الأنفُس و”الكتلة الحرجة”.. العتبة التي تنقلب منها النعمة إلى نقمة (فيديو)

يقول الدكتور مصطفى المرابط رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني “لكي يتمكن الفساد من النفس ويستقر فيها يحتاج إلى ما يكفي من الوقت ليصبح جزءًا من تركيبة النفس لكي يجعلها تتطبع معه”.

استكمل الدكتور مصطفى المرابط رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني، في حلقة جديدة من برنامجه “تفاكر” الحديث عن كيفية بناء السنن الإلهية من خلال قول الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ}، (سورة الرعد: 11).

وقوله عز وجل {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}، (سورة الأنفال: 53).

وأوضح المرابط في برنامجه -الذي يسلط فيه الضوء على مجموعة من القضايا الثقافية التي ترتبط بالعالم العربي والإسلامي وبالسياق العالمي- أن اتجاه سنة التغيير تذهب من الأنفس إلى القوم لتنعكس على المجتمع كله.

وأضاف أن التغيير الذي يطاول الأنفس لا يضرب القوم إلا إذا أصاب نسبة معينة من الأنفس وهو ما يطلق عليه الكتلة الحرجة، والمقصود بالكتلة الحرجة هنا “مجموع الأنفس -كمًا وكيفًا- القادرة على إحداث الفعل واستدامته”، وتابع الكتلة الحرجة “هي العتبة التي تنقلب منها النعمة إلى نقمة”.

ولا يحدث السقوط الذي يظهر في القوم نتيجة استشراء الفساد في الأنفس إلا إذا اجتمع نوعان من الفساد في الأنفس، فساد أفقي بالمعنى العددي، وفساد عمودي يتجلي في تعدية الفساد إلى العلاقات بين الأنفس، حتى يصبح ثقافة، وفق المرابط.

وتابع “يلزم اجتماع هذين النوعين من الفساد العمودي والأفقي في الأنفس لينتقل الفساد من الأنفس إلى القوم، وهنا يكون عامل الزمن وازنا وأساسيا في السنن الاجتماعية للتاريخ، زمن الأنفس وزمن القوم”.

وختم بالقول “لكي يتمكن الفساد من النفس ويستقر فيها يحتاج إلى ما يكفي من الوقت ليصبح جزءًا من تركيبة النفس لكي يجعلها تتطبع معه، وإن ظهور الفساد على القوم يتطلب بلا شك وقتًا زمنيًا وهو وقت بطيء أقرب إلى الزمن المتوسط”.

المصدر : الجزيرة مباشر