صندوق السيسي السياسي

 

نعم العنوان صحيح فهو ليس صندوق مصر السيادي كما يطلق عليه بل هو صندوق السيسي السياسي والذي يسعى من خلاله الهيمنة على كل شئ في مصر من أصول وموارد، فبعد أن استولى العسكر على اقتصاد مصر بمؤسساتها العامة والخاصة جاء الدورعلى السيسي لينشئ صندوقا آخرا يضع فيه ليس الاموال المتوفرة من فائض الميزانية لأنه ببساطة لا يوجد فائض بل عجز وديون مطلوب من الأجيال القادمة سدادها بعد أن يرحل السيسي والعسكر من السلطة بعد عمر قصير.

الخوف:

 حين علم السيسي بأنباء المصالحة المنتشرة عبر الأروقة الخارجية جن جنونه وجنون إعلامه فطار إلى راعية الانقلاب والإرهاب إمارة الشر وقد بدت على وجهه علامات الخوف والقلق من ألا تتضمن المصالحة عودة العلاقات مع السيسي الذي اعتبر نفسه جزءا من فريق حصار قطر وكان يعد العدة مع آخرين لدخول العاصمة الدوحة مع جيوش الإمارات والبحرين والسعودية في 2017لولا لطف الله واعتراض البريطانيين على فكرة الغزو من أساسها ولولا جهود أمير دولة الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح كما صرح هو بنفسه من نيويورك في زيارته التي تمت بعد أشهر قليلة من فرض الحصار على قطر .

كان السيسي ولا يزال يمني نفسه بجزء من كعكة المصالحة التي تصور أن قطر ستدفعها يوما ما، ولكنه وللأسف لم يدرك أن الأمور على الأرض لم تعد لصالحه ولا لصالح مجموعة الحصار والتي تورطت في اليمن ولم تستطع هزيمة الحوثي ولا ردع إيران كما هدد وتوعد محمد بن سلمان بعد أشهر من غزو اليمن واعلانه أنه سيشن الحرب من الأراضي الإيرانية قبل أن تشنها إيران من داخل المملكة ولكن الجميع فوجئ بأن إيران هددت المصالح الحيوية للسعودية من داخل الاراضي السعودية وضربت مصالحها النفطية ومطاراتها في جميع أنحاء المملكة. لم يدرك السيسي أن ترامب في مازق ولن يخوض حربا انتظرتها المملكة ومجموعة الحصار على إيران طويلا.

موقفه

لم يدرك السيسي أن الامارات خانت مجموعة الحصار وخرجت من اليمن قبل اسابيع وأن السعودية في طريقها للخروج وهي أي السعودية تبحث الآن عن خط رجعة مع إيران.

ولم يدرك السيسي أن موقفه المائع من إيران بات موضع انتقاد من الجميع فهو لم يصرح ولو مرة واحدة تصريحا مضادا لإيران ولم يصدر عنه أي تهديد أو وعيد ضد اليمن أو أي من أذرعه في المنطقة، هذا الموقف يجعل من إسقاطه من حسابات السعودية أمرا محتملا خصوصا وهي تعاني من ظروف سياسية واقتصادية صعبة.

في هذا التوقيت والظروف هكذا والأنباء المتواترة تشير إلى اسقاط السيسي من معادلة دول الحصار لجأ السيسي إلى ولي النعم والمسؤول عن الدليل التشغيلي له في الإمارات ، واستقبلته الإمارات بتحية تعرف أنه يبحث عنها ولكنها تحية ليست بالمجان فوسام زايد الذي منحه بن زايد للسيسي كان في مقابل انشاء منصة اقتصادية بعشرين مليار دولار كما أعلن، يعني أن الامارت ستدعم اقتصاد السيسي بمشاريع هكذا يفهم من الخبر ولكن الحقيقة هي أن بن زايد صنع له فخا كبيرا فما يهم محمد بن زايد هو السيطرة على اقتصاد مصر واخضاعه له في مقابل المليارات التي دفعها من أجل اسقاط الثورة وانهاء حكم الرئيس الشهيد محمد مرسي  وفوق كل ذلك وبعده ضمان استثماراته في مصر والتي لا تكمن  في قيمتها الاقتصادية  بل في بعدها السياسي ويكفي أن بن زايد هو من يصوغ السياسة في مصر وأن الامارات هي من تقود المنطقة كما عبر عن ذلك عبد الخالق عبد الله المستشار السابق لمحمد بن زايد في ندوة سياسية عقدت في أبوظبي قبل ايام واعترض عليه وبقوة عمرو موسى وزير الخارجية المصري الأسبق والدكتور عبد المنعم سعيد الرئيس السابق لمجلس إدارة مؤسسة الأهرام وأحد رموز لجنة السياسات في عهد المخلوع مبارك.

شراء جزء من تاريخ مصر

للأسف شركة ابو ظبي التنموية القابضة ستقوم بشراء جزء من تاريخ مصر وابنيتها التاريخية ومقار وزاراتها وموانيها ومستشفياتها وربما متاحفها ناهيك عن منطقة الاهرامات وجزيرة الوراق وربما بعض المناطق الآثرية لتشرف عليها وتديرها عبر اتفاقيات مع صندوق السيسي السيادي والذي وفقا لقانون تأسيسه فإنه فوق المحاسبة والمراجعة فلا توجد رقابة سابقة ولا لاحقة وبالتالي فصندوق السيسي هو عبارة عن صندوق سياسي يقوم السيسي من خلاله ببيع مصر أو ما تبقى منها لسداد الديون والقروض التي تراكمت والتي لم تنتج تنمية ولم تحدث تغييرا كبيرا في الواقع الاجتماعي والاقتصادي المصري إلا في شقين زيادة الفقر وزيادة اعداد السجون والمسجونين .

بالمناسبة شركة ابو ظبي التنموية القابضة يديرها الشيخ طحنون بن زايد مستشار الأمن القومي الإماراتي وربما تساعدك هذه المعلومة عزيزي القارئ في فهم طبيعة العلاقة بين السيسي وصندوقه والإمارات وشركاتها.

علاقة أمنية استخباراتية تدعم توجهات وطموحات الإمارات على حساب مصر اقتصادا وسياسة.

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه