قصة مهرجان هندي تم تصديره للعالم!

يعود هذا المهرجان إلى ملك يُدعي هيرانياكاشياب، حكم الأرض وقد حصل علي نعمة إلهية هي أنه لا يُقتل من قبل إنسان او حيوان، ليلاً أو نهاراً، في الداخل أو في الخارج، بالأعلى أو على الأرض

 

احتفالاً بانتصار الخير عى الشر وقدوم فصل الربيع، يقام فى جزء كبير من الهند مهرجان سنوي تقليدي يسمي “هولي” أو مهرجان الألوان، إنه ليس أكبر مهرجان فى الهند لكنه الأكثر تميزاً. يمتد هذا المهرجان لمدة يومين، ويختلف التاريخ المحدد له كل عام حيث يتم الاحتفال به  يوم اكتمال القمر في التقويم الهندي، والذي يصادف عادة نهاية شهر فبراير او أوائل مارس فى التقويم الميلادي .

تقام احتفالات هذا العام يومي 9، 10 من مارس، وهو يوم عُطلة وطنية في الهند ونيبال، وتشمل فعاليات المهرجان العديد من الطقوس، ففي اليوم الأول يقومون بطقس يسمى “هوليكا دها” في هذا الطقس يحرق المحتفلون أكواما من الخشب في المناطق العامة، ويرمز حرق الخشب إلى قوى الشر، ويصلون من أجل تدمير شرهم الداخلي.

 في اليوم التالي “رانجولي هولي” عندما يستيقظ الناس يرتدون ملابس بيضاء ويخرجون إلى الشارع لبدء كرنفال الألوان. ويقوم الجميع كباراً وصغاراً، رجالاً ونساء مهما كانت درجتهم الاجتماعية ومن دون أي تمييز بإلقاء حفنات من البودرة الملونة في الهواء ووضع الألوان التي  تعرف باسم “جولال ” على بعضهم البعض، وأيضا الماء الملون حتى تختفي جميع الوجوة تحت الألوان، يسعد النساء والرجال والأطفال على حد سواء بهذه الممارسة المرحة القديمة، وهم يغنون الأغانى الشعبية ويرقصون .

وبعد يوم من الترفيه تتجمع العائلات والأصدقاء لقضاء بعض الوقت معا ومشاركة الأطعمة الشهية والحلوى الخاصة بهذا اليوم، وأشهر أطباق هولي  “جوجيا”  وهو فطيرة حلوة مقلية مصنوعة من الدقيق ومحشوة بالمكسرات والفواكه المجففة.

وعلى الرغم من أن المهرجان يعود الى الثقافة الهندوسية فإنه أصبح مشهوراً لدى غير الهندوس فى أجزاء كبيرة من جنوب شرق آسيا، وفى السنوات الأخيرة امتد المهرجان إلى أجزاء من أوربا وأمريكا الشمالية وبعض الدول العربية، ومنها مصر، كاحتفال ربيعي بالحب ونشر البهجة والألوان.

قصة المهرجان

هذا المهرجان ككل المهرجانات الهندوسية يعود إلى الأساطير القديمة، وفقا لما ورد فى بهاغفاتا بورانا (أحد النصوص الرئيسية للأدب الهندي وقد كتب عام 3000 ق.م) يعود هذا المهرجان إلى ملك يُدعي هيرانياكاشياب، حكم الأرض وقد حصل على نعمة إلهية هي أنه لا يُقتل من قبل إنسان او حيوان، ليلاً أو نهاراً، في الداخل أو في الخارج، بالأعلى او على الأرض.

وكان لديه ابن يدعي براهلاد وأخت تدعي هوليكا، ومع الوقت أصاب هيرانياكاشياب الغرور وطلب من شعبه أن يعبدوه بدلاً من الله .

بعد ذلك، بدأ كل الناس فى عبادته، لكن براهلاد رفض لأنه كان مخلصا للإله فيشنو . ما جعل الملك غاضباً، وخطط لقتله بعدة طرق كما تقول الأسطورة:

طلب من براهلاد القفز من على جبل، ولكنه لم يصب بأذى.  ثم طلب منه أن يقفز في بئر، ولم يُصب بأذي.

ثم حاول تسميمه ولكن تحول السم إلى رحيق في فمه. ثم أمر هيرانياكاشياب الفيلة البرية أن تدوس براهلاد، لكنه لم يُصب. بعد ذلك وضع براهلاد في غرفة مع الثعابين السامة، لكن لم يحدث له شيء. وحاول بشتى الطرق إلا أنه لم يفلح، وطلب من أخته هوليكا أن تجلس مع براهلاد عند محرقة الجثث وكانت محميه بشال يقيها من النار، وطار الشال منها إلى براهلاد، فاحترقت هوليكا وظل براهلاد بأمان، وأخيرا ظهر الإله فيشنو في هيئة نصف رجل ونصف أسد، وقتل هيرانياكاشياب.

وقعت في حبه

وهناك قصة أخرى مرتبطة بالإله كريشنا ومحبوبته رادها عندما اشتكى كريشنا لوالدته ياشودا من أن جلده داكن، مقابل بياض لون محبوبته، وأنه يخشى ألا يكون مقبولاً منها، فنصحته الأم بأن يلون وجهها بشكل هزلي حتى يكونا متساويين، وبعد أن قام كريشنا بذلك وقعت رادها فى حبه (وهذا هو السبب فى أن الناس تستخدم الألوان في هذا اليوم).

ومنذ ذلك الحين بدا الناس فى الاحتفال بهولي وتطورت معه الألوان، التي كانت تصنع قديماً من مصادر نباتية، لتصبح أكثر إشراقاً وحيوية بفضل الألوان الصناعية.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه