أممكن (1) !

انتشرت منذ أعوام قليلة ظاهرة غريبة في المجتمع المصري، ظاهرة أصحاب الكلاب ما بين هاوى لتربية الكلاب وآخر يتاجر فيهم، وثالث يثير بهم ذعر الآمنين.

الصنفان الأول والثاني لا حرج عليهما فيما يعشقون خصوصاً إذا كانت التربية لا تضر بحرية الآخرين، ويستثنى منهم من يقوم بتربية الكلاب فوق أسطح المنازل، وهو بالطبع شئ مرفوض، ويجب التدخل الفورى من الجهات المختصة لمنع مثل هذه التجمعات الكلابية.

وما يثير دهشتي حقاً النوع الثالث الذى يمشىي في شوارع المحروسة ممسكاً بكائن ضخم تخشى أن تطلق عليه كلباً فيغضب منك أو بغلاً فتظلم البغال، وعندما تشاهده لا تعرف على وجه الدقة من يمسك بمن؟!

هل هو إنسان يحاول كبح جماح كلب شرس أم كلب ضخم يجر خلفه إنسان لا حول له ولا قوة؟ ظاهرة غربية فعلاً وغير مفهوم هدفها.

شباب في مقتبل عمرهم تراهم غالباً يقفون في الشوارع يضحكون عند رؤية الذعر على وجوه السائرين وخصوصاً الفتيات والنساء وأحياناً كثيرة الرجال. نعم الرجال فلا أحد يرغب في أن يكمل حياته بعاهة مستديمة ولا أرى عيباً في ذلك. فنحن لسنا في غابة البقاء فيها للأقوى ولم نتلق يوماً دورات تعليمية تحت قيادة طرزان.

وغالباً ما تتملك هذه الكلاب شراستها نتيجة جوعها المستمر، فأنا أشك في قدرة أي شاب من هؤلاء الشباب على قدرته في توفير الغذاء المناسب والكافي لمثل هذه الكائنات، فهو غالباً لا يمتلك مصدر دخل أو عمل نافع بديلاً لمثل هذه التصرفات.

ولا أعلم حقاً من أقنع هؤلاء الشباب أن ما يرتكبونه من حماقات سوف يكون يوماً محل اهتمام فتاة أو تقديرها على العكس غالباً مثل هذه التصرفات تكون مثار سخط من الفتيات.

الكثير من شوارعنا أصبح غير آمن فما بين إشغالات وتحرشات وحيوانات ضالة برفقة شباب ضال أصبح السير في الشارع مأساة للكثيرين.

فهل يمكن أن يأتي يوم تستطيع فيه أي فتاة أو سيدة أن تمشى في أمان كما كان الوضع في السابق؟

هل من الممكن؟!!!

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها