لقاح كورونا سلاح الانتخابات الأمريكية

تُحسم المنافسة على البيت الأبيض بين جو بايدن (يمين) والرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترمب (يسار) في نوفمبر المقبل

ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مرة أخرى إلى أن اللقاح قد يكون متاحاً قبل الانتخابات الرئاسية في نوفمبر/تشرين الثاني، واتهم منافسيه الديمقراطيين بـ “الخطاب المتهور المضاد للقاح.

وأعرب  جون بايدن المرشح الرئاسي المنافس،  عن شكوكه في أن ترمب سيستمع إلى العلماء وينفذ عملية شفافة.

والولايات المتحدة لديها ستة ملايين حالة من فيروس كورونا، وهي تحتل الآن قائمة الإصابات في العالم.  

كما أودى الفيروس بحياة ما يقرب من 190 ألف شخص؛  وغذى ركودًا كبيرًا وبطالة من رقمين وتراجع ثقة المستهلك.

في الأسبوع الماضي ، ظهر أن المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) قد حثت الولايات على النظر في “التنازل عن المتطلبات” حتى تتمكن من توزيع اللقاح بحلول الأول من نوفمبر – قبل يومين من انتخابات 3 نوفمبر.

ولم يكمل أي لقاح التجارب السريرية حتى الآن، الأمر الذي دفع بعض العلماء إلى الخوف من السياسة بدلا من الصحة والسلامة.

الانتخابات الأمريكية

 

وقد شكك كل من بايدن وزميلته في الانتخابات كمالا هاريس في مصداقية الرئيس بشأن هذه القضية.

وقالت السيدة هاريس يوم الأحد الماضي؛ إنها لن تثق بكلمة ترمب بأن اللقاح آمن ، كما تساءل بايدن عما إذا كان الجمهور الأوسع سيثق به أيضًا.

وأضاف جو بايدن: “إذا كان بإمكاني الحصول على لقاح غدًا ، فسأفعل ذلك؛ إذا كلفتني الانتخابات ، سأفعل ذلك؛  نحن بحاجة إلى لقاح ونحتاجه الآن. علينا الاستماع إلى العلماء”. 

قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة ومنهم  الدكتور أنتوني فوتشي ، إنه من غير المحتمل أن يحظى اللقاح بالموافقة في أكتوبر.

وقال ستيفن هان من إدارة الغذاء والدواء إنه قد يكون من “المناسب” الموافقة على لقاح قبل اكتمال التجارب السريرية إذا كانت الفوائد تفوق المخاطر. لكن كلا من العلماء والبيت الأبيض والمديرين التنفيذيين لخمس شركات أدوية كبرى أوضحوا أنه لن تكون هناك تنازلات بشأن سلامة وفعالية اللقاح.

لم يكمل أي لقاح التجارب السريرية حتى الآن، الأمر الذي دفع بعض العلماء إلى الخوف من السياسة بدلا من الصحة والسلامة.

وفي مراحلها النهائية – تضم كل منها 30000 شخص سيحصلون على جرعات ، بفارق ثلاثة أسابيع ، ثم ستتم مراقبتهم بحثًا عن عدوى فيروس كورونا والآثار الجانبية في أي مكان من أسبوع إلى عامين ، وفقًا لتقارير أسوشيتد برس.

من ناحية أخرى ، قدمت تسع شركات لقاحات “التزامًا تاريخيًا” بالحفاظ على المعايير العلمية والأخلاقية في البحث عن لقاح لفيروس كورونا.

وقالت الشركات ، بما في ذلك Pfizer و Merck ، إنها لن تتقدم بطلب للحصول على الموافقة إلا بعد اجتياز لقاحاتها جميع مراحل الاختبار الثلاثة.

يأتي هذا “الالتزام” في وقت تُثار فيه مخاوف بشأن السلامة المحتملة للقاحات فيروس كورونا.

قال الرئيس دونالد ترمب إنه يريد لقاحًا جاهزًا قبل الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية ، لم يكمل أي لقاح بعد مرحلة التجربة السريرية ، مما دفع بعض العلماء للخوف من أن يصبح البحث عن لقاح حيلة سياسية قد تضر بثقة الجمهور.

تعهدت الشركات بجعل سلامة وصحة الذين يتم تطعيمهم أولوية قصوى.

ومن الموقعين الآخرين شركة جونسون آند جونسون ، وبيون تك ، وجلاكسو سميث كلاين ، وأسترازينيكا ، ومودرنا ، ونوفافيكس.

لم يكمل أي لقاح التجارب السريرية حتى الآن، الأمر الذي دفع بعض العلماء إلى الخوف من السياسة بدلا من الصحة والسلامة.

وقال البيان: “هذه الشركات التسعة طورت أكثر من 70 لقاحا ساعدت في القضاء على الأمراض المعقدة والقاتلة من العالم”. 

وبحسب منظمة الصحة العالمية ، لا يتوقع أن يفي أي لقاح بالإرشادات الخاصة بفعاليته وسلامته هذا العام لأنه يستغرق وقتًا لضمان سلامته.

وقالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية مارجريت هاريس إنه حتى الآن لم يقدم أي لقاح في المرحلة التالية من التجارب السريرية “مؤشرًا واضحًا” على أنه فعال بنسبة 50٪ على الأقل. وأضافت “من الناحية الواقعية، لا نرى تطعيمات واسعة الانتشار حتى منتصف العام المقبل”.

وقد أعرب توماس كيفن ، المدير العام للاتحاد الدولي لمصنعي المستحضرات الصيدلانية ، عن آراء مماثلة. تمثل هذه الهيئة من صناعة الأدوية الشركات التي وقعت على الاتفاقية.

وقال في حديث لبي بي سي: “أعتقد أنه من غير المرجح أن تتم الموافقة على أي لقاح قبل نهاية هذا العام أو أن يتم البدء في توزيعه على نطاق واسع. قد نفاجأ، ولكن من الواضح أن شركات الأدوية لا تريد السرعة بدلاً من الجودة.

ولكن رغم ذلك ، بدأت الصين وروسيا بتلقيح بعض موظفي الحكومة الرئيسيين بلقاحات محلية الصنع. ولا تزال منظمة الصحة العالمية تختبر كل هذه اللقاحات.

لقد سقط الرسم البياني لشعبية الرئيس ترامب في الحملة الانتخابية بسبب الخسائر التي يكبدها كوفيد-19.  للتعويض عن هذه الخسائر ولإرضاء الشعب الأمريكي ، فهو يريد أن يكون اللقاح متاحا في الأسواق قبل الانتخابات. كما أن خطته الأخيرة للشرق الأوسط، انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان وعوامل أخرى يمكن أن تلعب دوراً في نجاحه.

المدونة لا تعبر عن موقف أو رأي الجزيرة مباشر وإنما تعبر عن رأي كاتبها