تفاكر.. هندسة جسد المرأة وتسليعها في العصر الحالي (فيديو)

واصل الدكتور مصطفى المرابط، رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني، في حلقة جديدة من برنامجه (تفاكر) النقاش حول المرأة وحقوقها وطموحاتها.

واصل الدكتور مصطفى المرابط، رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني، في حلقة جديدة من برنامجه (تفاكر) النقاش حول المرأة وحقوقها وطموحاتها.

وتناول الدكتور مصطفى في هذه الحلقة المرأة، ولكن “كموضوع للاستهلاك بمختلف الوسائل”، وقال إن “جسد المرأة يقدم تارة كمادة للاستهلاك وتارة أخرى كوسيلة له، حيث تبلغ عملية التنميط ذروتها عندما يفرض نموذج للجسد الذي هو غاية لا تدُرك، ومطلب لا يُترك”.

وقال إن “الصور النمطية رسخت في خيال المرأة أن رأسمالها هو جسدها، وأنه يتوجب عليها السهر على حماية هذا الجسد والعناية به، وذلك بالحرص على إخضاعه لمقتضيات صناعة التأنيث الجديدة، لأن الرأسمال هذا محدد في الزمان والمكان”.

فالزمان وفقًا للمرابط “صلاحية الجسد التي تقع بين سن البلوغ وسن ما يسمى بسن اليأس، وأما المكان فيتمثل في شكل الجسد حيث المرأة مدعوة لإعادة تسطير جغرافية جسدها وتقسيمها لحسن تدبير عرضه وتسويقه، وذلك بإبراز أجزاء وإخفاء أخرى، لأنه ليس كل ما في الجسد مطلوبًا أو شرطًا للأنوثة”.

وأضاف “من هنا نفهم عمليات التمويه التي يمارسها هذا الجسد أمام العين من خلال الملابس والحركات والأصباغ، وأن الحالة النفسية للمرأة مرتبطة بتمديد زمن صلاحية هذا الجسد والتوسل بكل الأدوات التجميلية مادية كانت أو معنوية أو لغوية، وذلك للحفاظ على رشاقة جغرافية الجسد”.

وتابع أن “جسد المرأة وهو النموذج المحتفى به، قد وصل إلى الحدود القصوى التي يتحملها الكائن البشري فيسيولوجيًا، فعملية التنحيف التي يخضع لها هذا الجسد بالرياضة والحمية، إضافة إلى عمليات التجميل المكلفة قد أوصل بعض العارضات إلى حافة الموت”.

وأشار إلى أن “الجسد النموذج الذي يقدم من خلال وسائل الإعلام غير حقيقي، فبالإضافة إلى ما ذكر، تتدخل التقنيات الرقمية لإعادة صوغ الصورة بتعديلها ورسمها وفق معايير يعدها الخبراء غير قابلة للحياة، أي يستحيل لجسد بهذه المواصفات الوقوف أو الحركة، فهي صورة إذن مصطنعة”.

وأضاف أن “بين ريشة أدوات التجميل وريشة البرنامج الرقمي وريشة جراحي التجميل، يتشكل هذا الجسد النموذج الذي ليس له صلة بالواقع، فيمارس على المرأة سلطة قاهرة لا حيلة لها في ردها أو دفعها. إنه شكل من أشكال الاسترقاق الذي سميناه بـ”الاسترقاق الناعم مقابل الاسترقاق الكفيف أو الصلب”.

المصدر : الجزيرة مباشر