“كورونا” .. العلاج بالضحك.. جرب!

 

الأوبئة التي تجتاح العالم كلّ مدّة زمنية تدفع البشر في أمكنة كثيرة من العالم للتعامل معها بخفة وتحويلها إلى مادّة للتندر بعد أن تمرّ مرحلة الهلع الأولى؛ فالخوف؛ فالحذر والترقب؛ يبدأ الملل بالتّكشير عن أنيابه ليبدع النّاس أسلحتهم الخاصة في مواجهة المرض ومحاربته.

من المعروف أنّ الضحك أحد الوسائل التي يقاوم بها الإنسان المصائب التي تحلُّ به سواء كانت أمراضاً أو كوارث طبيعية أو كوارث على هيئة بشر.

والكوارث البشرية عادة تكون على هيئة نظام حكم جائر يقمع ويدمّر ويقتل ويعذّب مع هذا يجد الناس أنفسهم يلجأون للسخرية منه والتّندر والضّحك عليه

معروف أنّ الضّحك يحرّك 17 عضلة في الوجه و80 عضلة في بقية الجسم مما يؤدي إلى النشاط والحيوية وأيضاً زيادة مناعة الجسم.

أمّا عن زيادة المناعة في الجسم فهي أهم سلاح في الوقت الحالي فعندما نضحك نشعر بالنّشوة والسّعادة ونتنفس بشكل جيد..

ومادام الفايروس كورونا يقبض على أنفاسنا فدعونا نضحك لنحاربه ونخرجه من الرئتين.

نصحونا على مدى أشهر بتناول السّوائل السّاخنة وفيتامين سي وتهوية الغرف.. التّهوية تكون أكبر أثناء الضّحك.. مع هذا نرى النّاس مكتئبة وحزينة ومهمومة بسبب الفايروس الخبيث الذي يتعلّق بالرّئتين حتّى يخنق من يهاجمه.

اضحك تضحك الدنيا معك

الاقبال الغريب على الطّرائف التي تناولت الأوبئة عبر التّاريخ وكورونا مؤخراً دليل صحي على بحث البشر عن علاجٍ غير مكلف يُحسِّن أمزجتهم ويبعد المرض عنهم.

والغريب أنّهم قديماً أطلقوا على داء الضّحك اسم “كورو” وهو قريب “لفظاً” من اسم “كورونا” الوباء الذي تحوّل إلى جائحة مؤخراً.

وداء الضّحك هو داء يسميه الأطباء باسم (اعتلال الدّماغ الاسفنجي المتنقل) اسم طويل وثقيل الظلّ لا يحوي خفة وطرافة اسم (كورو)

وهذا الدّاء اللطيف (كورو) ظهر عام 1957 (مواليد تلك السنة سيتحسسون رؤوسهم الآن إن كان لهم أقارب من بابو غينيا الجديدة التي انتشر فيها هذا المرض). المهم أنّ مرض كورو أصاب عشرين ألفاً من سكّان قبيلة “فوري” عام 1957 وكاد يفنيها عن بكرة أبيها. أمّا كيف انتقل المرض إلى هؤلاء؟ عن طريق أكلهم لحم الأموات!

من عادة تلك القبيلة عندما يموت أحد أفرادها أن تطبخ لحم الميت وتجعل منه وليمة يأكل منها سكّان القبيلة لتتحرر روحه. هكذا كانت معتقداتهم؛ ولأنّ البشر على سطح الكرة الأرضية يتعاملون بمنطق ذكوري والرّجال لهم الأفضلية دائماً فقد كان الرّجال يأكلون اللحم ويتركون الأماكن الرّخوة “مثل الدّماغ” للنساء والأطفال. وصدف أن مات شخص يحمل دماغه (البرايون الفتاك) الذي تحوّل إلى برايونات أخرى أشدّ خطراً سميت (برايانوات كورو)،

وانتشر المرض بين النّساء والأطفال وانتقل بعدها إلى الرّجال.  أعراض المرض رعشة شديدة في الجسم ومنها جاء اسم كورو أي (الاهتزاز) ويصاب المريض أيضاً باضطرابات عصبية شديدة تظهر على شكل (تكشيرة) تشبه الضّحك. ينتهي المرض طبعاً بالموت.

عام 1959 كانت استراليا مسيطرة على غينيا الجديدة فأصدرت قرارا بمنع تناول اللحم البشري لتحد من انتشار المرض، لكنّ الكورو مرض ذكي قد يتخفّى مدّة طويلة كي تظهر أعراضه تتراوح بين عشر سنوات وخمسين سنة فكان آخر شخص توفي بمرض الكورو في تلك القبيلة عام 2009.

تسريبات كورو

الكورو مرض أذكى من البشر وبما أنّه يستمرُّ مدّة طويلة حتّى تظهر أعراضه فليس غريباً أن يكون قد تسرّب، أو هرب من غينيا إلى بلادنا وأصاب الرّئيس السّوري بشّار الأسد.

الأعراض المبدئية (التكشيرة) المسماة ضحكاً والتي اشتهر بها بشّار الأسد ربّما تكون موجودة معه في الجينات. الاهتزاز موجود بنسبة خفيفة فهو بالكاد يستطيع الوقوف المدّة المخصصة لخطاباته وهذا ما يجعله ثابتاً أكثر أثناء الحوار وهو جالس ممسكاً بطرف الطاولة.

ثمّ تأتي الإشاعة التي رافقت ذهابه إلى إيران بأنّه عمل هناك جراحة خطيرة في الدّماغ ولكنّها ناجحة وأشيع حينها أنّه مصاب بالسّرطان تجعلنا نفكّر بالسّبب الذي جعله يتوقف عن الضّحك. في حواراته الأخيرة لم يعد الرّئيس يضحك ضحكته المشهورة بل أصبح يقطّب حاجبيه.

في أوّل خطاب له بعد بداية الثّورة السّورية انتظر النّاس أن يخرج الرّئيس ويعلن أنّه سيعاقب المتسببين في قتل أطفال درعا.. لكنّه وصف النّاس “بالجراثيم” وضحك.. ضحكته كانت تشبه إلى حدِّ المطابقة تكشيرة الكورو المعروفة.

أما في زمن الكورونا فقد اختفى الرّئيس عن الأنظار منذ فترة طويلة ولم يعد يظهر في الإعلام مما أقلق مؤيديه كثيراً وبدأت التساؤلات تظهر على السّطح لكن أحد المقربين جداً من النّظام كشف السّر العظيم عندما وضع على صفحته صورة بشار وهو ينظر بمجهر الكتروني صغير وعلق عليها بالقول إنّ الدّكتور بشار يبحث عن الفيروس.

هل ينجح الرئيس السّوري بإلقاء القبض على الفايروس واعتقاله؟

على الضفة الأخرى وجد المعارضون أنّ الرّئيس ليس بحاجة للبحث عن الفايروس؛ لأنّه موجود في سوريا منذ استلام والده الحكم وقد صدرت الأوامر بمكافحة الفايروس واتّخاذ الإجراءات التّالية في سوريا في بداية السّبعينات وبلغت ذروتها سنة 1980

(منع التّجمعات ـ/سجون جماعية وإفرادية/الدّفن الجماعي/منع الزيارات في المناسبات الدّينية/منع صلاة الجمعة والجماعة/العقوبات والغرامات المالية للمخالفين/اعتقال عائلة وأقارب المشتبه به حتّى الطفل الرّضيع والتّأكد من سلامتهم بعد سجنهم/منع مجالس العزاء/ عدم تسليم الجثة للأهل/متابعة ومراقبة المشبوهين/الشّبهة تصل إلى الدّرجة السّابعة من الأقارب/اعتقال المتسترين على المشبوه/ فرض الحظر ومنع التّجول ليلا).

أمّا أعراض المرض فقد تجلت في عمل الشّعب مخبراً عند النّظام فصار الأخ يخبر عن أخيه، ويخاف من أقاربه وأبنائه ويبتعد عنهم ويحتجب معتزلا في بيته)

التّداوي بالضحك

من بين كلّ الفوائد المعروفة عن الضّحك استوقفني أمر واحد أنّ الضحك يقوي عضلات الحنجرة مما يؤدي إلى التّوقف عن الشّخير ليلاً.. النّصيحة للسيدات أن يجعلن أزواجهن يضحكون طيلة النّهار فربّما يرتحن من الشّخير أثناء الليل.

تغلبوا على الكورونا بالضّحك.. فالضحك يوسع الشُّعب الهوائية ويفتح أبواب الرّئتين.. استغلوا وجودكم في الحجر لعمل تغيير شامل في أسلوب حياتكم واضحكوا وسترون النتيجة.

 

 

 

 

 

 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه