تفاكر.. “الإرهاب بالأرقام”.. من يقوم بالعمليات الإرهابية؟ وما دوافعها الحقيقية؟ (فيديو)

يواصل الدكتور مصطفى المرابط -رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني- النظر في ربط الإسلام بالعنف لتفسير ما يسمى بالعمليات الإرهابية وتناول الإعلام لها.

يواصل الدكتور مصطفى المرابط -رئيس مركز مغارب لدراسات الاجتماع الإنساني- النظر في ربط الإسلام بالعنف لتفسير ما يسمى بالعمليات الإرهابية وتناول الإعلام لها.

وفي هذه الحلقة من (تفاكر) ينظر الدكتور المرابط  في 3 تقارير هي: تقرير معهد الاقتصاد والسلام، وتقرير جامعة ألاباما، وتقرير بيانات الإرهاب العالمي.

وخلاصة هذه التقارير تقول إن 70% من الهجمات التي تُصنَّف راديكالية إرهابية قام بها من يوصفون بالذئاب المنفردة، وإن العمليات الإرهابية التي تُنسَب إلى الإسلاميين لا تتجاوز 19%، في حين أن بقيتها كانت لدوافع غير إسلامية، إذ إن مجموع العمليات الإرهابية الخاصة بأوربا وأمريكا لا تتجاوز 0.5%، في حين أن 90% من العمليات المصنفة إرهابية تقع في 5 دول إسلامية ويذهب ضحيتها 78% من ضحايا الإرهاب.

وهذه الدول يمكن حصرها في أفغانستان والعراق ونيجيريا وباكستان وسوريا، أما في فرنسا مثلًا -حسب قاعدة بيانات الإرهاب العالمي- فمنذ سنة 2000 حدثت نحو 297 عملية مصنفة إرهابية نُسِب منها 1% فقط للإسلاميين، بينما بلغت نسبة الانفصاليين في كورسيكا من هذه العمليات 72%، وانفصاليي الباسك 4%.

كما تناول فريق من الباحثين بجامعة ألاباما 136 هجومًا صُنّف إرهابيًّا نفذت جميعها في الولايات المتحدة بين عامَي 2006 و2015، وتبيّن أن المسلمين ارتكبوا في المتوسط ما نسبته 12.5% (17 عملية) فقط.

وبحسب تقرير جامعة ألاباما، فإن الأعمال المصنفة إرهابية التي قام بها غير المسلمين في هذه الفترة -والتي تشكّل ضعف عدد الهجمات التي قام بها من يصنَّفون بـ”المتشددين الإسلاميين”- أخذت 15 عنوانًا في الإعلام بينما احتلت هجمات “المتشددين الإسلامين” 105 عناوين.

ومن خلال هذه الإحصاءات خلص الدكتور مصطفى المرابط إلى أن قوة الآلة الإعلامية والسياسية تكمن في تضخيم الأحداث أو تقزيمها، فهي تشبه مرآه محدبة أو مقعرة.

ومن هنا يتضح كيف يتم تهويل العمليات التي لها علاقة بالعرب والمسلمين بينما يتم تهوين غيرها من العمليات رغم كثرتها وخطورتها.

ما الأسباب الكامنة وراء الأعمال المصنفة إرهابية؟

بحسب تقريرمعهد الاقتصاد والسلام، فإن الأسباب الكامنة وراء الراديكالية و”الأعمال الإرهابية” في دول أوربا والولايات المتحدة في العوامل الاجتماعية والاقتصادية مثل البطالة والإجرام والمخدرات.

وعلى الجانب الآخر، فإن الأسباب وراء “العمليات الإرهابية” في الدول الإسلامية ترجع بالأساس إلى الصراعات الداخلية على السلطة أو الفساد أو العنف.

إذن يتبيّن من خلال الأرقام والمعلومات أن الإعلام وحده ليس مصدرًا كافيًا للفهم والتحليل وللوقوف على أسباب “الإرهاب والعنف والراديكالية”، كما يستنتج الدكتور مصطفى المرابط.

المصدر : الجزيرة مباشر