بالأسماء.. نيويورك تايمز تكشف احتجاز الآلاف في مصر عبر “الحبس الدوّار” (فيديو)

تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي بشكل واسع مع تحقيق نشرته صحيفة نيويورك تايمز خلص إلى أن السلطات المصرية تحتجز الآلاف ضمن نظام حبس احتياطي يمكن تمديده إلى أجل غير مسمى ويسمح بسجن الأشخاص بلا محاكمة.

وقالت الصحيفة الأمريكية إن الأرقام الرسمية لا تُظهر عدد الأشخاص الموجودين في هذا النظام لكنها حصرت أكثر من 4500 شخص كانوا محتجزين على ذمة قضايا في محاكم العاصمة القاهرة فقط خلال الفترة من سبتمبر/أيلول 2020 إلى فبراير/شباط 2021، مؤكدة أن هذا الرقم لا يمثّل العدد الكامل للمعتقلين، ولا يشمل المحتجزين خارج العاصمة ولا المحتجزين في مراكز الشرطة أو المعسكرات أو غيرهم من المخفين قسرًا.

باب السجن الدوّار

وأوضحت الصحيفة أن عملية “الحبس الدوّار” تبدأ باعتقال قوات الأمن لأشخاص من الشارع أو من منازلهم، ثم إخفائهم دون إخطار العائلات أو المحامين. وعندما يظهر المعتقلون، تتهمهم النيابة بالضلوع في “نشاط إرهابي” ويتم احتجازهم لأشهر أو سنوات مع احتمال “تدويرهم” على ذمة قضايا أخرى من دون نهاية.

وقال معدّو التقرير إنهم أجروا مقابلات مع عائلات المعتقلين ومحامي دفاع وسجناء حاليين وسابقين، وتأكدوا أن العدد أكبر من ذلك بكثير.

وتفاعلًا مع تقرير نيويورك تايمز، كتب منسق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في لجنة حماية الصحفيين شريف منصور “قد تتباطأ آلة القمع لكنها أبعد ما تكون عن التفكيك”.

وعلّق الحقوقي بهي الدين حسن “يصلح ليكون موضوع الجلسة القادمة (للحوار الوطني): تحقيق مطول لنيويورك تايمز عن مهازل القضاء في مصر في تدوير آلاف الأبرياء في الحبس الاحتياطي لسنوات بعد جلسات تستغرق 90 ثانية دون دفاع، تُتلى خلالها اتهامات أمنية ملفقة دون دليل بالانتماء لجماعة ما إرهابية”.

وغردت الصحفية نادية أبو المجد “يوجد في مصر عشرات الآلاف من السجناء السياسيين، البعض يواجه محاكمات وآخرون محاصرون في نظام الحبس الاحتياطي. أنشأت صحيفة نيويورك تايمز أول سجل عام لتلك العملية القانونية الدورية، وكشفت عن آلاف المحاصرين في الحبس الاحتياطي”.

وكتب طاهر “مفجع ولكنه ليس مفاجئًا على الإطلاق”، بينما علق حساب آخر “ألا يوجد في الولايات المتحدة عشرات الآلاف في الحبس الاحتياطي؟ أوه، انتظر لقد وجدت 400 ألف!”.

ودوّن الناشط الحقوقي أجامو باراكا “لست متأكدًا كيف ستتفق الحركة البيئية مع هذا في وقت قمة المناخ السابعة والعشرين. أعلم أنني لن أكون هناك”.

وبشأن إطلاق لجنة العفو الرئاسي والحوار الوطني مؤخرًا في مصر، قال معدّو تقرير نيويورك تايمز إنه حتى مع إطلاق سراح بعض الناشطين والمعارضين السياسيين، حكمت المحاكم المصرية على آخرين بالسجن، بما في ذلك في مايو/أيار، سجن مرشح رئاسي سابق هو الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.

كما استمرت الاعتقالات ذات الدوافع السياسية على قدم وساق خلال الأشهر السابقة، ويقول أهالي المعتقلين إن التجاوزات في السجون لم تتوقف.

وأوضحت الصحيفة أن معظم المسؤولين المصريين الذين سئلوا عن نظام الحبس الاحتياطي رفضوا التعليق على هذا المقال، كما لم يأتِ الرد على الطلبات التي أرسلها معدّو التقرير إلى مكتب المدعي العام ومسؤولي السجون والرئاسة من خلال متحدث حكومي.

المصدر : الجزيرة مباشر + نيويورك تايمز