تفاكر.. ما هو النوروماركتينغ؟ وكيف استُخدم للتأثير في المستهلك؟ (فيديو)

في حلقة جديدة من برنامج تفاكر يطرح الدكتور مصطفى المرابط تساؤلًا بشأن الوسائل التي طورها مجتمع الاستهلاك وأبدع فيها كثيرا للتأثير في الإنسان، مما يجعلنا نتساءل عن مصير حرية هذا الإنسان واستقلاله.

في حلقة جديدة من برنامج تفاكر يطرح الدكتور مصطفى المرابط تساؤلا بشأن الوسائل التي طورها مجتمع الاستهلاك وأبدع فيها كثيرا للتأثير على الإنسان، مما يجعلنا نتساءل عن مصير الحرية واستقلال هذا الإنسان ومدى تحكمه في ذاته واختياراته.

ربما تبدو وسائل التأثير التقليدية من دعاية وإشهار بدائية أمام ما يعرض اليوم من وسائل جديدة وتقنيات متطورة. ورغم أن تقنيات التأثير التقليدية كانت تقوم على الدراسة والتجربة أيضا وتنفق عليها أموال طائلة، فإن نتائجها كانت محدودة نسبيا فكانت تراهن بشكل أخص على الزمان واكتساب الخبرة.

أما مع التقنيات الحديثة فإن نتائج التأثير أصبحت شبه مضمونة لارتكازها على دراسات تنفذ إلى المراكز المسؤولة عن تصرفات الإنسان واختياراته.

إن الوقوف على محدودية تقنيات التأثير التقليدية والتي لا تتجاوز التأثير على 10% من المستهلكين حسب بعض الدراسات دفع أرباب مجتمع الاستهلاك إلى إعادة النظر في استراتيجيات التواصل ووسائل التأثير أواسط عام 2000 عندما تبلورت تقنيات وأدوات جديدة بفضل تزاوج مثير ومريب بين علوم الأعصاب (neurosciences)  وتقنيات التسويق (marketing) ليعطي ما أصبح يسمى “النوروماركتينغ”.

“النوروماركتينغ” وتطوير الاقتصاد

يتمثل الغرض من هذه التقنية الجديدة (النوروماركتينغ) في توظيف معرفة بيولوجيا الدماغ لفهم كيفية اتخاذ الفرد قرارات الاستهلاك وطرق اختياراته في الشراء.

ومن يوم اكتشافها عرفت هذه التقنية انتشارا واسعا وحصدت نتائج مذهلة في التأثير على الناس لدفعهم للشراء، مما يضمن الرفع من وتيرة الاستهلاك.

إذ أتاحت تقنية النوروماركتينغ نسبيا معرفة خارطة الدماغ بالوقوف على كل منطقة منه وما يرتبط بها من وظائف وسلوكيات ومشاعر من جهة، كما كشفت من جهة أخرى عن إمكانية التأثير المباشر في سلوكياتنا ومشاعرنا واختياراتنا بتحفيز هذه المناطق.

ولا شك أن هذه الاكتشافات كانت فتحا غير مسبوق فيما يتعلق بعلوم الدماغ لكنه أصبح سلاحا فتاكا حين سقط بأيدي تكنولوجيا التسويق، مما ينذر-بحسب عدد من الباحثين والمراقبين- بعواقب وخيمة على النوع الإنساني والاجتماعي، وهو ما يبعث على الخوف والتشاؤم.

وبالتالي يحق لنا أن نتساءل عن آفاق هذه التقنية الجديدة وكيف يبدو معها مستقبل الإنسان والمجتمع خاصة فيما راكمه من تحقيق الحريات والحقوق.

وقد تبين من خلال الدراسات والأبحاث أن أغلبية قرارات الإنسان واختياراته عاطفية وأن 80% من المعلومات التي يعالجها الدماغ تتم بشكل غير واع، وأن المشاعر والعواطف تؤثر في طريقة معالجة الدماغ للمعلومات خاصة فيما يتعلق بالأفكار والذكريات والاختيارات.

وبالتالي يكفي مثلا ربط سلعة ما أو ماركة معينة أو خدمة بمشاعر وعواطف للترسخ في اللاشعور وتقود الإنسان فيما بعد لاقتنائها.

ومن هنا نقول بأن النوروماركتينغ يقوم بالأساس على عنصرين مهمين هما:

  1. قوة اللاشعور: إذ تبين أن الشراء عملية لاعقلانية في أغلب الأحيان.
  2. العاطفة: فإذا كان الشراء لاعقلانيا فقرارات الشراء والحسم فيه موجهة عاطفيا دائما، مما يعني استثمار وتوظيف دور اللاوعي والمشاعر والعواطف في الدماغ للتأثير على سلوكياتنا واختياراتنا.
المصدر : الجزيرة مباشر