سلسلة أمثالنا.. “إن البلاء موكل بالمنطق” مع شاب راوي (فيديو)
وفي مضرب من مضارب هذا المثل، قال شبراوي: اجتمع الكسائيّ واليزيديّ عند هارون الرشيد، والكسائيّ رأس نحاة الكوفة، واليزيديّ نظيره في البصرة، فحضرت الصّلاة فقدّموا الكسائيّ يصلي، فارتج عليه في قراءة {قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ}، فقال اليزيديّ: إمام الكوفة يرتج عليه في {قُلْ يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ}!
وتابع: ولما حضرت صلاة العشاء قدّموا اليزيديّ، فارتج عليه في الفاتحة، فلما سلّم قال كأنه يعتذر (احفظ لسانك لا تقول فتبتلى/ إن البلاء موكّل بالمنطق).
وأضاف: أول من قال هذا المثل أبو بكر الصديق -رضي الله عنه-، وقال المناوي في (فيض القدير) إن الصديق كان يتمثّلُ بقول القائل (احْذَرْ لِسَانَكَ أنْ يَقُولَ فَتُبْتَلَى/ إنَّ البَلَاء مُوَكَّلٌ بِالمَنْطقِ).
واستطرد: روى ابن عبد البر في (الاستذكار)، والخطيب البغدادي في (التاريخ)، والقضاعي في (مسند الشهاب)، والبيهقي في (شُعب الإيمان) وأبو الشيخ في (الأمثال النبوية) أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال “البلاءُ موكلٌ بالقول”.
وتناقش سلسلة (أمثالنا) الصلة بين الأمثال الشعبية في العالم العربي وعلاقتها بأصولها في الفصحى، بجانب التأثيرات الاجتماعية والثقافية في توليد الأمثال، وتعبيرها عن آمال الشعوب وآلامها.