إطلاق نار مباشر على المئات في شارع الرشيد.. الاحتلال يرفض عودة النازحين إلى شمال غزة (شاهد)

لحظات رعب وفرار على وقع صوت الأباتشي والرصاص الحي الذي دوّى في سماء مدينة غزة

أظهرت لقطات مصوّرة، غارات جوية بالطائرات الحربية وإطلاق نار مباشر من قبل قناصة جيش الاحتلال على مئات المواطنين في شمال غزة، لإجبارهم على العودة إلى الجنوب.

ورصدت اللقطات لحظات الرعب وفرار المواطنين على وقع صوت مروحيات “الأباتشي” والرصاص الحي الذي دوّى في الأرجاء، فيما سقط العديد منهم أرضًا أثناء الركض في شارع الرشيد بمدينة غزة شمالي القطاع المحاصَر.

وبحسب صحفيين غزّيين، فإن الغارات “وهمية” لإجبار المواطنين على الرجوع حيث وصل عشرات من النساء والأطفال لأول مرة إلى شمال القطاع بمبادرات فردية رغم استهداف جيش الاحتلال لهم أثناء محاولة الوصول.

5 شهداء تعلّقوا بالعودة

وما أن تسللت أخبار اجتياز بعض النازحين في جنوب قطاع غزة، لحاجز الاحتلال على الطريق الساحلي ووصولهم شمال القطاع اليوم الأحد، حتى هبّ آلاف النازحين من خيامهم يحزمون أمتعتهم للعودة إلى بيوتهم.

وتكدست الطريق الساحلي غرب القطاع، بشاحنات وحافلات ومركبات مختلفة الأحجام، و”كارات” تجرها دواب، تحمل عشرات الآلاف من المواطنين الشغوفين بالعودة لبيوتهم في الجزء الشمالي من القطاع.

واستُشهد 5 بينهم امرأة اليوم، في قصف للاحتلال استهدف النازحين الذين يحاولون العودة إلى شمال قطاع غزة، حسبما أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية.

منع عودة النازحين إلى شمال غزة

وجدد جيش الاحتلال، الأحد، إصراره على منع عودة النازحين إلى منازلهم في شمالي قطاع غزة، معتبرًا أنها “لا تزال منطقة حرب”، وذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن التقارير عن سماح الجيش بعودة السكان الفلسطينيين إلى شمال غزة “كاذبة”.

وأضافت أن “الجيش الإسرائيلي لن يسمح بعودة السكان لا عن طريق صلاح الدين ولا عن طريق شارع الرشيد (الساحل)، ولا تزال المنطقة الشمالية من قطاع غزة منطقة قتال ولن يكون من الممكن العودة إليها على الإطلاق”.

الخلاف الرئيس بين إسرائيل و(حماس)

ومنذ شهور عديدة، لم تسمح قوات الاحتلال بعودة النازحين، وتستخدمهم كورقة مساومة في “مفاوضات التهدئة” في قطاع غزة.

وبحسب قناة “كان” العبرية الرسمية، يتعلّق الخلاف الرئيس بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بعودة النازحين إلى شمال القطاع، ونقلت عن مسؤول أجنبي مشارك في المحادثات أن “النافذة لم تغلق بعد على المفاوضات. ومن الممكن التوصل إلى تسويات بشأن هذه القضية”.

ونزح زهاء مليون ونصف مواطن من محافظتي غزة وشمالها إلى جنوب القطاع تجنبًا لحمم صواريخ الاحتلال، ويحاول المئات من الفلسطينيين العودة إلى شمالي غزة عن طريق جسر وادي غزة على شارع الرشيد، ونجح قليلون في الوصول إلى شمالي القطاع.

وأكد شهود كانوا ضمن الذين حاولوا العودة للشمال، أن الجيش الإسرائيلي طلب منهم العودة إلى الجنوب وأطلق النار والقنابل الدخانية تجاههم، لمنعهم من استكمال الطريق والوصول إلى الشمال، ورغم ذلك لا تزال العائلات توجد على جسر وادي غزة وعلى شاطئ البحر في تلك المنطقة، في محاولة منها للعودة إلى المناطق التي نزحوا منها.

ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تشن إسرائيل حربًا مدمرة على غزة، خلّفت أكثر من 100 ألف شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ودمارًا هائلًا ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالات