بعد نصف عام من الحرب.. الموت أصبح أمنية مرضى الفشل الكلوي في غزة (فيديو)

تحولت صالة للأفراح في رفح إلى ملاذ لإيواء النازحين من مرضى الفشل الكلوي

بعد مرور نصف عام على الحرب، لا يزال المرضى المصابون بأمراض مزمنة في قطاع غزة عرضة لتأثيرات العمليات العسكرية التي تنفذها إسرائيل، حيث عرضت حياتهم للخطر بسبب قصف المستشفيات وإغلاقها وإخراجها من الخدمة، وخاصةً مرضى الفشل الكلوي الذين يحتاجون إلى رعاية مستمرة وخدمات علاجية لا تتوقف.

وفي رفح جنوبي القطاع، تحولت صالة “الأميرة” للأفراح ملاذا لإيواء النازحين من مرضى الفشل الكلوي، وقد التقت كاميرا الجزيرة مباشر عددا من المصابين المقيمين بالصالة لتوثيق حالاتهم المتدهور.

نجت بمعجزة

وقالت فاطمة شاهين، التي نزحت من مستشفى الشفاء بعدما احتجزت فيه مع مرضى آخرين أكثر من أسبوعين دون تقديم العلاج لهم “لنا 6 أشهر نعاني جدا من نقص الأدوية والمصاريف والغذاء، عانينا في الصالة من البرد أيام الشتاء، ونذهب إلى مستشفى النجار نطلب الأدوية لكنها لا تكون متوفرة دائما”.

ولفتت فاطمة إلى أنها كانت على وشك الموت قبل أيام قليلة، عندما انخفض معدل دمها إلى 6، ثم نجت بمعجزة عندما نُقلت إليها 4 وحدات من الدم، مشيرة إلى أنها تغسل كليتها 3 مرات في الأسبوع بدلا من 4 أو 5 مرات في اليوم الواحد.

وقالت والغصة بصوتها “بعاني من فقر الدم وما في حد يتبرع لي، واحد من أولادي البقية اللي فقط بجواري وتبرع لي بوحدة دم واحدة، بينفعش الولد كل يوم يسحبوا منه دم، ابني الآخر مسجون، والآخر في منطقة بعيدة”.

والحال نفسه بالنسبة لخديجة البكري المريضة التي قالت إن ابنها الوحيد تبرع لها بدمه لكنه لا يستطيع الاستمرار في ذلك كل يوم لخطورة الأمر على صحته.

وقالت “ما بنلاقي الإبر ولا وحدات الدم والأدوية في مستشفى أبو يوسف النجار، علاج الضغط شحدته شحدة”.

معاناة يومية

وعن رحلة ذهابها يوميا لغسيل كليتها في المستشفيات أو المبادرات الخيرية التي توفر العلاج لهم أوضحت خديجة البكري “بعاني من وصول الإسعاف إلي بسرعة، ولما أروح أغسل كليتي ما في حد يرجعني فبضطر أني أنتظر لساعات طويلة الإسعاف، أو أني أدفع من جيبتي مصروف الرجعة ومش دايما متوفر معاي مصاري عشان أرجع لحالي”.

وتتجسد معاناة مرضى الفشل الكلوي بصعوبة توفير وسائل المواصلات داخل القطاع لتلقي العلاج، وهو ما أكدته سعدة جابر المصابة أيضا بفشل كلوي قائلة “بدنا مواصلات بنحتاج دايما وغير متوفر لنا، نحتاج ملابس وأدوية وإبر وأيضا غير متوفر لنا”.

وقال أوسم حجاج، وهو مشرف ومساعد يقدم الخدمة والرعاية اللازمة لأصحاب الأمراض المزمنة داخل الصالة “لحقنا على البرد في الصالة وعانينا فيها، يوجد نقص في الأدوية والإبر، ويجلس المرضى بالساعات داخل المواصلات حتى وصولهم للمستشفى عشان يتعالجوا”، مشيرا إلى وفاة 3 من مرضى الفشل الكلوي جراء نقص الدواء اللازم لهم.

المصدر : الجزيرة مباشر