تفاكر.. كيف أحدثت الحضارة الأوربية صدمة لدى النخب العربية؟ (فيديو)

تناول الدكتور مصطفى المرابط -رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني- في حلقة جديدة من برنامجه (تفاكر) تاريخ المجتمعات العربية الإسلامية.

وقال الدكتور مصطفى المرابط، إنه من الصعب أن نفهم حقيقة السياق الحالي للمجتمعات دون فهم الجذور التاريخية والفكرية والثقافية والسياسية والاقتصادية لمجتمعاتنا.

وشرح أن صور الواقع الحالي في المجتمعات العربية الإسلامية تظهر بعض الملامح التي تجد تفسيرها في التطورات والتحولات التي شهدتها المجتمعات العربية الإسلامية خلال تاريخها الحديث والمعاصر.

وأكد أن الإسلام كغيره من المذاهب الدينية والفكرية، تعرض لكثير من الصدمات أفقدته توازنه، لكن تظل الصدمات الناتجة عن مرحلة الاتصال بأوربا، ثم مرحلة الاستعمار انتهاء بمرحة الاستقلال السياسي هي أخطرها على الإطلاق.

وأرجع السبب في ذلك إلى أنها تأتي في سياق أصبح فيه الخارج وسماه -الآخر- طرفًا جديدًا في المعادلة الحضارية، فكانت محاولات النهوض كلها التي تحاول النخب القيام بها محكومة بهذه المعادلة.

كتلة “غير مستقرة”

وشبّه العالم العربي الإسلامي “بكتلة تترنح مثل كرة لا تستقر ما جعله في غيبوبة تامة، لم يستفق من حالة الصدمة وما زادها سوءًا هو عدم إحساس النخب بحالة عدم الاستقرار هذه، بل اعتقادها بأنها في حالة صحوة”.

وشرح المرابط بعض هذه الصدمات التي عدّها مفصلية، وقال إن الصدمة الأولى والتي أعدّها فكرية بامتياز، جاءت عند الاتصال مع أوربا المتقدمة فكريًا وعلميًا ما ولّد إحساسًا لدى النخب بالتأخر في هذا المجال.

وقال إن أوربا بكل الحضارة المادية الجذابة أحدثت انبهارًا لدى النخب، ما أحدث خلطًا لديهم في العديد من الأمور، فاختلط المنطق بالعاطفة والنتائج بالأسباب والأسطورة بالتاريخ، وأدى ذلك كله إلى النظر إلى واقع أوربا الناهض منفصلًا عن التاريخ ما جعل من نهضة أوربا “أسطورة تتعالى عن الزمان والمكان” في نظرهم.

المصدر : الجزيرة مباشر