مونديال قطر.. أحرار العالم يتغنون “أنا دمي فلسطيني”

الفريقان السعودي والأرجنتيني على أستاد لوسيل

سيظل الإعلام الإسرائيلي يصرخ ويظل هؤلاء الذين سرقوا الأرض والأمان والمقدرات الفلسطينية يصرخون من الرفض العربي لهم في كل مكان، ويتألمون من المقاومة الفلسطينية الشجاعة التي لا تتوقف ولا تهدأ في كل مكان فلسطيني من الضفة إلى نابلس ومن القدس إلى غزة، حيث يغزل شباب فلسطين أساطير بطولية كل يوم حتى نستعيد أرضنا العربية التي اغتصبها الصهاينة في مؤامرة عالمية أعطى فيها من لا يملك لمن لا يستحق أرضا وبيوتنا لكنه لم يعطهم أمانا، وسيظل كل شعوب العالم الأحرار يطاردون المغتصب حتى تعود الحقوق.

شهدت الأراضي القطرية حيث تقام مباريات النسخة الثانية والعشرين من البطولة الكبرى في كرة القدم وفي كل مكان الشباب العربي من كل الأرض العربية يرفع علم فلسطين، في مدرجات الملاعب، محلات السلع، المطاعم ويكتبون في مداخل المحلات: “هذا المكان ضد الصهاينة ولا يرحب بهم” ومحلات أخري كتبت: “هذا المكان داعم للقضية الفلسطينية”.

كأس العالم في طبعته العربية

عكس التنظيم القطري العربي ملامح ستظل في ذاكرة تاريخ الكرة العالمية وتاريخها، لقد كان الظهور الكبير للعادات والتقاليد العربية في حفل الافتتاح والحضور القوى للثقافة العربية أحد أهم هذه الملامح، ولم يقتصر الحال على الافتتاح بل امتد إلى كل الشوارع والأماكن في المدن الخمس التي تقام على ملاعبها منافسات البطولة.

المظهر الثاني في بطولة قطر العربية هو هذا التوحد العربي في تشجيع الفرق العربية الأربع التي تشارك في المونديال: قطر والسعودية وتونس والمغرب، هذه الفرحة الكبرى بنتائج السعودية وتونس والمغرب في المباراة الأولى لكل منهم التي شاعت في كل شوارع البلاد العربية، ثم هذا الحزن على هزيمة الفريق السعودي الذي شاهدته في عيون الجمهور العربي في أحد مقاهي إسطنبول، وفي كل الساحات العربية التي تأثرت بنتائج الفرق الثلاث في الجولة الثانية من مباريات المجموعات تؤكد على وحدة الشعوب العربية رغم أي عوائق قد تظهر في أي وقت، ولكن تظل الروابط أكبر من أي خلافات عارضة.

حضور القضية الفلسطينية

لا تزال الشعوب العربية تضع القضية الفلسطينية في القلب منها فهي قضيتنا الكبرى وهمنا الكبير، ولن تهدأ الشعوب العربية حتى عودة فلسطين إلى أصحابها.

لا تزال وصية شاعرنا العربي الكبير أمل دنقل في صرخته المدوية في وجه أنور السادات وهو يخطو نحو الصلح مع الكيان الصهيوني برحلته المشؤومة إلى الكنيست الإسرائيلي هي شعار كل عربي حر، مهما تداعي حاكم هنا أو حالم هناك، قصيدة أمل دنقل التي ترفض الصلح مع المغتصب:

لا تصالح.. ولو توَّجوك بتاج الإمارة

كيف تخطو على جثة ابن أبيكَ..؟

وكيف تصير المليكَ..

على أوجهِ البهجة المستعارة؟

كيف تنظر في يد من صافحوك..

فلا تبصر الدم.. في كل كف؟

إن سهمًا أتاني من الخلف..

سوف يجيئك من ألف خلف

فالدم الآن صار وسامًا وشارة

لا تصالح

ها هو شباب حركة قطر ضد التطبيع مع الكيان الصهيوني والداعم للقضية العربية الأم يناشد كل اصحاب المحلات والمطاعم والمشاريع أثناء البطولة العالمية أن يطبعوا الملصقات ضد الوجود الصهيوني في قطر لإظهار عدم ترحيبهم بالصهاينة، وقال شباب الحركة المقاومة للتطبيع مع الكيان الصهيوني: “ندرك أنكم لن ترضوا بأن يحظى أولئك المغتصبون لأرضكم بالحصول على الخدمات التي تقدمها مشاريعكم في حين يمارسون العنف بحق إخوانكم في فلسطين ويمعنون في تدنيس مقدساتكم، هذه فرصتكم لدعم القضية الفلسطينية عمليا فلا تفوتوها”.

الجماهير التونسية العربية في مباراة الفريق التونسي مع أستراليا رفعت الأعلام الفلسطينية وغطى علم فلسطيني كبير جزء من المدرجات حيث رفعته الجماهير والتي رغم أهمية المباراة لم تنس فلسطين ورغم هزيمة الفريق التونسي بهدف دون رد إلا أن وجود الأعلام والكوفية الفلسطينية يخفف من حزننا على الخسارة.

لا ننسى أن الجماهير التونسية شاركت الجماهير البرازيلية أغنية: “أنا دمي فلسطيني” في مدرجات مباراة الفريق البرازيلي الأولي، ولا ننسى بعيدا عن محبة الشعوب العربية لفريق السامبا إلا أن محبة البرازيل وشعبها ومناصرتهم للقضية الفلسطينية واضح والرئيس البرازيلي لولا داسيلفا كان يرتدي الكوفية الفلسطينية في جولاته الانتخابية، لذا لا عجب غناء الجمهور البرازيلي مع الجمهور التونسي في قطر:

على عهدي على دينى على أرضى تلاقيني

أنا لأهلي أنا أفديهم

أنا دمى فلسطيني

أنا دمى فلسطيني.

مقاطعة الإعلام الصهيوني في كل الأرجاء القطرية

مهما حاول الصهاينة أن يحصلوا على اعتراف شعبي عربي بهم لن يفلحوا، ومهما أوهمهم حكامهم من نتن ياهو إلى بيريز ومن شامير إلى بينيت أن يقولوا لهم إن الشعوب العربية ترحب بهم، فإن الرد العربي يصعقهم في كل مكان من الأطفال إلى الكبار.

موقف شعوبنا العربية من المغتصبين لا يتماشى مع ادعاءات الحكام ولا التطبيع الحكومي منذ أطلق المواطن المصري سعد حلاوة صرخته في وجه المطبع الأول عربيا أنور السادات صبيحة ذهابه للكيان في 19 نوفمبر 1977 بإحدى قرى القليوبية، حتى البطلة اللبنانية في تنس الطاولة بيسان شيري التي انسحبت بالأمس من البطولة الدولية لكرة الطاولة رفضا لمواجهة لاعبة الكيان الصهيوني.

التف الشباب العربي في قطر حول أحد مراسلي القنوات الصهيونية التي جاءت لتغطية مباريات كأس العالم في وقفة احتجاجية ليهتفوا شبابا وفتيات ” ياللا ياللا ياللا .. إسرائيل بره”، وعندما حاول أحدهم التسجيل مع شاب عربي قائلا له إنه مراسل إسرائيلي أجابه العربي الحر ” مفيش إسرائيل فيه فلسطين.. إسرائيل مش موجودة “.

شاب قطري عربي رفض التسجيل أيضا قائلا لأحد المغتصبين: “غير مرغوب التسجيل معك” لينتشر الرفض بين كل الموجودين على الأراضي القطرية ليصرخ مذيع قناة صهيونية في الأرض المحتلة ” كلام نتنياهو إن الشعوب العربية جاهزة للتطبيع كله كذب في كذب.. لا أحد يريد مجرد الحديث معنا”.

امتد الوجود الفلسطيني إلى تعاطف من جمهور من كل أرجاء العالم، لتظل فلسطين في قلوب كل الأحرار حتى تحريرها كاملة وتعود إلى أهلها وحضن أمتها التي لم تغب عنه يوما..
ألم أقل أن في قطر وتنظيمها للبطولة العالمية بشارات عربية وفلسطينية مبهرة.

المصدر : الجزيرة مباشر