس قبل أجسادهم، وقد صدق القائل وهو كذوب أن ثمة اختلاف فلسفي بين أطراف الأزمة الخليجية، هذا أحد مخلفات الاستعمار البريطاني الذي زرع في العالم العربي والإسلامي خَبَثين قبل انسحابه، الأول: نسخة طبق الأصل من المجتمعات الغربية ويتظاهر بحمل هوية دينية تبرأت منه وهو اسرائيل”، والثاني: سمسار عربي الأصل والشكل لا قيم إنسانية ولا دين يحكمه، أشبه بصعلوك امتلك أرض ومال ووجوده مرهون بمقابل خيانة عشيرته وكشف ظهورهم وهي الإمارات.

وإن سمحنا لنموذج مثل الإمارات ومن على شاكلتها في مواصلة السير بمنهجية عهود الظلم والظلام الغربي بدون مقاومة ولا ردع سيعم الفساد في أمتنا أكثر مما هو موجود وتجربة اليمن مع التحالف العربي ليست عنا ببعيد.

وكما يقال إن “الحق أبلج” تتيه من قوة نوره خفافيش الظلام في وسط كل هذه الإرهاصات نرى أن الأطهار وأبناء الطُهر -عرب وعجم- في عالمنا كثير، قزموا تجار الموت ومصاصي الدماء ومن تنشأ على مبدأ “عقدة الخواجة وأظهروا زيف مشاريعهم ولا شك بأنهم سينشرون النور ليبدد الظلمة ولو دارت الدوائر مع قادة الظلم وسماسرة البغي.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها