حوار مع الفيروس كورونا

أنا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة أوقفت لكم الطيران فلا طائرة تطير ولا رحلة تسير ولم أكتف بالجو فأتيتكم من البحر فأين سفنكم التي كانت تجوب البحار والأنهار؟

 

استيقظتِ الأرضُ بعد أن أخذت زخرفها وازينت، وظن أهلها أنهم قادرون عليها فأتى أمر الله بالفيروس الذي يسمونه كورونا ليكون فيه ذعرهم وهلعهم وقلقهم وهلاكهم.  

استيقظ العالم الذي قال لن يخسف الله بنا الأرض ولا هي ستمور ولن يرسل علينا حاصبًا ولا نأبه بأي نذير فإذا بالأرض تمور من الفيروس موراً ويكون أشد من الريح الحاصب فلا يذر شيئًا.

استيقظ العالم الذي تسلط عليه شيطان المادة وكفران الوحي فكأن به مَسًا من الجنون، فأتاه الله من حيث لا يحتسب ومن عالم المادة الذي يعبده وبأحقر كائن فيه ليزلزل أركانه.

استيقظ العالم الذي سخر من القرآن الذي ضرب مثلاً ما بعوضةً فما فوقها ولم يتدبر أو لم يشأ أن يتدبر ويظل اللفظ المعجز “فما فوقها” أي فما دونها في الحجم فيعيش في معدتها فيحميها أو “ما فوق” جسمها من كائنات قد تقتلها أو ما “فوقها” في الحجم من الإنسان والحيوان فتصيبه بالأمراض والموت.

استيقظ العالم فإذا ما دون البعوضة بل ما دون جناح البعوضة سبب في تغير كل شيء في العالم.

استيقظوا بعد أن سخروا من قول الرسول المعلم “ولو كانت الدنيا تعدل عند الله “جناح بعوضة” ما سقى كافراً منها شربة ماء” فهم قد سخروا من الدين وسَخٌروا قواهم وأذنابهم لوأده واشمئزوا من البعوضة وجناحها فإذا ما دون جناح البعوضة يكون سبباً في هلاكهم وأن دنياهم حقاً لا تساوي جناح بعوضة.

استيقظوا بعد أن أمنوا من في السماء أن يخسف بهم الأرض فأتاهم من حيث لا يحتسبون فإذا كل شيء يتغير وكل أمر يتبدل 

طرف واحد

 ويدور حوار بين الفيروس وبينهم ولكنه حوار من طرف واحد فالفيروس يفعل وهم لا يفعلون والفيروس يتجول كيف يشاء وهم لا يستطيعون والفيروس يقتل وهم لا يكادون يقاومون.

الفيروس يقول لهم أيها المتجبرون في الأرض أنا أضعف مخلوق في ملك الله تعالوا جميعاً بعُددكم وعتادكم بأسلحتكم وطائراتكم، بمدافعكم وقنابلكم ثم ائتوني صفاً وقد أفلح اليوم من استعلى.
أرسِلوا في المدائن حاشرين وائتوني بكل ساحر عليم، وبكل قس لئيم وبكل شيخ رجيم وبكل منافق لعين وبكل عُتل زنيم وبكل ذي مال وبنين وطوفوا حول معاملكم ومختبراتكم وألقوا فيها أجهزتكم وموادكم واستخرجوا منها أدويتكم واسحروا بها أعين الناس كأنها حيةٌ تسعى فسألقف ما تصنعون وسأقضي عليها من حيث لا تشعرون.

أنا الفيروس الصغير المتناهي في الصِغَر سأجعلكم عبرةً لمن يعتبر.

أنا أغلقت لكم المصانع فإذا هي خاويةٌ على عروشها.

وأوقفت التصدير فهل مِن مُصَدِّر؟ 
ومنعت الاستيراد فهل من مستورد؟

أنا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة أوقفت لكم الطيران فلا طائرة تطير ولا رحلة تسير ولم أكتف بالجو فأتيتكم من البحر؛ فأين سفنكم التي كانت تجوب البحار والأنهار؟ وبركم ليس أحسن حالاً من بحركم فأين شاحناتكم التي كانت ملئ السمع والأبصار؟ وإذا كنتم تتصارعون على الممرات والمضايق فقد ضيقت عليكم كل واسع.

أنا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة دخلت أسواق المال ومنتديات رجال الأعمال، أما رأيتم بورصاتكم وما حدث فيها من انهيارات وأسهمكم وما نالها من انتكاسات؟

أنا الفيروس الصغير المتناهي في الصِغَر ولا يراني منكم أحد أغلقت لكن المدارس والجامعات وأوقفت حركة السير في كل الاتجاهات.

أنا الفيروس الذي لا يُرى بأعينكم المجردة وهي حقاً من كل خيرٍ مجردة منعتُ كنائسكم أن تقام فيها الطقوس والتمثيليات والضحك على ذقون الفتيان والفتيات وبيع صكوك الغفران وأراضٍ في الجنات.

أنا الفيروس الذي لا يُرى بأعينكم المجردة منعت ارتياد كثير من مساجدكم ولست على ذلك بنادم بل أنا سعيد كل السعادة ففي كثير منها يستحق مشايخ السلطان ضرب البيادة بل والإكثار من ذلك والزيادة فإنهم يضلون الناس على علم ويغيبونهم عن الوعي ويجعلون الحق باطلاً والباطل حقاً ويأمرون الناس بتسوية الصفوف وهم يبغونها في كل شيء عِوَجاً. فقد أرحت المصلين منهم وأغنيتهم بالمكث في البيوت عنهم.

أنا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة بدأت بالصين لأرد لها بعض ما فعلته بقبائل الايجور وأهل ميانمار وقد تواطأ معها أهل البلدان والأمصار بالسكوت كالشياطين الخرس وأعانهم حكام المسلمين الخونة هؤلاء الفساق والفجار.
أنا المخلوق الضعيف سأقتص لنسائهم وسأثأر لأطفالهم وسأقتل من سامهم سوء العذاب في الدنيا قبل يوم الحساب.

إلى الهندوس

أنا الفيروس الضعيف الذي لا يُرى بالعين المجردة ذاهبُ الآن للهندوس المجرمين القتلة لأقوم بمالم يقم به أحدُ في عالم الإسلام وقد قتلوا المسلمين وسط تصفيق الأنام

أنا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة ولكن عندي نخوة قد نزعت من العرب والعجم فأنا أشد منهم غيرة على الدماء والمحارم.

أنا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة ولكنى أرى ما يحدث في سوريا واليمن والعراق وليبيا ومصر وكل الدول وأرى الدماء التي تسفك والأعراض التي تنتهك، ربما أذهب إلى الحدود فأفتحها وإلى السجون فأفرغها ولي في كل شأن حيلة وفي كل أمر وسيلة.
حاضر في كل الأماكن:

أنا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة ولكني حاضر في كل الأماكن والمنتديات زرت رؤساء ووزراء ونواب وسفراء صرعت منهم من استطعت ومازلت أعد العدة للباقين فما عدت أطيق هذه المظالم ولا أصبر على تلك الجرائم.

أنا الفيروس الذي لا يُرى بالعين المجردة سأزور الأمم المتحدة ﻷنها اسم على غير مسمى فهي غير متحدة وهي ماخور لتقنين الظلم في العالم
ومهمة أمينها العام هى الشعور بالقلق المتزايد، ومطالبة المقتولين بضبط النفس والشعور بالمسؤولية 

وربما لا أعرج على ما يسمى جامعة الدول العربية أو العبرية فهي أحقر شأنًا حتى من مجرد الزيارة فهي ماتت من تلقاء نفسها ولاتحتاجنى لقتلها

ولكني حتمًا سأذهب لما يسمى مجلس الأمن وسأدعو خمسة فيروسات لزيارة الخمس الكبار الذين يحكمون العالم ويستخدمون حق النقض الفيتو فسيكون لي وحدي حق النقض (نقض ظهورهم) فقد طال ليل ظلمهم.

أنا الفيروس الذي لا يرى بالعين المجردة أرى الحكام الخونة الذين يتواطئون على شعوبهم ويتنازلون عن خيرات بلادهم وبعضهم ينسق أمنيًا مع أعدائهم، أرى المليارات التي تنفق على سحق الشعوب وأساليب الغدر وألاعيب الخيانة سأفعل ما أستطيع فقد جئت نذيرًا ثم أسأل الناس سؤال ربهم لهم “ألم يأتكم نذير!!” وسيجيبون: 
( قَالُوا بَلَىٰ قَدْ جَاءَنَا نَذِيرٌ فَكَذَّبْنَا وَقُلْنَا مَا نَزَّلَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ)

إذن فانتظروا المزيد إنا معكم منتظرون.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه