بوتشيتينو مع توتنهام .. أكثر من مجرد كرة جميلة

إذا كان تقييم “ماوريسيو بوتشيتينو”  بأنه مدرب جيد مبني فقط على الكرة الجميلة التي يقدمها مع توتنهام فهنا سيصبح التقييم ناقصا بعض الشيء لأن النجاح الأعظم لهذا الرجل يكمن في نقاط أخرى أكثر أهمية  وأكثر قيمة.

بوتشا الذي أتى لتدريب الفريق خلفا للبرتغالي فيلاش بواش كان بالنسبة للطاقم الإداري ومشجعي الفريق بمثابة رهان به بعض المخاطرة نظرا لأنه مدرب شاب ولم يكن له اسم بارز في عالم التدريب .. اليوم أثبت ماوريسيو أنه كان الرهان الأكثر ربحا، لكن كيف أثبت الأرجنتيني الشاب ذلك؟

الفكرة أن هناك نقاطا كثيرة يجب الوقوف عندها لأنها توضح باستفاضة أسباب نجاح ذلك المدرب الذي أحدث تغييرا  جذريا في مستوى وشكل وأهداف الفريق.  

أولا : التطور

مع بوتشا شكل الفريق و نضجه التكتيكي في تطور مستمر، شتان الفارق بين مستوي فريق توتنهام حاليا ومستواه مع تولي الأرجنتيني المهمة .. الآن نري نسخة بجوده عالية جدا للفريق سواء من ناحية الكرة الجميلة التي يشهد الكل عليها أو حتى على المستوي التكتيكي.

بوتشا طور من جودة مستوي لاعبين كثيرين في قائمه الفريق، لاعبين أمثال داني روز الظهير الأيسر و المدافع فالدير فيلد والنجم الصاعد بقوة ديلي ألي بالإضافة للاستخدام الجيد لإمكانات إيريكسن ولاميلا .. ناهيك عن قدرته على خلق مساحة تكتيكية مناسبة لأدوار هاري كين .. ماوريسيو نفسه تطور كمدرب “إنه الشخص الذي يريد التعلم كل يوم”.

ثانيا :التعامل بذكاء مع داني ليفي

أحد أصعب التحديات التي تواجه أي مدرب لفريق توتنهام هي شخصية رئيسه داني ليفي تلك النقطة التي كانت بمثابة صداع في رأس كل من سبقوا بوتشا من مدربين أمثال ريدناب ومارتن يول وخوان دي راموس و أخيرا فيلاش بواش، وذلك نظرا لما يتسم به ليفي من عناد وانفعال في اتخاذ قرارات تخص الفريق.

ثالثا : العين الثاقبة في بناء قائمة الفريق  

اختيارات بوتشا غالبا جيدة وتناسب تماما ما يحتاجه الفريق:  في الوسط كان موفقا جدا في التعاقد مع وينياما من ساوثهامبتون وتصعيده لديلي إلى “نجم المستقبل” و وإيريك داير و رايان ماسون و كثيرين آخرين بمثابة دلالة واضحة علي جودة فلسفة الأرجنتيني في اختيار اللاعبين.

رابعا : تغير العقلية والطموح و الأهداف  

توتنهام وللسنه الثانية علي التوالي يفرض نفسه منافسا قويا “رقميا” علي لقب البريميرليغ ومع اختلاف المنافسين ظل هو منافسا ثابتا  فكثيرين العام الماضي قالوا إن منافسة توتنهام على اللقب مع ليستر ما هي إلا صدفة واستفادة فقط من سقوط كبار إنجلترا مان يونايتد ومانشستر سيتي وتشيلسي.

لكن ها هو الآن للعام الثاني على التوالي ينافس تشيلسي على اللقب، وهو أقرب ملاحقيه رغم فوز الأخير بالدوري، ما حدث أن عقلية بوتشا التنافسية انعكست على اللاعبين وبالتالي غيرت كثيرا من أهداف و طموح مشجعي توتنهام ولنا في تصريحه الأخير دليلا علي هذا عندما قال “هدفنا ليس فقط اعتلاء أرسنال بل اعتلاء ١٩ فريقا آخر في جدول الترتيب”.

أخيرا .. الكرة الجميلة تبقى نقطة واحدة من نقاط نجاح بوتشيتينيو مع توتنهام فمثلا نسخة الفريق مع هاري ريدناب كانت تقدم كرة جميلة  ولو بأقل جودة عن النسخة الحالية مع مارتن يول عندما كان الفريق يلعب كرة منظمة لكن ماوريسيو أثبت أنه مكسب لأي نادي يملك مشروع طموح و متطور. 

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها