مَن هم أهمّ رموز وشيوخ الجاميّة المدخليّة؟!

 

عند الحديث عن الأفكار والتوجّهات يبقى الأمر عائمًا دون معرفة الشّخصيّات التي تحمل هذه الأفكار وتتبنّاها وتدعو إليها، ولذلك فيما يلي بعضُ أهمّ الشّخصيّات التي تعدّ رموزًا وشيوخًا للمداخلة يرجعون إليهم ويصدرون عن أفكارهم.

على أنَّ هذا الذّكر لا يقتضي الحصر ولا يعنيه، وإنّما هو للإضاءة والتنبيه والتعريف والتّمثيل.

  1. محمّد أمان الجامي: وإليه تنسب تسمية الجاميّة، وهو محمد أمان بن علي جامي علي، وكنيته أبو أحمد

وهو من هرر في الحبشة ومولود عام 1931م، وتوفي سنة 1996م، وقد كان مدرّسًا في الجامعة الاسلاميّة في المدينة المنوّرة، وهو أستاذ ربيع بن هادي المدخلي الذي قال فيه: “وأما الشيخ محمد أمان رحمه الله فقد درسنا في المرحلة الثانوية، درسنا “الواسطية والحموية” فما رأينا أجود منه وأفضل، ونسأل الله أن يرفع درجاته في الجنة بما خاض فيه وطعن فيه أهل الأهواء”

وقد كان محمّد أمان الجامي معروفًا بالاستعانة بالمخابرات السّعوديّة على كلّ من يخالفه وكان مشهورًا بكتابة التقارير بالمشايخ وطلاّب العلم الشرعي ولا يستتر من ذلك.

  1.  ربيع بن هادي المدخلي: وإليه تنسب تسمية المدخليّة أو المداخلة، مولود في منطقة جازان جنوب السّعوديّة عام 1932م، ويعدّ المؤسّس الحقيقي للمداخلة.

وهو مدرّس في الجامعة الإسلاميّة في المدينة المنوّرة، كما أنّه من أشرس المعارضين لثورات الرّبيع العربي والمدافعين عن الحكّام، وقد أصدر فتاوى عدّة في ذلك ومنها فتواه في وجوب مساندة حفتر بالقتال، وفتواه في وجوب قتال جماعة الإخوان المسلمين.

كما أنّه شديد العداء لكثير من أعلام الدّعوة ومفكّريها الذين لهم مواجهة مع الحكّام أو مخالفة لمنهجه، وهو يحمل عداوة من نوع مختلف لسيّد قطب، وقدّ ألّف في ذلك كتابًا أسماه “العواصم مما في كتب سيد قطب من القواصم”

  1. فالح بن نافع الحربي: وهو من أخصّ تلاميذ ربيع المدخلي وبقي ملازمًا له أكثر من خمس وثلاثين سنةً قبل أن ينشقّ عنه ويبدأ بمهاجمته، على أنَّ فالح الحربي بعد انشقاقه عن ربيع المدخلي لم يغيّر منهجه المدخليّ العام.

وقد تصدّى الحربي للدّفاع عن ربيع المدخلي ابتداءً فألّف كتاب “صدّ العدوان الشّنيع عن فضيلة العلامة الشّيخ ربيع” ثمّ بعد أن انقلب عليه ألّف عدّة كتب كلّها في الرّد على شيخه السّابق ربيع؛ منها “الصارم المصقول لمقارعة الصيال على الأصول” و”القول الجلي في كشف إرجاء المدخلي” و”النقض المثالي في فضح مذهب ربيع المدخلي الاعتزالي”.

ومن عبارات فالح الحربي في بعض هذه الكتب قوله: “المدخلي يقول كلامًا ويؤلف كتابًا، بل كتبًا ونشرات، لُحمتُها وسُدَاها البغي والهوى والحقد والحسد والضغينة والجهل وقلب الحقائق وتكذيب الحقّ وقول الباطل وتأييده والتكفير بما لا يقبله خلَد عاقل”

كما يقول واصفًا ربيع المدخلي: “إنه من المفترين، إنه صانع المؤامرات الخبيثة، إنّه من أهل الباطل والتشويش، إنّه حقود متهوّس، إنه يستبيح ما حرم الله من أعراض الناس، إنه شديد البغى عظيم التلبيس، إنه متسع الذمة، إنه من أرباب الهوى، إنه مستخف بعقول الناس، الرجل المفتون، إنه كذاب، إنه ممن يتّبع سبيل المجرمين”

وهنا شرع ربيع المدخلي قلمه وسطّر مقالات عدّة في الرد على فالح الحربي منها: “النهج الثابت الرشيد في إبطال دَعَاوَى فالح” و”أصول فالح الحربي الخطيرة ومآلاتها” و”ردّ الصّارم المصقول إلى نحر شاهره المخذول الجاهل العابث بالأصول” وغيرها كثيرٌ بالأسلوب نفسه الذي يدلّ على مدى مستوى الاحترام المتبادل بين الطرفين المتلازمين ما يقارب أربعة عقود.

  1. محمد سعيد رسلان: وهو من أهمّ رموز الجاميّة المصريّين، مولود عام 1955م ويحمل شهادة البكالوريوس في الطب والجراحة من جامعة الأزهر، والدّكتوراة في علم الحديث.

وهو قويّ في الخطابة واللغة، سليط اللسان قاسي العبارة، دائم الانتقاد والتهجم على الإخوان المسلمين، وفي مرّات عدّة هاجم المقاومة وصواريخها في قطاع غزّة، وهاجم حركة حماس وقياداتها مطالبًا بالثّورة عليهم والتّخلّص منهم.

  1. طلعت زهران: وهو من رموز الجاميّة في مصر، وقد أفتى بأنَّ الذين ترشّحوا في الانتخابات الرئاسيّة في وجه حسني مبارك هم من الخوارج، كما أفتى بأنَّه يجب على حسني مبارك تزوير الانتخابات الرّئاسيّة كي لا يأتي الإسلاميّون الحركيّون أو العلمانيّون للحكم، كما أفتى بوجوب التّبليغ عن المعارضين ورفع التّقارير بهم لأجهزة المخابرات.
  2.  مقبل بن هادي الوادعي: وهو رمز المداخلة الجاميّة في اليمن، مولود عام 1937م ومتوفى عام 2001م، وكان مركز نشاطه في مدينة دماج في محافظة صعدة.

ويكفي أن تعرف عنوان كتابه الذي ألّفه في الرّد على العلّامة يوسف القرضاوي لتعلم حجم الفجور في الخصومة وتحويل الخلاف إلى إسفافٍ مستحكم، حيث سمّى كتابه: “إسكات الكلب العاوي يوسف بن عبد الله القرضاوي”، وكذلك عندما سئل عن العلامة عبد الكريم زيدان قال: “إنَّ علمه زباله”!!

  1. يحيى بن علي الحجوري: وهو تلميذ الشّيخ مقبل الوادعي في اليمن وخليفته في حمل لواء الجاميّة المدخليّة، وقد وقف موقفًا شرسًا من الثّورة السلميّة في اليمن ضدّ علي عبدالله صالح، وشبّه المتظاهرين بالأغنام، وقد أعلن بكلّ وضوح موقفه من الثّورة اليمنيّة حيث قال: “أقول هذه حقيقة؛ لا يتمنى زوال الرئيس علي عبد الله صالح عن منصبه في هذه الفتنة إلا أحد ثلاثة؛ عميل على البلاد مدفوع، أو صاحب فكر منحرف، أو صاحب مطمع دنيوي”
  2.  علي حسن الحلبي: فلسطينيّ يقيم في الأردن، ورغم أن خلافًا عميقًا وقع بينه وبين ربيع بن هادي المدخلي كالَ فيه كلّ منهما للآخر تهمًا كبيرة ووصفه بأوصاف شنيعة، غير أنّ الحلبي يبقى من أشهر مشايخ الجاميّة المدخليّة في الأردن، وهو صاحب الفتوى الشّهيرة بحرمة قتل الجنود والمستوطنين الصّهاينة بغير حالة الاشتباك حيث يقول جوابًا عن سؤال أحد طلّابه: “اليهود أعطوك الأمان، وأعطوك كهرباء وماء، ويمررون لك الفلوس، وتشتغل عندهم، وتأخذ مالهم، فلا يجوز أن تغدر بأحدهم حتّى لو كان يهوديًّا، فلا يجوز أن تغدره وتقتله”
  3. صلاح الدّين أبو عرفة: فلسطيني متخصّص في الإعلام من بريطانيا مقيم في القدس، ويقدّم نفسه على أنّه مدرّس وإمام المسجد الأقصى المبارك، وقد أصدرت دائرة الأوقاف الاسلامية بالقدس بيانًا تؤكّد فيه أن يكون أبو عرفة إمامًا أو مدرّسًا في المسجد الأقصى المبارك.

وهو ينسجم مع الفكر المدخليّ ولو أعلن مخالفته له وهاجم بعض رموزه، فهو يناهض ثورات الرّبيع العربي وخصوصًا الثّورة السّوريّة، ويعلن دعمه لبشّار الأسد، ويتواصل باستمرار مع أحمد حسون مفتي النّظام السّوريّ للتأكيد على موقفه الدّاعم للنّظام، وقد طرده المصلّون في المسجد الأقصى ومنعوه من التّدريس بسبب موقفه هذا.

نظراؤها

وهذه الشّخصيّات والرّموز المدخليّة يوجد نظير لها في الكويت والإمارات وليبيا والجزائر، غير أنّها أقلّ شهرة ورمزيّةً وانتشارًا وحضورًا إعلاميًّا من المذكورين في هذا المقال فاكتفيت بهم.

على أنَّ كلّ من يحمل هذه الأفكار ويعدّ هذه الشّخصيّات مرجعًا له في أمور دينه وفكره فهو جاميٌّ مدخليّ ولو أمسك بستار الكعبة مقسمًا أنّه ليس من الجاميّة المدخليّة.

 

—-

مقال سابق للكاتب له صلة بالموضوع:

ماذا عن “طاعة وليّ الأمر” عند الجاميّة المدخليّة؟!
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه