سلسلة أمثالنا.. “عند الصباح يحمد القوم السرى” مع شاب راوي (فيديو)

نشر اليوتيوبر المصري محمد شبراوي حلقة جديدة من سلسة “أمثالنا” عبر قناته على يوتيوب، بعنوان (عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَى).

وقال شبراوي: السُّرى يذكر ويؤنث وهو سير عامة الليل، مصدرٌ للفعل سرى، وابن السُّرى المسافر ليلًا، ولا يقال لمشي غير الليل سُرى، ومنه قوله تعالى {فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِّنَ اللَّيْلِ}، وعند ظرفُ مكان، وقد يأتي للزّمان وهو الحال في هذا المثل؛ عند الصباح يحمد القوم السُّرى.

وأضاف: اختلفوا في أول من قال هذا المثل، فقال أبو عبيد القاسم بن سلام أول من قاله الأغلب العجلي، وقيل أول من قاله رافع الطائي، وقال المفضل الضبي أول من قاله خالد بن الوليد لما أمره الصديق -رضي الله عنهما- أن يسير من اليمامة إلى العراق، وذكر البكري قصة هذا المثل، والرجز الذي قاله سيف الله المسلول، وفي ختامه (عند الصباح يحمد القومُ السُّرى/ وتنجلي عنهم غيابات الكرى)، وعند الزمخشري في المستقصى (وتنجلي عنه عَمايات الكرى).

وعن مضرب المثل، قال شبراوي: ذكره أبو عبيد مرتين، في المرة الأولى قال يُضرب للصبر على مكابدة المصاعب والأهوال لما في عواقبها من المحامد، والمرة الثانية ذكره في طلب الحاجة وترك التفريط فيها، ومعناه أنهم يدأبون في ليلهم بالسهر والإسآد، فإذا أصبحوا حمدوا ذلك حينئذ.

وتابع: قد يُضرب المثل لأمور الدنيا والآخرة، وعند أبو نعيم في الحلية (عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ السُّرَى، وَعِنْدَ الْمَمَاتِ يَحْمَدُ الْقَوْمُ التُّقَى)، وكان الحسن البصري يتمثل بهذه الكلمات في مواعظه، وفي (المجالسة وجواهر العلم): كان أحدهم إذا بلغ أربعين سنة طوى فراشه، وكان بعضهم يُحيي فإذا نظر إلى الفجر قال (عِنْدَ الصَّبَاحِ يَحْمَدُ القومُ السُّرَى).

وتناقش سلسلة (أمثالنا) الصلة بين الأمثال الشعبية في العالم العربي وعلاقتها بأصولها في الفصحى، بجانب التأثيرات الاجتماعية والثقافية في توليد الأمثال، وتعبيرها عن آمال الشعوب وآلامها.

المصدر : الجزيرة مباشر