تفاكر.. كيف تتلاعب حضارة الترفيه بعقل الإنسان المعاصر؟

تناول الدكتور مصطفى المرابط في حلقة جديدة من برنامجه “تفاكر” حضارة الترفيه وتأثيرها في حياة الإنسان وقدرتها على النفاذ إلى عقله باستخدام وقت الفراغ وتسخيره لخدمة مجتمع الاستهلاك.

تناول الدكتور مصطفى المرابط في حلقة جديدة من برنامجه “تفاكر” حضارة الترفيه وتأثيرها في حياة الإنسان وقدرتها على النفاذ إلى عقله باستخدام وقت الفراغ وتسخيره لخدمة مجتمع الاستهلاك.

وأوضح الدكتور المرابط في برنامجه أن حضارة الترفيه طورت العديد من الصناعات الجديدة المختصة بمجال التسلية والألعاب.

وسلط الدكتور المرابط الضوء على مجموعة من القضايا الثقافية التي ترتبط بالعالم العربي والإسلامي وكذلك بالسياق العالمي.

ولفت رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني إلى أن حضارة الترفيه حولّت وقت الفراغ إلى سلعة قابلة للاستهلاك.

وتساءل خلال حديثه “ألم يصبح الوقت هو المال؟ وفقا للمقولة، لذا لا نستغرب أن الرأسمالية حررت الإنسان من العبودية للعمل ليصبح عبدا للاستهلاك، لأن هدف الاقتصاد هو الاستهلاك من خلال توسيع وقت الترفيه”.

وأشار الدكتور المرابط إلى أن حضارة الترفيه ساهمت في تقليص وقت الالتزام وتحمل المسؤولية لصالح وقت التسلية واللعب لصناعة “الإنسان اللعوب”.

وأضاف “لو تأملنا جيدا لوجدنا أن اللعب أصبح جزءا من مجتمع الاستهلاك، ولم يعد قاصرا على الأطفال، كما ابتدع مجتمع الاستهلاك رفاهيات جديدة صارت جزءا من حياتنا”.

وأفاد بأن الإنسان يعتقد أن وقت الفراغ ملكا له يصنع به ما يشاء ويخطط له كما يخطط لوقت العمل والجدّ، وبذلك استحوذ الترفيه على وقت الفراغ ليزيد إخضاع الإنسان لمجتمع الاستهلاك.

وأكد المرابط أن هدف المحتوى المرئي عموما الذي يتعرض له الإنسان هو جعل دماغه متاحا لاستقبال الدعاية والإشهارات لمختلف السلع والمنتجات وبهذا تحولّت البرامج إلى وسيلة لترويج السلع وليس العكس.

وأردف “كيف نُقبل على الإعلانات رغم علمنا بغبائها؟ وكيف تؤثر فينا وترسم ملامح حياتنا؟”، مؤكدا أن مهنيي التسوق يستخدمون مهارات فائقة لزيادة إقبالنا على حملات الدعاية.

وختم المرابط حديثه مؤكدا خطورة الدعاية وقدرتها على التلاعب بالإنسان والتأثير في وعيه، إذ يتم بث رسائل تنفذ إلى اللاواعي بحيث يلتقطها العقل الباطن وهو ما نلاحظه بوضوح في عمليات التسويق السياسي.

المصدر : الجزيرة مباشر