القصة الكاملة لـ “رامي مخلوف” من عيون “أسماء الأسد” إلى شماتة “نجيب ساويرس”!

 

السوريون بجميع أطيافهم في مواقع التّواصل والقنوات المرئية والأخبار المسموعة لم يكن لديهم في الأيام القليلة الماضية سوى سيرة رامي مخلوف ابن خال بشّار الأسد والتسجيل المرئي الذي بثه على صفحته في الفيس بوك متوجها فيه باستعطاف لسيده ومولاه بشار الأسد..

قبل هذا الفيديو الذي تلاه فيديو آخر في اليوم الثّاني أشد لهجة ويحمل في طياته تهديداً خفياً بإثارة الطّائفة العلوية الفقيرة التي ساندت حكم بشار ودعمته من دون أن تكسب شيئاً.

اللافت للنظر هو المكان الذي بث منه مخلوف التّسجيلين المرئيين جالساً على الأرض في مكان ضيّق، الجدار على يساره من الحجر السّوري البارز وخلفه كومة حطب!

إن سلمنا أن هذا ديكور فالمقصود منه رسالة واضحة موجهة للأسد وهي حرق البلد كما فعل الموالون لبشار من أجل عينيه سيفعل جماعة رامي التي تسند ظهره.  

بين رامي والكنة السّنية

ليس الخلاف وليد اللحظة بل هو قديم وعميق لكنّه لم يظهر إلى السّطح إلا بعد موت أنيسة والدة بشار حاكمة الظّل وقتها أصبحت أسماء الأخرس السّيدة الأولى فعلياً وصارت تظهر في نشاطات تلفت الأنظار إليها وبدأت تفكر باستبدال طاقم الحرامية من بيت مخلوف الذين يدعمون بشار في قتله للسوريين إلى أقاربها هي “أخرس ودباغ”.

التّوجه الطّائفي البحت في حديث رامي كان يرمي بحجارته أسماء الأسد بشكل مباشر والتي حاربت رامي منذ البداية بإنشاء مشاريع منافسة “في الاتصالات” شركة إيما تيل” وفي المشاريع الخيرية التي تهدف إلى التّهرب من الضرائب وذر الرّماد في العيون بادّعاء مساعدة الفقراء وأبناء الشّهداء. الصّراع بينهما على أشده من أجل السيطرة على اقتصاد البلد. والتّهمة التي وجهها بشار لابن خالته الذي رفض دفع المبلغ الذي طلبه منه بحجة أنه لا يوجد لديه. وأنّه لا يملك شيئاً وأنّه مؤتمن على الأموال التي لديه. التّهرب من دفع الضرائب!  

وفي السياق نفسه كتبت شقيقة رامي على صفحتها تدعو له بطول العمر والحماية “بحق الشّهر الفضيل” ونشرت صورة لأسماء كُتب عليها “له يا محورقة!” بمعنى أنّها بمكيالهم لا تساوي شيئا ومع ذلك طلع منها كلّ هذا!

بين ساويرس ومخلوف

 كتب  الملياردير المصري نجيب ساويرس على حسابه بعبارة “إن الله يمهل ولا يهمل” في إشارة إلى تشفيه من رامي الذي سرق شركة سيريا تيل منه وكان هو المؤسس لها وشريكه..

أقام ساويرس عدة دعاوي ضدّ رامي مخلوف في أوربا وسويت القضية فيما بعد بإعطائه أمواله من دون أرباح. والآن جاءت الفرصة ليشمت نجيب برامي!

اللوحة التي قصمت ظهر البعير

قام رامي مخلوف بتسريب خبر إلى الصّحافة الرّوسية مفاده أنّ بشار اشترى لأسماء لوحة بملايين الدولارات لرسام بريطاني هدية من دون مناسبة تذكر!

وكان هذا الخبر المسرّب الشّعرة التي قصمت ظهر البعير وجعلت الطّرفين ينشران غسيلهما الوسخ علناً

مما جعل بعض الناشطين يكتبون  بشكل ساخر _من الحاج رامي مخلوف الذي عنون تسجيله المرئي الأول بـ(كن مع الله ولا تبالي) واستعان بآيات قرآنية أثناء حديثه في التّسجيلين_ بأن هذه الحرب القائمة الآن داخل أركان النّظام هي الحرب الأهلية الحقيقية في سوريا

الحرب الدّاخلية

استل الكثيرون من أقارب الشّيخ التقي رامي مخلوف  الذي توازي ميزانيته ميزانية سوريا بأكملها

أسلحتهم وعيروا بشار الأسد بنسب أبيه الذي رفضت عائلة مخلوف أن تناسبه؛ لأنّه ليس من مستواها

ثمّ تدخل أهل الخير حتى وافقوا على تزويجه ابنتهم وكانوا داعمين له وأوصلوه إلى ما صار عليه

بمعنى أنّ بشار الأسد يعض اليد التي أكرمت أباه وانتشلته من الوحل وصنعت منه رئيساً لسوريا!

اللافت أيضاً أنّه حين وصل البل لدقن رامي وعصبته صار يطالب بتطبيق القانون لأنّ تصرف الرّئيس غير قانوني عليه أن يطبق القانون الذي يحيل المتهم إلى المحكمة وعليه أن يطبق على “الحرامية” جميعهم بالتّساوي.

رسائل رامي الموجّهة في التسجيلين لم تكن لبشار الأسد في الواقع بل هي لحشد فقراء الطائفة العلوية ضده، وأنصار رامي لا يوجد لديهم طريقة سوى تحويل أسباب الخلاف باتجاهات طائفية باستغلال سنيّة أسماء بينما السبب الحقيقي للخلاف هو أموال رامي خارج سوريا والمسجلة باسمه والتي استطاع تهريبها خلال السنوات العشر الماضية.

الجبهة المقابلة لبيت مخلوف لم تصمت بالطبع ورد المعارض العتيد فراس الأسد ابن رفعت الأسد على بيت مخلوف بأنّ رامي “ساقط أخلاقياً وهذا السّقوط يليق ببيت مخلوف” لأنّه يلمح إلى أنّ السّيدة الأولى هي التي تحاربه وهو يعلم أنّ مشكلته ليست مع أسماء بل مع الرّئيس نفسه، وتحدث فراس عما يعرفه السّوريون جميعا بأن ما يحدث اليوم شبيه بما حدث في الثّمانينيات حين أراد والده الانقلاب على عمه مع الفارق أنّ رفعت كان له وزن في الدّولة عسكرياً بينما رامي وزنه لا يساوي وزن ناموسة!

أما التشابه الذي حكى عنه فراس فهو اعتبار شريحة كبيرة من العلويين رفعت الأسد “أبو الفقراء” كما يوجد شريحة منهم الآن تعتبر رامي مخلوف “أبو الفقراء”

إذن اللقب هو ما يجمع بين رفعت ورامي أكبر لصين سرقا سوريا، أمّا المختلف بين الحكايتين في رأي فراس فهو أنّ رفعت طلب منه التنازل عن قواته العسكرية فتركها لأخيه ومضى، أمّا رامي فالمطلوب منه التّنازل عن ثروته الهائلة خارج سوريا. فالأموال المتعلقة بشركات الاتصالات داخل سوريا يمكن للدولة مصادرتها بسهولة، وهي ليست المشكلة الحقيقية التي حاول رامي أن يحصر الخلاف فيها أثناء حديثه.

أعلن رامي في التسجيل الثّاني أنّه لن يتنازل. فما الذي سيفعله بشّار الأسد ليسدد ديوان روسيا من قتلها للشعب السّوري؟

السيناريوهات المطروحة الآن _بدءاً من اعتقال رامي أو تصفيته بطريقة الانتحار المعروفة لدى النّظام السّوري_ لن تحل القضية، لأنّ بشار الأسد حينها لن يستطيع الحصول على أموال رامي الموزعة في الخارج على العديد من الدّول بطريقة ذكية لا تمكّن الدّولة أو النظام أو بشار وحتى روسيا من السّيطرة عليها.

 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه