فنلندا تبلغ بوتين بنيّتها الانضمام إلى الناتو وروسيا تقطع عنها إمدادات الكهرباء
أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، نظيره الفنلندي ساولي نينيستو بأن انضمام بلاده إلى الناتو “سيكون خطأ” بسبب “عدم وجود أي مخاطر على أمنها”.
وذكرت الرئاسة الروسية في بيان أن بوتين ونينيستو “تبادلا خلال مكالمة هاتفية الآراء بشكل صريح بشأن إعلان قيادة فنلندا نيتها تقديم طلب للانضمام إلى الناتو”.
والخميس الماضي، أعلنت فنلندا -في بيان مشترك صادر عن الرئيس نينيستو ورئيسة الوزراء سانا مارين- عزمها تقديم طلب انضمام إلى الناتو الذي تقوده الولايات المتحدة “دون تأخير” مع توقع إعلان الترشح، الأحد، لتمهد الطريق أمام نمو الحلف بينما تتواصل الحرب الروسية الأوكرانية.
Gemensamt uttalande av republikens president och statsministern om Finlands medlemskap i Nato:https://t.co/lKaEhvRVfr@TPKanslia I @niinisto I @MarinSanna pic.twitter.com/WxUIPD7VMZ
— Valtioneuvosto | Statsrådet (@valtioneuvosto) May 12, 2022
وأكد بوتين -وفق البيان- أن “تخلّي فنلندا عن سياسة الحياد العسكري سيكون خاطئًا، لأنه لا توجد أي مخاطر على أمنها”.
كما حذّر من أن هذا التغيير في نهج هلسنكي الخارجي “قد يؤثر سلبًا على العلاقات الروسية الفنلندية ذات المنفعة المتبادلة التي جرى بناؤها على مدى سنين طويلة بروح حسن الجوار والتعاون والشراكة”.
بدوره، قال نينيستو الذي كان محاورًا منتظمًا للرئيس الروسي في السنوات الأخيرة “كانت المحادثة صريحة ومباشرة ولم تشهد توترًا. اعتُبر تجنب التوتر أمرًا مهمًّا. الاتصال تم بمبادرة من فنلندا”.
I spoke with Putin. The conversation was direct and straight-forward and it was conducted without aggravations.https://t.co/yPDXmqYq9H pic.twitter.com/z8Nmm3VeQ9
— Sauli Niinistö (@niinisto) May 14, 2022
في الوقت ذاته، أعلن حزب رئيسة الحكومة (الاشتراكي الديمقراطي) دعمه بأغلبية واسعة لطلب الانضمام إلى الناتو.
ويُفترض أن تتخذ السويد أيضًا قرارًا في الأيام القليلة المقبلة بشأن احتمال تقديم طلب الانضمام إلى الحلف، بعد أن يزيل اجتماع للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم العقبة الأخيرة قبل الإعلان.
وقالت رئيسة الوزراء الفنلندية “نأمل أن نتمكن من إرسال ترشيحنا مع السويد خلال الأسبوع”. وأضافت “لديهم إجراءاتهم الخاصة بهم ولكن آمل أن نتخذ قرارينا في وقت واحد”.
وسيجتمع البرلمان الفنلندي الاثنين المقبل، ليصوت نوابه الـ200 -بكثافة مرجَّحة- على تقديم طلب الانضمام إلى الناتو.
In a phone call with @Bundeskanzler Scholz, we discussed the need to achieve peace in Ukraine. Finland is grateful for German support for our NATO membership.
— Sauli Niinistö (@niinisto) May 12, 2022
وترى هلسنكي أن غزو أوكرانيا وكذلك مطالبة موسكو بعدم توسيع الناتو يبرران تغيير موقفها.
وهددت موسكو باتخاذ إجراءات “تقنية – عسكرية” ردًّا على ذلك.
وتوقفت إمدادات الكهرباء من روسيا إلى فنلندا، ليل الجمعة السبت، عقب إعلان بهذا الصدد من شركة التزويد الروسية، وفق مسؤول في شبكة الكهرباء الفنلندية.
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن تيمو كوكونن المسؤول في شركة تشغيل شبكة الكهرباء (فينغريد) قوله إن الصادرات من روسيا إلى فنلندا “عند الصفر حاليًا”.
وذكرت شركة (راو نورديك) التابعة للمجموعة الروسية (إنتراو) في هلسنكي أن سبب التعليق مرتبط بفواتير غير مدفوعة لوحظت منذ أسبوع، ولم تحدد الأسباب الدقيقة لذلك.
وأكدت هلسنكي أن الدولة الاسكندنافية “تريد التعامل مع القضايا العملية المتمثلة في كونها دولة مجاورة لروسيا بطريقة صحيحة ومهنية”.
وقالت فنلندا -التي تفصلها حدود طولها 1300 كيلومتر عن روسيا إلى جانب ماض مؤلم- إنها تتوقع إجراءات مثل هجمات إلكترونية أو انتهاكات حدودية.
رفض تركي
وإلى جانب الرفض الروسي، أبدى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان رفضه لانضمام السويد وفنلندا إلى الناتو الذي يضم حاليًا 30 دولة بما فيها تركيا.
ويأخذ أردوغان على هذين البلدين تحولهما إلى “فندق لإرهابيي حزب العمال الكردستاني” الذي تعدّه أنقرة -ومعها الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة- منظمة إرهابية.
Myönteinen puhelu Turkin presidentti Erdoganin kanssa. Kiitin presidentti Erdogania hänen ponnisteluistaan rauhan eteen Ukrainassa. Turkki tukee Suomen tavoitteita.
— Sauli Niinistö (@niinisto) April 4, 2022
وبما أن الإجماع مطلوب، تجد أنقرة نفسها في وضع يسمح لها بعرقلة العملية، بينما قال الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ إنه يتوقع قبول الدولتين الاسكندنافيتين “بالأحضان”.
ويُفترض أن تُجري فنلندا والسويد -المدعوتان إلى اجتماع غير رسمي لوزراء خارجية الناتو في برلين نهاية هذا الأسبوع- محادثات ثنائية مع تركيا.
وقالت ستوكهولم وهلسنكي إنهما لم تلاحظا أي مؤشرات إلى اعتراض تركي.
وقال الرئيس نينيستو في مقابلة مع قناة (إيلي) الفنلندية “من الأفضل أن نتعامل مع الأمر بهدوء. حتى الآن، كانت رسالة تركيا لنا عكس ذلك تمامًا”.