“ذاكر نايك” بعيون هندية!

يجب أن يلام الملك سلمان الذي أعطاني أعلي جائزة في العالم الإسلامي، كما ينبغي أن يُلام حاكم دبي الذي منحني شخصية هذا العام، ومنحني أيضا جائزة قدرها مليون درهم.

 

في الوقت الذي ذاع فيه صيت الداعية الإسلامي “ذاكر نايك ” وإكتسب شهرة عالمية طلبت الهند من السلطات الماليزية تسليمة بعد أن اتهمتة بعدة تهم تتعلق بالتحريض على الكراهية ودعم الإرهاب، بعد أن قالت السلطات البنغلاديشية إن أحد المسؤولين عن الهجوم الإرهابي في يوليو 2016 بالعاصمة داكا قال للمحققين إنه تأثر بالوعظ من خلال قناة الداعية الهندي “زاكر نايك” على اليوتيوب وكانت نقطة إنعطاف كبيرة في حياته.

وفي غضون ساعات هرب “ذاكر نايك” من موطنه الهند الي ماليزيا لأن لدية إقامة دائمة فيها. وقدمت الهند طلبات إلى ماليزيا لتسليمه مما أعطي مصداقية للمزاعم التي تقول بأن الهند تلاحقه بسبب اعتقاده الديني، وانتقاده لحكومة ناريندار مودي وحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم. لكن ماليزيا رفضت تسليمه.

تلميذ ديدات

و”ذاكر نايك” هو في الأصل طبيب درس الطب في جامعة مومباي، ثم تفرغ بعد ذلك للنشاط الدعوي وأسس “مؤسسة البحوث الإسلاميه في الهند” وهي منظمة غير ربحية، وقناة “السلام”. ودائما ما يرتدي بدله وربطة عنق ويتحدث الإنجليزية.

وهو يحفظ القرآن عن ظهر قلب ورقم الآية ويحفظ أيضا الأناجيل، وكتب الهندوس، واشتهر بمناظراته وألقي عددا كبيراً من المحاضرات في دول غربية وعربية وأسلم على يديه عدد كبير.

وهو تليمذ الداعية “أحمد ديدات” الذي أثني عليه قائلا ” ما فعلتة يا بني في أربع سنوات إستغرق مني أربعين سنه لتحقيقة “. وما أن توفي ديدات حتي سطع نجم “ذاكر نايك”.

وبحلول عام 2000 أصبحت أشرطة الفيديو الخاصة به موضوع نقاش وهو يحاول إثبات تفوق الإسلام علي الأديان الأخري حتى إن أنصاره وصفوه بالخبير في مقارنة الأديان.

وأصبحت له شعبية كبيرة في الهند وفي عام 2009 إختير من قبل مؤسسة إنديان إكسبريس كواحد من أكثر الشخصيات الهندية تأثيراً وكان الرقم ال 88 وهو المسلم الوحيد في القائمة. ولدية حوالي 17.5 مليون متابع على الفيسبوك من العديد من البلدان.

والداعية الإسلامي “ذاكر نايك” له أراء خاصة مثيرة للجدل سمحت باتهامه

بالتحريض على الكراهية العنصرية والدينية ففي ماليزيا تسبب قوله “إن الماليزين الهندوس أكثر ولاء لناريندرا مودي من نظيره في ماليزيا وإن الماليزين الهندوس يتمتعون بحقوق أكثر 100 مرة من الأقلية المسلمة في الهند وإن الماليزيين الصينين ضيوف على البلاد”. وهو التصريح الذي تسبب في المطالبة من قبل برلمانيين بطرده من ماليزيا

وعندما إستجوبت ماليزيا “ذاكر ” لمدة عشر ساعات قال إن تصريحاته “أسيئ فهمها” وقام بالاعتذار الرسمي عنها للماليزيين قائلا: لم أقصد أبداً مضايقة أي فرد أو طائفة ”  ضد المبادئ الأساسية للإسلام وأود أن أنقل إعتذاري الصادق بسبب سوء الفهم. لكن الاحتجاجات السياسية والعامة استمرت ضده.

وهو ليس التصريح الوحيد المثير للجدل له فلديه أيضا العديد من التصريحات الأخري مثل دعوته الى عقوبة الإعدام لمثيلي الجنس، والمتحولين من الدين الإسلامي الي أي دين أخر، وقوله إن للرجال الحق في ضرب زوجاتهم “بلطف” بحجة أن الرجل هو قائد المنزل ولديه كل الحق في القيام بذلك

جمعية غير قانونية:

وبعد ثلاثة أشهر من هجوم داكا وفرار “نايك” من البلاد رفعت وكالة التحقيقات الوطنية في الهند قضية ضده بموجب قانون منع الأنشطة غير القانونية وتم إعلان مؤسسة البحوث الإسلامية أنها جمعية غير قانونية من قبل الحكومة المركزية.

وفي حديث له مع مجلة الأسبوع الهندية قال “إنه يثق في النظام القضائي في الهند لكنه كان أفضل بالسابق”، وقال “قبل أن تأتي حكومة حزب بهاراتيا جاناتا كان بالإمكان الحصول على العدالة بنسبة 80% أما الآن فالفرض تتراوح بين 10و 20 % وعلاوة على ذلك إذا نظرنا للسابق فسوف نجد أنه تم إطلاق سراح أكثر من 90 % من المسلمين الذين إتهموا بتهم تتعلق بالإرهاب بعد 10-12 سنة. لذلك إذا نظرنا للمتوسط فأنني سأظل خلف القضبان لمدة 10 سنوات وسوف تتعطل مهمتي بأكملها”. “فلماذا يجب أن أكون أحمق”؟

هكذا قال.

وقال أيضا إن كل ما حدث معه خلال العامين والنصف الماضيين هي ألعاب سياسية وهو ليس بقريب من السياسة.

وأضاف: بسبب شعبيتي أقابل وزراء وبعض الناس “المهمين” في الهند وخارجها. لقد تحدثت في المملكة العربية السعودية والبحرين والمملكة المتحدة والعديد من البلدان الأخرى.

وأضاف:

“يجب على (مودي) أن يقول إن كل هذه الدول تدعم الإرهاب”..

“لو مُنحت لقب “رسول السلام” وبنفس الطريقة التي يلومونني فيها يجب أن يلام الملك سلمان في المملكة العربية السعودية الذي أعطاني أعلى جائزة في العالم الإسلامي وهي جائزة الملك فيصل الدولية، كما ينبغي أن يُلام حاكم دبي السيخ محمد بن راشد آل مكتوم الذي منحني شخصية هذا العام، ومنحني أيضا جائزة قدرها مليون درهم.

“إذا كان (مودي) صادقاً فعليا فعليه أن يقول إن كل هؤلاء الأشخاص متورطون في الترويج للإرهاب”  

إنه يضع العربة أمام الحصانا

المقال لا يعبر عن موقف أو راي الجزيرة مباشر وإنما يعبر عن رأي كاتبه