مراسل ألماني: مونديال قطر جمع العرب في خط واحد رافض لـ”التعالي الألماني والغربي”

المراسل قال إن قطر نجحت في تحويل مونديالها إلى "مونديال كل العرب"(الجزيرة)

تحدث كريستوف إيرهارت مراسل صحيفة “فرانكفورتر العامة” الألمانية في الشرق الأوسط، في مقال قبل أيام، عن مدى الخطأ الاستراتيجي الذي وقعت فيه بلاده بعدم استثمار مونديال 2022 لتعزيز علاقتها وثقتها مع دولة قطر وغيرها من الدول الخليجية.

وأكد المراسل الألماني أن الدوحة نجحت في تحقيق هدف مهم من أهدافها في تنظيم كأس العالم، وهو تحويل مونديالها إلى “مونديال كل العرب”.

وأوضح أن هذه النسخة “العربية” للمونديال جمعت العرب اليوم في خط واحد رافض لـ”التعالي الألماني خاصة والغربي عامة” في التعاطي بشكل انتقائي مع ملف حقوق الإنسان.

ووصف ما قامت به وزيرة الداخلية الألمانية، من تصريحات حول استحقاق قطر لتنظيم بطولة كأس العالم، بأنه “أضر بالعلاقة بين البلدين، ولم يسهم، لا من قريب أو من بعيد، في تحقيق الغرض المراد منه”، قائلًا “إن القيادة ستعيد توجيه بوصلتها السياسية بعد المونديال”.

في سياق متصل، أكدت دوناتا هوبفن رئيسة رابطة الدوري الألماني، في تصريحات، أن بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022 ستؤدي إلى تغيير أمور كثيرة، وستلفت الأنظار إلى موضوعات مهمة، معتبرة أن “المونديال في قطر له تأثير دائم على كرة القدم، نتيجة للعديد من الأحداث التي رافقت البطولة”.

وقالت هوبفن “إن الدوحة اتخذت قرارات هامة.. كأس العالم في قطر سيؤدي إلى تغيير أمور كثيرة، وسيلفت الأنظار إلى موضوعات مهمة، وقرار منع إحدى الإشارات كان صحيحا، لأن اللاعبين هنا للعب كرة القدم”.

وأضافت “أنها أكبر بطولة كروية في العالم، وفي نهاية المطاف علينا دائما أن نتذكر أن الأمر يتعلق بالرياضة، وينبغي أن تكون الرياضة محوره.. نحن هنا للعب كرة القدم.. وأنا سعيدة للغاية، لأننا الآن نركز على الشق الرياضي”.

يأتي ذلك في حين لا يزال المتابعون في الخارج والداخل من وجوه إعلامية ورياضية دولية، ينوهون بنجاح دولة قطر في تقديم نسخة استثنائية من كأس العالم لكرة القدم، مؤكدين أن البطولة تجري في ظروف وأجواء احتفالية منقطعة النظير.

استوديو افتراضي “وسط الصحراء”

وأطلقت قناة “ماتش تي في” الرياضية الروسية، استوديو افتراضيًّا فريدًا “وسط الصحراء” مخصصًا لنهائيات مونديال قطر، وذكرت القناة أنه تم إنشاء الاستوديو والتصميم الجرافيكي بواقعية للغاية، وفي نفس الوقت مع احترام تقاليد قطر البلد المضيف لكأس العالم.

وقال ألكسندر تاشين المنتج العام لبرنامج ماتش تي في “لقد حاولنا إعادة خلق أجواء قطر المضيافة. فقبل 4 سنوات استضفنا في روسيا أيضًا ضيوفًا من جميع أنحاء العالم، وشاهدنا بفضول وفخر، بينما يدرس أصدقاؤنا في الشرق الأوسط ثقافتنا وينشرونها لمشاهديهم. أنا متأكد من أن قطر ستفعل كل ما في وسعها لجعل كأس العالم ذكرى لا تنسى للضيوف”.

بدوره، قال آندي سبالدينغ أستاذ القانون في جامعة “ريتشموند” الأمريكية، إن الدوحة تصرفت بشكل مختلف تمامًا عن الدول المضيفة السابقة، منوّهًا بما تم إنجازه في قطر من تعديلات لقوانين العمل، وكذا علاقاتها مع هيئات دولية مهمة مثل منظمة العمل الدولية.

وقال سبالدينغ، في تقرير بعنوان “انتقادات غربية لقطر تثير تساؤلات عدة” نشره موقع “دويتشه فيله” الألماني “إذا أردنا جعل الرياضة أكثر امتثالًا لحقوق الإنسان، فعلينا أن نتعلم مما يحدث حتى نتمكن من تطوير مثل هذه الفعاليات”، معتبرًا أن التقدم الذي أحرزته قطر “قد تم تجاهله”.

المصدر : الجزيرة مباشر + وكالة الأنباء القطرية