عزله قريباً: البديل الروسي لـ “بشار الأسد”!

 

لم تظهر أسماء الأسد فجأة _وكما تهيّأ لكثيرين_ في منتصف عام 2019 لتزيح رامي مخلوف ابن خال الرّئيس بشّار الأسد الغول الاقتصادي لسوريا وتحلّ مكانه أشخاص آخرين من عائلتها؛ عائلة الأخرس.

بل عملت بصمت طيلة سنوات حتّى أزاحت منافسيها من السّاحة، وقد انهدم الهرم فوق رؤوس آل مخلوف ليس بيد أسماء أو زوجها بل بموت أنيسة الظّهر والسّند لعائلة مخلوف.

التّاريخ يعيد نفسه، كما فعلت أنيسة في بداية السّبعينيات فعلت أسماء نهاية 2019 ما بدأته وبهدوء منذ موت أنيسة حتّى علّق البعض على أنّ “السّنة” زرعوا جاسوسة في القصر الجمهوري حفرت للعائلتين العلويتين وأوقعتهما ببعضهما..

أسماء استفادت من الصّروح التي أقامها رامي مخلوف سواء “شركات الاتصالات” أو “المبرات الخيرية” وسيطرت عليها وأقامت هي مشروعها الخاص الذي ظهرت على العلن لتروّج له منذ أيام، فإن كان زوجها قد “برَّ” أهل الشّهداء بساعة حائط فهي زايدت عليه بقنينتي زيت وعسل.. أيّ والله!

زيت وعسل ثمن كلّ قتيل يقتل فداء لحذاء زوجها وحذائها والحق يقال إنّ الحذاء يستحق فثمنه آلاف الدّولارات التي تكفي لسد حاجة مدينة كاملة لمدة سنة.

أسماء في عيون الغرب

قال الصّحفي الأمريكي جيرمي هودج إنّ أسماء منذ تعافيها من السّرطان باتت تقدّم نفسها كملكة منقذة لبلد سيطرت عليه ثمّ فقدته عام 2011 ووصفها بأنّها سيرسي لينستر السّورية “بطلة مسلسل صراع العروش”

وأطلقت عليها مجلة “فوغ” لقب “زهرة الصحراء” لكنّ هذا اللقب سبب فضيحة إذ سحب المقال واعتذرت المجلة من الصحفية وكشفت المجلة أنّ اللقب أطلق ضمن حملة دعاية سياسية مدفوعة الأجر قبل الثورة السّورية. أمّا بعد الثورة وبعد موت أنيسة فقد أصبحت أسماء القوة الحقيقية في عرش الأسد وهي مسؤولة تماماً عن كلّ ما يجري في سوريا؛ لأنّها كانت تمتلك القدرة على حرف المسار وإنقاذ البلاد من ديكتاتورية زوجها ودمويته. لكنّ أسماء لم تفعل ولن تفعل؛ لأنّها كما وصفت نفسها في الايميلات المسربة “أنا ديكتاتور حقيقي” وكان هذا قبل موت أنيسة وقبل إحاطتها رقبة بشّار بالرسن الذي تشده متى شاءت لترشده إلى الطّريق الذي سيسلكه.

هل يستبدل الروس الأسد بزوجته؟

الإعلام الروسي نشر خبراً مفاده أنّ موسكو تفكر في استبعاد الأسد واستبداله بشخصية مقبولة محلياً ودولياً وذات يد نظيفة!

موقع “نيوز رو” الرّوسي نشر مقالاً بعنوان “روسيا ملتبسة بشبهة تغيير الرّئيس السّوري” الرّوس يلمِّحون إلى أسماء الأخرس زوجة بشّار الأسد بوصفها شخصية موثوقة دولياً وصرّحوا بأنّهم لم يعودوا يثقون في بشار الأسد لأنّ الأطراف الدّولية المؤثرة غير راغبة باستمرار حكمه.

وقد اعتمد المقال في ترشيحه لأسماء الأخرس كونها أثبتت في الفترة الأخيرة من نهاية عام 2019 مقدرتها على تحييد منافسيها أولا من خلال إنشائها مُشغِّل ثالث للهاتف الخليوي في سوريا في منتصف الشّهر العاشر من عام 2019، ولأنّها تقف خلف القرار الذي اتّخذته وزارة المالية بحق رامي مخلوف بعد شهرين بحجز أمواله لصالح الجمارك.

ومن جانب آخر غيّرت قناة قاعدة حميميم التي يسيطر عليها الرّوس لهجتها الدّاعمة لبشار الأسد بتصريح صدر في 27 ديسمبر 2019تقول فيه:

(نعود لنؤكد مجدداً أننا لا ندعم بشار الأسد بل نحن ملتزمون بقرارات مجلس الأمن الدولي،التي نصت بوضوح على أنّ الشّعب السّوري وحده من حقّه تقرير مصير سوريا كما أنّنا لا نريد لسوريا مصيراً مشابهاً لما حدث في العراق

اليكسندر إيفانوف

بغض النّظر عن السّخف الوارد في نص التّقرير والكذب الفاحش، فمن الواضح أنّ الرّوس أظهروا نياتهم إلى العلن نحو الصّبي الذي أطلقت عليه صحافتهم لقب ذيل الكلب.

وفي مقال لعماد أديب في صحيفة الوطن المصرية كشف عن تحركات إقليمية دولية لإزالة “رأس النّظام السّوري” بشار الأسدعن السّلطة..

وقال الكاتب إنّ رحيل الأسد يحتاج لموافقة الضّامنين “إيران وروسيا وإسرائيل” وأكّد أنّ الأسد لم يعد مناسبا لقواعد اللعبة الجديدة بعد تسع سنوات من القتل والتّدمير والتّهجير، والمطلوب في سوريا الجديدة أن تكون تحت إدارة مقبولة شعبياً وترى أنّ الأمر مستحيل بعد كلّ الدّماء التي تورط فيها النّظام السّوري الحالي

ومطلوب أيضاً أن لا تكون سوريا الجديدة عبئاً على إيران وروسيا اللتين تعانيان من فواتير الحرب في سوريا!

ومطلوب من سوريا الجديدة أن تدخل في منظومة التّفاوض المقبل مع إسرائيل وهو مالا جدوى منه في عهد بشار. وذكّر عماد أديب بالتّسريب الرّوسي لوجود خُطّة للتخلي عن بشّار الأسد.

هل بدأ التّغيير فعلاً؟

وضع رامي مخلوف تحت الإقامة الجبرية بإصدار قرار يمنعه من السّفر يوضّح أنّ أسماء أمسكت بيدها كلّ الخيوط، وقد يظهر قريباً السّيناريو المتبع في سوريا الأسد، فنقرأ خبر انتحار رامي مخلوف بست رصاصات في رأسه، ولو أنّ معظم السّوريين الذين نهبهم طيلة 40 عاماً يتمنون لو أنّ الحطب الذي في خلفية الفيديوهات التي يبثها يشتعل فيه وبكل النّظام الذي أيده وسنده وسهّل له سلب خيرات سوريا وابتلاع اقتصادها.

أين الأسد من كلّ ما يجري؟

الأسد ظهر في تسجيل مرئي متجاهلاً رامي مخلوف والخلافات التي أغرقت وسائل  التواصل  الاجتماعي بمواد ساخرة وأخرى تحلل الوضع وتضع الخطط للمستقبل، بدا الأسد وكأنّه يعيش في بلد آخر لا يوجد فيه سوى وباء الكورونا الذي يجب على الطّبيب الفذ أن يجد له علاجاً ويضع خطة لمواجهته وقهره. الدّفة “الاقتصادية والسّياسية الآن بيد أسماء”  الملعب لآل الأخرس والكرة التي يلعب بها الأسد “كرة شراب” أعطته إياها أسماء كي يتسلى بها ولا يشعر بالملل. والسّؤال الذي يطرح نفسه “هل ستتغلب أسماء على الأسد وتطرده نهائياً من الغابة؟”..

الجواب عند بوتين فما زالت خيوط اللعبة في يده ما لم يخطفها الأمريكان منه ويرسلوه ليلعب مع الأسد.

 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه